من حق النائب عصام سلطان أن يطارد الفريق أحمد شفيق أينما يجده.. يطارده فى المحاكم.. وفى البرلمان.. وفى مكتب النائب العام.. فشفيق أحد أفراد عصابة مبارك، وأحد المقربين منه ومن أولاده، الذين خرج الشعب فى ثورة ضد استبدادهم وفسادهم. فليس من المعقول أو المنطق أن يعود شفيق ليتصدر المشهد هذه المرة.. بل ويعود رئيسا للقضاء التام على الثورة ومن قاموا بها.. أحمد شفيق الذى جاء به مبارك رئيسا للوزراء فى أيام الثورة للإجهاز عليها بمشاركة عمر سليمان الذى جاء به مبارك هو الآخر نائبا للرئيس، هو الذى سخر من الثورة والثوار وذهب إلى 3 برامج مسائية فى يوم واحد ليسخر من الثوار.
وهو الذى كان رئيسا للوزراء فى أثناء موقعة الجمل الذى دون شك كان له دور «عظيم» فيها مع وزير داخليته اللواء محمود وجدى وكان المفروض أن يكون فى السجن متهما الآن مع رموز النظام السابق أمثال صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وأمين الحزب الوطنى الساقط «المنحل»، وفتحى سرور رئيس مجلس الشعب المزوَّر، ورموز الحزب الوطنى الذين قادوا وحرضوا البلطجية على قتل المتظاهرين فى ميدان التحرير وميادين مصر بعد الخطاب العاطفى لمبارك.
لكن أحمد شفيق ووزير داخليته خرجا من القضية كالشعرة من العجينة.. بل إن شفيق يدّعى الآن أنه السبب وراء محاكمة هؤلاء فى موقعة الجمل بناء على قراره بتشكيل لجنة تقصى الحقائق بعد فشل بلطجية مبارك وحزبه الساقط فى قتل المتظاهرين السلميين، وإن سقط شهداء ومئات المصابين فى ذلك اليوم الأسود فى تاريخ مبارك وشفيق الذى لن يمحوه التاريخ أبدا، ففشلهم فى هذا اليوم مع صمود الثوار هو الذى أنجح الثورة، وكشف عصابة مبارك التى لم يكن يهمها الشعب وكان كل همها هو مبارك فقط وكان على رأس هؤلاء أحمد شفيق.
لقد كان عصام سلطان موجودا فى التحرير بجوارى يوم موقعة الجمل -كما كان موجودا خلال 18 يوما- وشاهد البلطجية وهم يهجمون على الثوار وكان يمكن أن يُقتل أو يُصاب.
فمن حقه أن يطارد شفيق أينما كان..
أحمد شفيق الذى خرجت مليونية تطالب بعزله من رئاسة الوزراء بعد أن كان جنرالات معاشات المجلس العسكرى راضين عنه وتركوه بعد الإطاحة بمبارك وخلعه.. الشعب أصر على خلعه أيضا، فهو جزء من العصابة الحاكمة التى نشرت الفساد فى البلاد.
وهو الذى لاقى اتهامات فى بلاغات رسمية لدى النائب العام فى الفساد فى أثناء توليه وزارة الطيران المدنى لمدة عشر سنوات.. وهو يفتخر بأنه أقام المطار رقم (2) (فلماذا لا يفكر أن يكون رئيسا للمطار بدلا من رئاسة مصر؟!) ومع هذا لم يتم استدعاؤه مرة واحدة للتحقيق معه فى أى بلاغ حتى ولو لإبراء ساحته من الفساد.
إن شفيق يملك من الفجاجة والضحالة أن يفكر فى أن يكون رئيسا لمصر ومثله الأعلى حسنى مبارك فى جهله.. فهو «رجل جاهل رضى بجهله ورضى عنه جهله».
فالحكاية مش ناقصة أن نستبدل بمبارك آخر ربما أسوأ منه!!
فأحمد شفيق لا يمكن أن يكون رئيسا للجمهورية.. فقد يجوز أن يكون رئيسا لجمعية لتوزيع الأراضى لصالح أبناء مبارك كما فى البلاغ الذى تقدم به ضده النائب عصام سلطان.. أو رئيسا لجمعية منتجع أرض الجولف التى حصل عليها كبار القوم فى عصر مبارك بثمن بخس واستفادوا منها وأقاموا الفيلات والقصور وأقاموا الأسوار حولها.. وباعوا باقى الأرض بالملايين. ونفس الشىء ينطبق على مارينا التى يرأس مجلس إدارتها الآن رئيس وزراء موقعة الجمل.
فأحمد شفيق يجوز أن يكون رئيسا لأرض الجولف ومارينا.. ولكن لا يجوز أبدا أن يكون رئيسا لمصر.
أما اتهاماته للنائب عصام سلطان التى أطلقها بناء على نصيحة من صحفى أضاع الكثير من قيمة مطبوعة قومية هامة وجعلها فى خدمة جمال مبارك وأحمد عز.. فهى نوع من التهييس الذى يظهر فيه شفيق فى برامج التليفزيون.