حالة من الحزن الشديد الممزوجة بالانفعال وردود الأفعال الغاضبة، عمت محافظة الإسكندرية، في أعقاب الأحداث الدامية التي شهدتها سيناء بالقرب من معبر "كرم أبو سالم" الواصل لغزة، والتي أسفرت عن 16 قتيل و8 مصابين من خير جنود مصر، ما بين استنكار وإعلان حالة الحداد وتوجيه اتهامات لجهات معينة، وتحميل المسؤولية كاملة لأشخاص بعينهم، فيما أدى نشطاء ومستقلين صلاة الغائب على أرواح الشهداء بمسجد القائد إبراهيم بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية. وتقدم مجلس نقابة المهندسين بالإسكندرية بخالص العزاء الى الشعب المصري كافة وإلى أهالي جنود مصر الأبطال خاصة الذين استشهدوا أمس على الحدود المصرية برفح، مطالبة ملاحقة الجناة ومحاسبتهم أي ما كانوا وسرعة بسط كامل السيطرة الأمنية على سيناء، وعدم التفريط في حق الشهداء.
وطالبت نقابة المعلمين المستقلة، بإعادة النظر فى اتفاقية كامب ديفيد وبخاصة ما تتضمنه من قيود على التسليح للقوات المصرية في سيناء وحركة وانتقال وحجم هذه القوات فيها.
وحذرت اللجنة السياسية بالنقابة العامة للمحامين من أقوى مؤامرة على مصر تقودها قوة داخلية وقوه خارجية، مطالبة الحكومة الجديدة بضرورة وأد هذه المؤامرة والقيام بمسؤوليتها كاملة في مواجهة أعداء الوطن.
وطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بسرعة العمل على العودة إلى القيام بدوره المشرف الأصيل في حماية حدود الوطن وملاحقة المجرمين والقتلة.
من جانبها طالبت حركة شباب 6 ابريل "الجبهة الديمقراطية" بالإسكندرية، بالرد القوى والصريح من الرئيس الدكتور محمد مرسي على ذلك العمل الإجرامي والواضح وتحديد الفاعل ومن ثم اتخاذ الإجراء المناسب من أجل القصاص، مستنكرين ما وصفوه بالتجاهل التام والكامل للأعلام الحكومي عن ذلك العمل المؤسف الإجرامي.
وتساءلت الحركة عن طبيعة الدور الذي تقوم به قيادات القوات المسلحة فى حماية وتأمين الحدود المصرية، فضلا عن كيفية الإجراءات التى اتبعتها القيادات المصرية لحماية هؤلاء الجنود بعد أن أعلنت إسرائيل عن وجود عناصر جهادية بسيناء ومن ثم قامت بإجلاء رعاياها من شبه جزيرة سيناء فى إشارة منهم لتورط إسرائيل في مقتل الجنود المصريين.
وشددت الحركة على ضرورة توفير التعويض المناسب - المعنوي قبل المادي - لأهالي الشهداء وتوفير حياة كريمة لهم بعد قتل أبنائهم غدرا، إضافة إلى ضمان العدالة الاجتماعية والعيش الكريم للجنود المصريين الذين يقفون على حدود مصر.
فيما أعلن حزب "الخضر المصري" الحداد على شهداء مصر، مؤكدا أن الحزن العظيم الذى اعتصر قلوب المصريين الآن سيتحول بلا شك لإعصار مدمر إن لم يجد خطوات جادة ، و يد قوية حازمة تثأر لدماء الجنود المصريين.
وأكد الحزب أنه لن ينتظر تبريرات أو تبادل اتهامات، فقط ينتظر القصاص على أحر من الجمر، وأن كلفهم كل ما يملكون، لافتين، أن الحدث الجلل والمصاب الأليم لا يحتمل أي صورة من صور الجدل او المزايدة على دماء الوطن، إنما هو وقت الاصطفاف و تقديم الدم قبل الدعم للقائمين على إدارة شؤن البلاد من أجل إنقاذ شرف الوطن.
من ناحية أخرى حمل عدد من مواطني الإسكندرية المسؤولية الكاملة لرئيس الجمهورية، معتبرين أنه ساهم في تعريض حياة الجنود المصريين للخطر، بعد قرارات فتح المعابر بشكل استثنائي دون التدقيق في من يعبر أو ما يعبر الحدود.
واعتبر آخرين أن المعتقلين الإسلامين المطلق سراحهم من السجون المصرية لهم علاقة بما حدث، محملين الدكتور محمد مرسى المسؤولية عن ما حدث للجنود المصريين، بينما أكد البعض أن إسرائيل هي من خطط لذلك حتى لو لم يقوموا بتنفيذ العملية بأنفسهم، مرجحين أنه تم استغلال بعض الجهاديين والبدو لصالح إسرائيل.
واستنكر حزب "المصريين الأحرار الأحداث المؤسفة بسيناء بشأن الهجوم المسلح على الحاجز الأمني واستشهاد وإصابة 21 من رجال الأمن البواسل، مطالبة مسئولي الدولة المصرية باتخاذ كافة الإجراءات الرادعة والقانونية والسياسية ضد الجماعات المتطرفة المتلاعبة بالدين الإسلامي الحنيف مرتكبي هذه الجريمة ضد درع من دروع الوطن".