الإعلام الإسرائيلى شن هجوما أمس على حكومة تل أبيب وجيشها بعد ما حدث فى سيناء، وذكرت «معاريف» أنه رغم استعدادات الجيش الإسرائيلى فإن تقصيرا أمنيا قد حدث من قبل تل أبيب؛ موضحة أن المدرعة المصرية التى استخدمها منفذو الهجوم استطاعت اختراق الحدود بمسافة تقارب الكيلومترين فى العمق الإسرائيلى، دون أن تقابل أى عوائق، كما استخدمت الطريق القريب من مستوطنة كيريم شالوم القريبة من المعبر الحدودى، وذلك قبل اصطيادها من قبل سلاح الجو. وبعنوان «نجاح أم تقصير» انتقدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية بدورها عدم قيام تل أبيب بإيقاف المدرعة المصرية على الحدود قبل دخولها فى العمق الإسرائيلى؛ موضحة أن جيش تل أبيب ومخابراتها يتفاخر الآن باقتناص المدرعة ومن فيها من إرهابيين، لكن ما زال هناك سؤال هام يتم البحث له عن إجابة، وهو كيف نجحت المدرعة فى اختراق العمق الإسرائيلى ودخولها لمنطقة مستوطنات.
وبعنوان «أيادى إسرائيل مكبلة فى سيناء، المصريون والأمريكيون ملزمون بالتدخل لوقف الإرهاب»، قالت مجلة «إسرائيل ديفينس» العبرية -المتخصصة فى شؤون العسكرية- إنه فى ضوء العملية الإرهابية التى وقعت بسيناء مساء الأحد، لا بد من أن تقوم الولاياتالمتحدة بممارسة ضغوط على القاهرة لمعالجة الفوضى المندلعة بشبه الجزيرة المصرية، كما يجب على تل أبيب الانتقال إلى مرحلة تحصين حدودها الجنوبية والدفاع عنها. وطالبت المجلة العسكرية تل أبيب بوضع عوائق مادية والإكثار من زراعة الألغام بالجنوب الإسرائيلى، لافتة إلى أن الحدود بين القاهرة وتل أبيب من شأنها أن تتحول إلى نسخة ثانية من الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية، داعية إسرائيل إلى وضع وسائل قتالية تمنع أى اختراق حدودى من مصر، لافتة إلى أن القاهرة ستهتم خلال السنوات القادمة بمحاولات إصلاح نفسها داخليا ولن تحرك إصبعا واحدا لإجهاض أى عمليات إرهابية تشن من سيناء.
وناشدت إسرائيل ديفينس الحكومة الإسرائيلية أن تزود الجدار الحدودى الذى يتم بناؤه مع مصر بأجهزة رصد وكشف متطورة إضافية، لافتة فى تقريرها إلى أن الأجهزة الحالية غير كافية، مؤكدة أنه على القاهرة عمل شىء ما لإعادة السيطرة على سيناء، مضيفة بقولها «لا يوجد شك أن الرئيس المصرى الجديد محمد مرسى ليس له دور مركزى فى ما يتعلق بالوضع الأمنى فى سيناء، لهذا على تل أبيب التحاور مع الجيش المصرى». ولفتت إلى أنه لا بد من التوصل إلى تفاهمات مع الجيش المصرى، لأن هذا الأخير يعلم جيدا ماذا يمكن أن يحدث إذا استمر من يسمون بتنظيم الجهاد العالمى فى العمل داخل سيناء، مضيفة أنه وفقا لمعلومات استخباراتية يوجد فى شبه الجزيرة المصرية الآن مخابئ للأسلحة التى وصل بعضها بعد سقوط الرئيس الليبى السابق معمر القذافى، ووصل البعض الآخر من مصادر أخرى وتحت إشراف إيران، موضحة أنه إذا أراد الجيش المصرى إثبات جديته عليه أن يتعامل مع تلك المخابئ.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول «على تل أبيب إبلاغ واشنطن بأن أى تأخير فى الوقوف ضد القنبلة الزمنية التى يتم بناؤها فى سيناء قد يؤدى إلى الإضرار بالولاياتالمتحدة أيضا؛ موضحة أن سيناء تحولت إلى قاعدة إرهابية تشن منها العمليات التخريبية ضد الأهداف الأمريكية، وعلى واشنطن الضغط على القاهرة لتأمين سيناء عبر التلويح بسلاح المعونة».