في جلسة عاصفة للتعقيب علي مرافعة النيابة في محاكمة القرن, حددت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت جلسة 2 يونيو المقبل للنطق بالحكم في القضية المتهم فيها كل من الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم بقتل المتظاهرين واستغلال النفوذ. وسمحت المحكمة لوسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية بحضور جلسة النطق بالحكم, ونقلها عبر التليفزيون المصري. وقد سلمت النيابة للمحكمة خطاب مجلس الشعب إلي النائب العام بشأن ما انتهت إليه لجنة الصحة, حول صلاحية مستشفي سجن طرة لاستقبال الرئيس السابق. ووصف دفاع مبارك توصية البرلمان بنقل الرئيس السابق بأنها مرفوضة شكلا وموضوعا. وشهدت الجلسة توترات ومشاجرات من بعض المحامين المدعين بالحق المدني, تارة للاعتراض علي وجود محامين كويتيين, وأخري لمحاولة مقاطعة المحكمة, الأمر الذي انتهي برفع رئيس المحكمة الجلسة مرتين لإعادة النظام والهدوء للجلسة. كما أمرت المحكمة بإخراج أحد المحامين من الجلسة لإصراره علي مقاطعة المحكمة, وذلك بعد تلقي المحكمة طلبا من51 محاميا من المدعين بالحق المدني لاتخاذ الموقف اللازم ضد ذلك المحامي. وسألت المحكمة الرئيس السابق عن رغبته في التعقيب وفقا للقواعد القانونية, فأجاب قائلا: سأكتفي بما يقوله الأستاذ فريد الديب. وعندما توجهت المحكمة إلي نجليه علاء وجمال بالسؤال نفسه اتفقا في القول: أكتفي بما ذكره المحامي فريد الديب, وقدم دفاع مبارك مذكرة كتبها الرئيس السابق, وختمها ببيت من الشعر يقول: بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا علي كرام. أما وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي فخرج عن صمته, وتحدث أكثر من ساعتين, ووصف ما تعرضت له مصر بأنه كان مؤامرة, اشتركت فيها عناصر أجنبية مع عناصر إجرامية. واستشهد العادلي بما ذكره عمر سليمان مدير المخابرات العامة السابق في شهادته أن عناصر من حماس وحزب الله وكتائب عزالدين القسام قاموا بنشاط عسكري, واتفقوا مع بدو سيناء, وقاموا بضرب نقطة الشيخ زويد وتجميع الأسلحة, ودخلوا عبر الحدود لتهريب المسجونين بالسجون المصرية. ونفي المتهم أحمد رمزي مساعد وزير الداخلية الأسبق لقوات الأمن المركزي إصداره أمرا باستخدام السلاح ضد المتظاهرين. وأقسم المتهم إسماعيل الشاعر من داخل القفص بأنه لم يصدر منه أي أمر بالاعتداء علي المتظاهرين بأي وسيلة. كما استمعت المحكمة إلي كل من المتهمين عدلي فايد وحسن عبدالرحمن وأسامة المراسي وعمر الفرماوي.