أحمد عفيفي ملحوظة من أولها .. مش ناقصين مصطفى "بدري" يعمل فيها "دكر" ويهيّج علينا الدنيا ويتهمني بما لم اقصده .. وألاقي نفسي على قائمة المترقب وصولهم للمطار .. وانا غلباااان معنديش حصانة .. وعضمة كبيرة .. مستحملش حتى " زغرة العين الميري " ، ولا عمري دخلت السجن الحربي بس اسمع عنه بلاوي .. عشان كده وجب التنويه قبل قراءة هذا المقال. ندخل بقى ع الموضوع.. زمان وانا عمري 10 سنين كنت استنى اجازة الصيف بفارغ الصبرعشان نسافر الفيوم بلد الست والدتي الله يرحمها ، وفي قرية هناك اسمها منية الحيط حيث اهل الوالدة ، كنت اقضي أجمل أيام حياتي ، أيام ما كان الريف ريف .. الخضرة والميه والغيطان والأماكن المفتوحة والقعدة ع الترعة .. والحمار .. وأه م الحمار .. أقسم بالله كنت أعشقه وتعوّدت ركوبه بعد معاناة ، وأذكر مرة كنت في الغيط عند خالي وعايز أرجع البيت ومش عارف السكة ، فقال لي خالي : اركب الحمار واتوكل على الله .. فقلت له : يا خالي ما اعرفش البيت ، فرد : الحمار عارف .. اركب وهو حيوصلك ... يا حمار! .. فضحكت وقلت له : يا ريتني كنت حمار .. ده أنصح م اللي خلفوني. ليه بقى وهذا حال الحمار.. إلى جانب صبره وتحمّله وفائدته العظيمة ، نزعل لما حد يقول عننا حمير .. وبعدين مين قال ان الحمار غبي ؟ ده أذكي من بني ادمين كتير ، إلى جانب أنه لا يعرف الحقد ولا الغل ولا له في الأونطة وقلة الأدب .. لا بيقتل ولا بينهب ولا بياكلها وهى والعة .. ولاعمره وعد وخلف وعده ، ولا عمرة مرة قال لنا انا عملت ليكم وسويت ، وكان ممكن أطيّن الدنيا فوق دماغكم ، لكن قلت بلاش .. حمار ابن أصل مالوش في اللف والدوران ولعب التلات ورقات .. يبقى بعد كده لمن حد يقولك يا حمار تشكره ، فمعنى ذلك انه يُعلي من شأنك وليس العكس .. وانا أول واحد أتمنى أكون زي الحمار .. أعمل بجهد وافيد غيري ويكون عندي صبر واشيل الحمول والهموم واقول الحمد لله ، بس شرطي الوحيد محدش يركبني ويدلدل رجليه. هذا عن الحمار. نيجي ع الكلب .. برضه إهانة بالغة لو قلت على واحد انه كلب .. مع ان أهم وأبرز صفات الكلب الوفاء ، وهذه الصفة تكاد تكون قد انقرضت من البشر .. ألم تسمع عن الكلب الذي مات صاحبه بعد عِشرة 10 سنوات، فلم يتحمل الفراق ومات بعده بأسبوع.. ثم ان الكلب ذكي جدا يتعلم بسرعة ويتقن التدريب وله فوائد كثيرة لا تعد ولا تحصى في كشف الجرائم والإشارة إلى وجود الجثث تحت البنايات المنهارة .. وأهم حاجة فيه ،أنه حارس أمين .. لو عندك كلب في البيت .. " بس كلب كلب وابن كلب بحق .. مش لولو وكيكي .. الكلاب المدلعة زي اللي مع هالة صدقي والناس الهاى لايف .. دي كلاب خايبة منظر ، تاكل وتشرب وتنام وتسلي الستات .. والرجالة برضه ميمنعش " .. أقول لو عندك كلب في البيت ، تنام وفي بطنك بطيخة صيفي .. لو حرامي دكر وراجل يقرب من البيت .. يبقى بايع نفسه وكفنه على إيده.. باختصار الكلب حيوان رائع ومحترم ، فلماذا لو وصفنا واحد بالكلب يغضب ويثور ، مع ان هذا الكلب المفترى عليه أهم من البني ادمين. والغريب بقى ان لو حد قال عن واحدة حلوة انها زي القطة ، تنبسط وتسعد ، مع ان القطة بنت ستين كلب .. " يووووه ما انا لسه بقول ان الكلب حيوان محترم ، ومع ذلك اللكنة في بقي والاعتقاد الخاطىء غالب " .. المهم القطة حيوان شرس ومخيف كمان .. انا شخصيا اترعب منها واحس فيها بالغدر والخسة .. عشان كده المثل بتاعنا بيقول " زي القطط تاكل وتنكر ". إحنا محتاجين ندرس صح عالم الحيوانات عشان ما ناخدش عايط في زايط والحلو زي الوحش .. وأهم من ده كله لو واحد قال لك يا حمار متزعلش .. فليست هذه شتيمة ولا إهانة ، لأنك لو أدركت قيمة الحمار بجد ، ربما شكرته على وصفك به. عشان كده شادية زمان كانت واعية وغنت للحمار : شيه شيه يا حمار .. حا حا يا حمار .. وسعد الصغير اللي مش عارف حيكبر امتى ، غني أيضا بحبك يا حمار .. واظن بقى مفيش زي توفيق الحكيم كتير ، وسلسلة كتبه عن الحمار " حمار الحكيم ، وانا وحماري والآخرون ، وحماري قال لي " .. ولو أمعنا النظر لعرفنا ان الحكيم يرى الحمار أكثر ذكاء من البشر وأكثر إلماما بالفلسفة ، وأكثر قدرة على تحليل الأمور.. م الآخر.. يا ريتنا كلنا حمير .. وساعتها لو الحكومة أدركت حقيقتنا الجديدة ، ومعنى أن تكون حمار بجد لمنعت عنا البرسيم الذي لا نأكل غيره حتى نموت كمدا وجوعا ، وتفضل هى عايشة تاكل في لحم اللي مات واللي لسه ما متش.