بعد عام و8 أيام من إحالته إلى الجنايات، تغيرت فيه مصر كثيرا، ينتظر الرئيس المخلوع حسني مبارك تحديد مصيره، يوم الثاني من يونيو المقبل، حيث ينطق المستشار أحمد فهمي رفعت بالحكم التاريخي عليه وعلى وزير داخليته و6 من مساعديه في قضايا قتل المتظاهرين، بالإضافة إلى نجليه علاء وجمال في قضية استغلال نفوذ والدهما. ويأتي النطق بالحكم، وسط حالة احتقان هائلة بين الشعب المصري، بسبب نتائج الانتخابات التى أسفرت عن خوض المرشح أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في نظام مبارك، والمرشح محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين جولة الإعادة، لذلك فمن المتوقع أن يعكس الحكم على مبارك ورجاله الحالة في الشارع المصري.
المحاكمة ستشهد وجودا مكثفا من أهالي الشهداء والمصابين والنشطاء السياسيين والقوى الوطنية خارج أكاديمية الشرطة وأمام البوابة 8، المكان المخصص لدخول دفاع المدعين بالحق المدني والإعلاميين والصحفيين، وحسب المحامي ياسر سيد أحمد، أحد دفاع المدعين بالحق المدني، فهناك قضيتان، الأولى هي القضية رقم 1227 لسنة 2011 جنايات قصر النيل والخاصة بقتل المتظاهرين، والقضية الأخرى هي القضية رقم 3642 لسنة 2011 جنايات قصر النيل المتهم فيها مبارك ونجلاه وحسين سالم، حيث يحاكم علاء وجمال فى جنحة استغلال نفوذ والديهما.
ومن المتوقع أن يكون الحكم عليهما مخففا، في حين يصدر الحكم على حسين سالم غيابيا، وحين يتم تسليمه تعاد إجراءات المحاكمة من جديد، أما مبارك فيحاكم بتهمة قتل المتظاهرين إلى جانب تهم بالفساد المالي.
من ناحية أخرى قال عدد من دفاع المتهمين في القضية إنهم لن يحضروا جلسة النطق بالحكم مثل جميل سعيد محامى أحمد رمزي مساعد العادلي للأمن المركزي، بينما أكد الآخرون حضورهم ومنهم مجدي حافظ محامي عدلي فايد مساعد العادلى للأمن العام، الذي قال إنه زار موكله في سجن طرة وأخبره فايد أنه (مسلّم أمره لله).
أما عن الحالة الأمنية، فقالت مصادر من داخل أكاديمية الشرطة إنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات فعلية لتأمين المحاكمة في جلسة النطق بالحكم، نظرا إلى انشغال القاعة التي ستشهد الجلسة بمحاكمة المتهمين في أحداث مجزرة العباسية، التي ستمتد حتى يوم الخميس، أي قبل أقل من 48 ساعة من النطق بالحكم، موضحا أن هذه الفترة قليلة للغاية لانتشار الخدمات واتخاذ إجراءات التأمين.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من قرب النطق بالحكم، فقد ارتفعت الحالة المعنوية والنفسية لمبارك، حسب مصدر طبي داخل المركز الطبي العالمي، بعد وصول أحمد شفيق إلى مرحلة الإعادة، وهو ما اعتبره فريق الأطباء معجزة بعد أن تدهورت حالته الصحية خلال الفترة السابقة.
المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه كشف ل«الدستور الأصلي»، أن مبارك كان يتوقع وصول أحمد شفيق إلى جولة الإعادة، كما أكد المصدر أن ضربات القلب عند مبارك غير منتظمة والضغط متقلب، مشيرا إلى أن مبارك طلب استكمال علاجه النفسي والطبيعي بعد أن كان رافضا له.