التصريحات التى قالها خيرت الشاطر ل«بى بى سى» العربية حول إمكانية تراجع الإخوان عن الدفع بمرشح رئاسى، وأنه من الوارد أن تعيد الجماعة النظر فى قرارها إذا ما رأت ما يستدعى ذلك، يبدو أنها لم تكن دقيقة إذا عاد الشاطر، فى الوقت نفسه يؤكد أن الدكتور محمد مرسى سوف يقف وراءه حزب وجماعة لها قاعدة كبيرة، وهو ما يعزز من حظوظ مرسى أكثر من أى مرشح فردى. وأضاف الشاطر أن «ترشح مرسى فى سياق الاختيار الثانى للجماعة بعد الشاطر ليس لعدم الثقة فى حظوظه للفوز، ولكن بناء على تصويت مجلس شورى الإخوان الذى رجح كفتى عليه». ومدح الشاطر خليفته فى الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن شعبية مرسى فى السياسة ووجوده فى الشارع أكثر منه، وأضاف «بينما الخبرة الاقتصادية هى نقطة القوة لدىّ».
المهندس جهاد الحداد، أحد مستشارى مشروع النهضة، قال إن الحملة المركزية للمرشح المستبعَد خيرت الشاطر اتخذت قرارها بالعمل مع الدكتور محمد مرسى بديلا له، وإنه لا نية لدى جماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة لسحب مرسى. وأوضح جهاد أن حديث الشاطر حول احتمالية تراجع الجماعة عن الدفع بمرسى لا يعنى أبدا أن الإخوان يفكرون فى سحبه الآن، مشيرا إلى أن الشاطر أراد عدم إغلاق الباب نهائيا أمام جماعة الإخوان المسلمين فى ما يخص الرئاسة.
وأضاف الحداد أن الشاطر حاول أن يوصل رسالة مفادها أنه دائما هناك فرصة لدى جماعة الإخوان المسلمين لتغيير القرار وفق ما يستجد، موضحا أن سبب حديث الشاطر عن حظوظ الدكتور محمد مرسى فى الانتخابات، وأن الجماعة قد تراها قليلة فى ما بعد، هو قياسات الرأى العام داخل الجماعة، التى تم إجراؤها بالفعل بعد ترشيح الشاطر، لقياس مدى معرفة الناس به وشعبيته، لافتا إلى أن هذا القياس لم يتم بعد وفق ما استجد، وهو أن يكون مرسى المرشح الوحيد للجماعة.
الحداد اعتبر إجراء قياس الرأى بعد دفع المرشح بمحمد مرسى، أمرا مهما، لأنه يقيس مدى فاعلية الحملة، ويكون النقطة التى تنطلق معها وحدة اتخاذ القرار داخل الجماعة.
على طريقة لاعبى الكرة. إذ يحتضن اللاعب زميله وتسليمه شارة «الكابتن» عند استبداله. هكذا فعل نائب مرشد الإخوان المرشح الرئاسى المستبعد، خيرت الشاطر، مع مرشحه الاحتياطى رئيس حزب الجماعة (الحرية والعدالة) محمد مرسى»، إذ قدم الأول الثانى، أول من أمس، باعتباره قائدا لمشروع النهضة الذى تتحدث عنه الجماعة.
الشاطر تحدث عن مرسى فى مؤتمر نظمته الجماعة بعنوان «شهداؤنا نور نهضتنا» للاحتفال بأمهات شهداء الثورة، وقال «يسعدنى أن أقدم لكم أخى الدكتور محمد مرسى، الذى أؤكد لكم أنه أفضل منى بكثير، لأنه كان رئيسا للكتلة البرلمانية، ومسؤول القسم السياسى بجماعة الإخوان، والآن رئيسا لحزب الحرية والعدالة، وهو إن شاء الله رئيس مصر، وأنا معه أدعمه بكل ما أُوتيت من قوة، فنحن هنا نتحدث عن مرشح وراءه جماعة، وفريق عمل، ومشروع النهضة».
المرشح المستبعد شدد على ضرورة تقدير الشهداء والمصابين وسجناء الرأى، وتقديم العهود إلى هؤلاء الشهداء وأسرهم بعدم خيانة الأمانة التى ضحوا بأرواحهم من أجلها، وذلك بالنضال حتى إقامة دولة العدل وعدم التخلف عن تحقيق الهدف الثانى، وهو بناء نهضة للبلد مهما كان الموقع، مشيرا إلى أن الإخوان اعتادوا بذل قصارى الجهد فى سبيل تحقيق ذلك، مؤكدا أنه على قمة أولويات الحزب الاهتمام بحقوق الشهداء والمصابين وسجناء الرأى.
الشاطر قال إن الشهيد له أربعة حقوق، أولها البحث عن قاتليه ومحاكمتهم، وفى مقدمتهم القاتل الأول حسنى مبارك، وثانيها الرعاية الشاملة، وثالثها تخليد ذكرى هؤلاء الشهداء، ورابعها العمل على تحقيق الأهداف التى ضحوا من أجلها، مشددا على أن هذه الحقوق مسؤوليات الشعب جميعا لا مسؤولية قيادة أو حكومة، مذكرا بشهداء سوريا وفلسطين ودول الثورات.
نائب المرشد طالب الجميع بالعمل على حماية الثورة واستمرار مسيرتها وتحقيق مكتسباتها، محذرا من المخاطر التى تتعرض لها الثورة، والمتمثلة فى عمل بعض المؤسسات بشتى الوسائل والأساليب، لجعل الشعب يكفر بالثورة ويتخلى عنها، ويعود فلول النظام السابق من جديد للسيطرة والنهب والسلب لموارد مصر.
مرشح الإخوان الرئاسى الحالى، محمد مرسى، فى كلمته، رد الثناء للشاطر وقال: كنت أستشعر طمأنينة وأنا أسير خلف أخى الشاطر، وحينما كان يحبس كنت أستشعر حبسا من نوع آخر، وهو أن أعمل بدلا منه فى العمل السياسى العام.
مسلسل الغزل المتبادل بين الشاطر ومرسى استمر إذ قال الأخير «إن الشاطر يتواضع عندما يقول إننى أفوقه فى النواحى السياسية، فهو صاحب نظرة ثاقبة وخبرة كبيرة فى السياسة، ولا أزكيه على الله، ولا أحب أن أطيل فى الحديث عن أخى الشاطر، فهى تبعة ثقيلة وحمل شاق أن أتابع الانتخابات مكانه».
مرسى قال إن جماعته تستطيع إنهاء باقى نظام مبارك وبناء نظام سياسى جديد قائم على الحرية والعدل، مؤكدا أن الشهداء هم الثمن الغالى الذى دفع فى هذه الثورة، معربا عن تقديره الشهداء والمصابين وسجناء الرأى الذين لولاهم ما كنا فى هذا المكان، ولولاهم ما كانت الثورة التى حققت حتى الآن جزءا كبيرا من حريتنا، حسب كلامه