كأن الثورة ماقامتش فعلا.. أن يعلن أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، الذى أتى به مبارك بعد جمعة الغضب (28 يناير 2011) ترشيح نفسه للرئاسة.. فكأن الثورة ماقامتش فعلا.. .. لا أعرف -ولا يعرف غيرى- كيف يرشح شفيق نفسه للرئاسة بعد ثورة قامت ضد استعباد وطغيان وفساد نظام مبارك، وهو كان أحد تروس هذا النظام، بل لعله جاء به مبارك لمساعدته فى الخروج من أزمته بعد أن اشتد عليه الغضب الشعبى.. .. كيف يرشح شفيق نفسه وهو الذى وقف ضد الثورة والثوار؟ ولم يعترف أبدا بالثورة.. ولم يستطع حتى وصفها بالانتفاضة.. وكان يروّج لموقفه المعبر عن نظام مبارك عبر الفضائيات، حتى إنه ظهر فى يوم واحد ثلاث مرات فى البرامج المسائية للقنوات الفضائية.. يحتقر فيها الثورة والثوار. كيف يرشح نفسه.. وهو الذى كان يتهكم على المتظاهرين والثوار فى ميدان التحرير؟ وقال: إنه يمكن إغلاق ميدان التحرير وجعله «هايد بارك» وإرسال «البونبون» إلى الموجودين!! كيف يرشح نفسه.. وهو أحد الذين راعوا تعدى البلطجية ورجال الحزب الوطنى الساقط «المنحل» فى الاعتداء على المتظاهرين السلميين المعتصمين فى ميدان التحرير؟ بما عرف بموقعة الجمل مع وزير داخليته محمود وجدى، حتى إن كان لم ينضم هو ووزير داخليته إلى المتهمين فى القضية، التى يحاكم فيها حاليا رموز نظام مبارك المخلوع صفوت الشريف، وفتحى سرور وغيرهما.. إلا أنه -ومعه محمود وجدى- سيظل متهما فى نظر الناس والثوار باعتباره رئيسا للحكومة التى كانت تدير البلاد.. ومع وزير داخليته، حيث شارك فى تلك الموقعة رجال أمن ينتمون إلى جهاز الشرطة. .. فماذا يقول للناس عن ذلك اليوم الأسود الذى لن يمحيه التاريخ من حياته؟! كيف يرشح نفسه.. وإيده ما زالت مغموسة فى فساد نظام مبارك؟! كيف يرشح نفسه.. وماذا يقول عن مبارك الذى خلعه الشعب فى ثورة عظيمة كشفت عن فساد واستبداد نظامه.. وانتهاكه حقوق المواطنين، وتزويره الانتخابات؟! كيف يرشح نفسه.. ورئيسه السابق الذى خلعه الشعب، كان هو صديقه ومجالسا له بشكل دائم؟! وماذا سيقول عن الأموال التى نهبها مبارك وأولاده، وهى تقدر بمليارات الدولارات.. من أموال الشعب؟! .. وماذا سيقول عن الصفقات التى كان يعقدها مبارك لمصالحه الشخصية، ولمصلحة أولاده ورجال الأعمال أصدقائه؟ وشفيق كان يعلم ذلك.. .. ماذا سيقول أحمد شفيق الذى يرشح نفسه للرئاسة عن البلاغات المقدمة ضده إلى النيابة، وهى بالعشرات، عن الفساد فى الطيران إبان مسؤوليته عن هذا القطاع؟! ولماذا لم يستدع حتى الآن للتحقيق معه؟! ولماذا لم يذهب بنفسه إلى النائب العام لتبرئة نفسه من تلك الاتهامات، ما دام يريد أن يصبح رئسيا للجمهورية؟! كيف يرشح نفسه رئيسا.. وهو الذى شاهد بنفسه رفضا شعبيا له بأن يستمر رئيسا للوزراء بعد الثورة؟ حيث كان المجلس العسكرى قد أبقاه رئيسا.. لكن خرجت المظاهرات فى ميدان التحرير وميادين مصر ضد بقائه رئيسا للوزراء.. فقد كان تابعا لمبارك ونظامه، وها قد خلع الشعب مبارك.. فلماذا يظل رئيسا للوزراء؟ وقد أجبرت تلك المظاهرات المجلس العسكرى على الاستغناء عن خدمات شفيق فى الحكومة. كيف يرشح نفسه رئيسا.. وهو لا يستطيع أن يقيّم مبارك حتى الآن؟ وهو الذى خرجت الثورة ضده وضد سياساته عبر ثلاثين عاما من القمع والقهر والفقر.. فها هو ذا شفيق يقول: «لا أستطيع الحكم على عهد مبارك.. لأن الرؤساء يقيّمون بعد وفاتهم..».. .. فعلا ترشيح شفيق للرئاسة كأن الثورة ماقامتش فعلا. يا أحمد يا شفيق، المرشح للرئاسة.. العب غيرها وريح دماغنا. .. واعلم «يا شفيق يا راجل» أن هناك ثورة قامت فى مصر ضد صديقك حسنى مبارك وخلعته.. وأنها ثورة تغيير.. وأن الثورة مستمرة لتحقيق أهدافها فى التخلص من نظام مبارك وسياساته.. والتى كنت أحدها.. وأحد منفذى سياساته.. ارحمنا بقى يا شفيق يا راجل!