بين استقبال «البرادعي» واحتفالات المولد النبوي الشريف، خرجت خطب الجمعة أمس وتحدث خطباء المحافظات عن صفات النبي «صلي الله عليه وسلم» وأخلاقه ورحمته. وخرج إمام أحد مساجد الفيوم عن النص داعياً إلي استقبال الدكتور «محمد البرادعي» بالطريقة التي تليق به، منتقداً الهجوم الإعلامي غير المبرر عليه من قبل وسائل الإعلام الرسمية. ولم يفت خطباء الجمعة الإشارة إلي بعض الحوادث الفرعية، مثل حادث انتحار شابين تحت عجلات المترو مؤخراً ليأسهم من الحصول علي فرصة عمل، وانتقاد الاستقبال الشعبي الحافل لمنتخب كرة القدم، وصولاً إلي الحديث عن الموت، وما بعده من حساب وعذاب. واهتم خطباء المساجد ببني سويف بذكري المولد النبوي الشريف، وتحدثوا عن كيفية الاحتفال به، وتطرق إمام مسجد الرحمن إلي الحديث عن حال العرب قبل وبعد الإسلام، وعن انتشار العادات السيئة التي كانت قبل الإسلام في الجاهلية مثل وأد البنات والحروب بين الأوس والخزرج، وعن دور اليهود في تأجيج تلك الحروب، مشيراً إلي استمرار ذلك الدور حتي أيامنا هذه في إشاعة الفتن بين الشعوب. في حين تحدث إمام مسجد المحطة عن مصر في أيام الفراعنة وإذلال فرعون شعبه واستدل بقول الله عز وجل «فاستخف قومه فأطاعوه»، وقال إن سيدنا موسي قال لمن معه «سأوريكم دار الفاسقين» ويقصد بها أرض مصر، كما تحدث عن خروج المصريين بالآلاف في الشوارع من أجل ما سماه الأمور التافهة، ودلل علي ذلك بخروج مشجعي كرة القدم عقب المباريات، واعتبر ذلك من علامات البعد عن الله عز وجل. واستكمل خطيب مسجد الرملي بدمنهور حديثه عن الموت للأسبوع الثاني علي التوالي، منتهزاً وجود جنازة بالمسجد الجمعة الماضية، وحذر المصلين من عذاب القبر وطالبهم بالعمل الصالح لنيل نعيم الله في القبر ويوم القيامة. وفي مسجد كوبري الجامعة تحدث الخطيب عن أخلاق النبي «صلي الله عليه وسلم»، وكيف أنه كان رحمة مهداة، وأوضح الخطيب أن علينا تذكره عليه الصلاة والسلام في هذه الأيام الطيبة التي تواكب ذكري ميلاده، مضيفاً «علينا أن نتذكره ونسير علي نهجه ونهتدي بهديه»، وضرب الخطيب العديد من الأمثلة علي رحمته «صلي الله عليه وسلم»، وأوضح كيف أن صحابته رضوان الله عليهم كانوا متعلقين به لدرجة كبيرة، حتي إن بعضهم كان النبي «صلي الله عليه وسلم» أقرب وأغلي عنده من أبيه وأمه. وشن إمام أحد مساجد مدينة الفيوم هجوماً حاداً علي الحكومة المصرية، محملاً إياها مسئولية انتحار شابين هذا الأسبوع تحت عجلات المترو في القاهرة، بعد أن ضاقت بهما السبل، وسدت في وجوههما أبواب الأمل وسلمتهما إلي غول البطالة يلتهمهما وتركتهما فريسة للضياع ينتقلان من طوابير الخبز إلي طوابير الغاز، وطالب الشباب بالصبر والبحث عن أبواب جديدة للرزق وعدم القنوط واليأس، لأن اليأس قرين الكفر، وطالبهم بالبحث عن الرزق في أي مكان آخر وأي دولة أخري بدلاً من الانتحار، كما طالبهم بالتفاؤل فالمستقبل يحمل الخير الكثير. بينما دعا إمام إحدي الزوايا في مدينة الفيوم القيادة السياسية إلي استقبال الدكتور «البرادعي» بما يليق به من تقدير وإجلال لأنه قيمة كبيرة ورمز من الرموز المصرية العالمية، وانتقد الاستقبال الشعبي والرسمي الحافل للاعبي الكرة في الوقت الذي يمنع فيه مثل هذا الأمر عن رجل بحجم وقيمة الدكتور «البرادعي» لا لشيء سوي لهواجس وخلافات سياسية، مطالباً بأن تنزل الدولة الناس منازل توقر كبيرنا وتعرف لعلمائنا حقوقهم، خاصة الطيور المهاجرة التي لم تجد لها صدراً رحباً في أوطانها. كما تناول إمام مسجد الدش الإيجابية معتبراً أن هدهد سليمان ضرب أروع الأمثلة في الإيجابية، فلم يرض أن يعبد غير الله في الأرض، وأنه ضرب المثل في الشجاعة في قول الحق، أما إمام مسجد التقوي فقد تناول ضرورة اتباع هدي النبي - صلي الله عليه وسلم - والالتزام به في كل شيء لأنه الخير الذي يجب الحرص عليه.