كثيرا ما نردد الأمثال الشعبية ونحن لا نعرف أصلها وفصلها .. فهناك مثل دمه خفيف بيقول " على وشك يبان يا ندّاغ اللبان .. ومثل تاني " اللي اختشوا ماتوا " .. وكلنا عارفين حكايته .. ومثل قليل الأدب حبتين " ان كانت تعود .. حط في ( عين ) امها عود ".. انا عارف ان المثل مش كده بس عدّيها .. أما المثل الأخير – عنوان المقال فهو " موت يا حمار " .. فإيه حكاية " الحمار " .. رحت أبحث في النت عنها فعرفت انه مثل يُقال عند إستحالة حدوث الشئ .. وأصله ان أحد الحكام شاهد حماراً وقد دخل إلى بستانه، فأمر بإحضاره ، ولم يكن له صاحب ، وأمر بإعدامه ، فهمس الوزير فى أذنه : إنه حمار يامولاى !! فأمر الحاكم على الحمار أن يتعلم الأصول ويراعى الأوامر الملكية. وأذّن مؤذّن فى المدينة : من يملك القدرة على تعليم الحمار .. له من المال ما يشاء. تهيّب الناس من الأمر ، حتى تقدم رجل وقرر أنه سيعّلم الحمار بشرط أن يمنحه السلطان قصراً يعيش فيه ومالاً وفيراً وبستانا كبيراً، ومدة للتعليم 10 سنوات ، فوافق الحاكم وأخبر الرجل المعلم أنه سيقطع رقبته إن لم يفلح فى تعليم الحمار، وانطلق الرجل إلى زوجته يخبرها بالانتقال من الكوخ إلى القصر ومن الضيق إلى السعة ورغد العيش ، ولكن المرأة عندما سألته عن مصيره المحتوم بعد انتهاء المدة ، لأن الحمار لن يتعلم والحاكم سوف ينفذ فيه قطع الرقبة إن لم يفلح، رد الرجل "بعد 10 سنين ، إما سيموت السلطان أو أموت أنا أو يموت الحمار"!!. على هذا النحو يتعامل المجلس العسكري معنا .. إرمي لبعيد .. حد عارف بكره حيحصل إيه .. أول ما استلم البلد قال لك : 6 شهور فقط لاغير ونسلم القيادة لرئيس مدني .. " فكرونا بالمخلوع لما قال : مدتين مش اكتر وقعد كاتم على نفسنا 30 سنة " .. ماشي خلصت الشهور الستة .. قال لك : أمشى إزاى والبلد حالها واقف ، والأمن بعافية مش حبتين .. خمسمائة حبة.. ماشي يا عم المجلس .. هات م الآخر .. وجاب لنا م الآخر : ننتخب مجلس الشعب في يناير ويحلفوا اليمين وبعدين تنعقد جلسته الاولى في مارس .. والسؤال : طيب يعملوا ايه الشهرين دوكهما ؟ .. يرد : ماهم قاعدين بقالهم سنة .. كان جري ايه يعني . طيب والشورى اللي مالهاش لازمة أساساً ؟ يرد : الشورى بعد المجلس ما ينعقد ، وبعدين يتفقوا على الدستور ويختاروا اللجنة المئوية ، وبعدين يا سيدي وما سيدك إلا أنا طبعا يبدأ الترشح للرئاسة قرب نهاية 2012 . .. يعني ياعم المجلس نستنى سنتين عشان نلاقي رئيس يحكمنا .. طيب ما كده الإنفلات الأمني حيزيد والبلطجية حا تكتر ، واحنا قاعدين لا مؤاخذة زي " الولّية " اللي انكب زيتها ، ومش عارفه لمّا ترجع العيال من المدرسة حياكلوا ايه. ويرد المجلس وردوده دايماً جاهزة : لازم الأمور تاخد حقها في الدراسة والتمحيص .. المسألة مش حيص بيص .. إنتوا عارفين يعني إيه رئيس لمصر .. لازم يبقى راجل راضع من " بز " أمه .. دي مصر ياجدعان مش كوالامبور. يا سيدي يا مجلس يا عسكري .. كلنا راضعين من " بز " امنا ، بس مش أى حد فينا يصلح للرئاسة ، لكن فيه ناس زي الفل مترشحة .. حيقعدوا يعملوا دعاية ويلفواعلى الكفور والنجوع سنتين .. طيب حيجيبوا فلوس منين للهم ده كله وهما أساساً رايحين على " هم مايتلم " .. ولا يعني المسالة ودنك منين ياجحا؟ .. الامر سهل .. معقّدنها ليه .. الليلة كلها لو كنتم عايزين تلمّوها كانت إتلمت في 6 شهور حسب وعدكم .. إلا إذا كان الأمر كلام إبن عم حديت .. صدقوني مش حيضبط المسألة إلا مجلس شعب محترم بجد .. ورئيس " دكر" يعرف يوقف البلد على رجل ، ويحط كل واحد في مكانه صح ، ويحاسب اللي خرب البلد صح .. ولاّ يمكن الأخيرة دي هى اللي مخوّفة ناس كتير ؟ ساعتها لا تقولي زيد ولا عبيد .. كله يجي تحت الحساب وبالقانون .. أيوه والله بالقانون .. بس مش زي القانون اللي بيتحاسب بيه صاحبنا وشلته .. المتهم متهم .. قاضي جدع يصرخ صرخة تهز المحكمة " قوم اقف زي الرجالة وكلّمني .. نومة إيه ديه اللي مالهاش آخر .. والافندي ابن الناس المحترمين اللي بيعمل بصباعه حركة " وسخة " ميعملهاش ولد صايع .. سنة سجن عشان يحترم المحكمة. هو ده الكلام .. عشان كده عايزين وبسرعة رئيس راجل عارف يعني إيه دم شهيد ، ويعني إيه عين واحد طارت والتاني عاجز والتالت مش لاقي اللي يعالجه .. كل ده وتقولوا لنا في أخر 2012 .. يعني انا مش بكدب لما أقول : موت يا حمار .. وادي دقني أهه ان مالسنة جرت وراها سنتين وتلاتة .. وأكيد حد فينا حيموت .. إما الشعب .. أو اللي مترشحين للرئاسة .. أو المجلس .. ومش حيفضل عايش غير الحمار!