أفهم أن نقابة الموسيقيين تعانى من ضائقة مالية مثل كل الأجهزة والمؤسسات فى بلادنا، إلا أننى لم أصدق نفسى وأنا أقرأ تصريحات لنقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش وهو يعلن فيها أن الموجى الصغير ميسور الحال ولا يستحق العلاج على نفقة النقابة، وأنه كرجل ينشد العدالة بين الجميع لن يتحمل رصد أموال لعلاجه وسوف يوجهها للمرضى الآخرين الأشد احتياجا! كل شىء من الممكن أن نتقبله إلا فى المرض، عندما تعلم أن الموجى الصغير كثيرا ما أصبح يغيب عن الوعى فهو يعانى من تليف فى الكبد وفيروس فى القلب وأنيميا حادة، وغيرها من الأمراض التى تكالبت عليه فى السنوات الأخيرة، بالتأكيد نتمنى الشفاء لكل المرضى وعلى النقابة أن تتوجه بالرعاية إلى الجميع وعلى قدم المساواة، ولكن كيف يحيل نقيب معاناة وآلام مريض إلى معركة انتخابية، فهو يقدم رسالة إلى أعضاء النقابة المرضى تفيد أنه لن يعالج الموجى الصغير حتى يتمكن من توفير الأموال لعلاجهم.. منتهى القسوة أن يتهم مريض وهو يعانى من آلام مبرحة على الفراش بأنه ثرى ورغم ذلك يطالب النقابة بتحمل النفقات.. منتهى القسوة أن يعتبر النقيب أن ما أعلنه مريض غير قادر على الحركة بأنه يلعب دورا لتشويه صورته فى أجهزة الإعلام فيقرر عقابه بأن لا يرصد له ميزانية لعلاجه.. كيف لا يشعر النقيب أن عليه وقبل أن يطلب منه أحد ذلك أن يذهب مباشرة إلى المستشفى الذى يقيم فيه الموجى باعتباره أولا زميل مهنة، وهو يحمل معه كيس برتقال، أم أن ميزانية النقابة لا تسمح.. فى المرض لا يجوز أن يتعارك الناس.. الموجى أنفق كل مدخراته على قلتها ولم يعد أمامه سوى انتظار ما تفعله النقابة ثم يقرأ مثل هذه التصريحات المنفلتة للنقيب.. مع الأسف صغرت تماما أهداف النقابة التى تمحورت حول نقيب يريد تعويض ما فاته من وجود على الساحة الإعلامية والفنية قبل أن يعتلى كرسى النقابة وهكذا نجده يتخبط هنا وهناك فى قرارات وتصرفات عشوائية، يقول أشياء وينكرها ويصدر قرارات الهدف منها حمايته من أى انتقادات تطوله كنقيب وتصل إلى حد الإيقاف عن العمل لأى عضو ينتقده.. بينما أعضاء مجلس إدارة النقابة لا حول لهم ولا قوة، لا تلمح أبدا أى بادرة للمعارضة، والدليل أن مجلس النقابة يضم ابن خال الموجى الصغير الذى وجد نفسه حائرا وهو يرى ابن عمته على فراش المرض ولا يملك أن يفعل شيئا حتى لا يتهم بالتحيز، ولكن كيف صمت الآخرون.. القضية ليست الموجى رغم حساسية الموقف الطبى الذى يتعايش معه منذ سنوات.
الفنان هانى شاكر تحمل مسؤولية علاجه من منطلق أنه يشعر بالمسؤولية الأدبية تجاه الزملاء فى النقابة، ولأنه لديه إحساس بأنه ينتمى إبداعيا إلى تلك الأسرة التى كانت تعتبره واحدا منها.. الموجى الكبير هو الذى أطلق هانى شاكر للحياة الفنية فى عز نجومية عبد الحليم.
لا أشك لحظة واحدة فى أن الموجى يتابع على فراش المرض ما يجرى بعزة نفس، فهو لا يطالب بأكثر من حقه فى العلاج.. ماذا لو فكرت النقابة فى إقامة حفل يشارك فيه الكبار من الفنانين تذهب حصيلته لصالح صندوق دعم علاج الفنانين فى تلك الظروف، أتصور أن الكبار منهم القادرين على تحقيق إيرادات لن يتوانوا فى تلبية الدعوة.
عائلة الموجى ليس على رأسها ريشة ولكن الحقيقة، بعيدا عن عوامل إنسانية وخاصة ربطتنى بهذه العائلة فلقد دخلت بيتهم منذ بدايتى فى الصحافة وعرفت الموجى الكبير وأم أمين زوجته وكل أبنائه وبناته.. هذه العائلة التى انتقلت الآن جينات الموسيقى إلى الجيل الثالث منها مع اختلاف حظوظ كل منهم من الموهبة وعميدها محمد الموجى حفر الكثير من ملامح الموسيقى فى بلادنا، ومن قدم كل هذا الإبداع ليس من اللائق أن نواجه أبناءه بكل هذا الجحود وعندما يصرخ الموجى الصغير من قسوة الألم نعتبر أن هذه الصرخات ما هى إلا مؤامرة على النقيب.. كفانا الله وإياكم تلك الحالة من النرجسية التى بات عليها النقيب، فهو يصحو وهدفه الحفاظ على كرسى النقابة وينام وهو يطارده كابوس بأنهم يحاولون انتزاع الكرسى منه.. أما أعضاء النقابة الأصحاء قبل المرضى فلهم رب يحميهم!