تحول مجمع الصالات المغطاة بهيئة استاد القاهرة أمس الجمعة، إلي ثكنة عسكرية منذ الساعات الأولي من الصباح الباكر لتأمين مباراة المنتخب الوطني مع نظيره الجزائري في الدور قبل النهائي من بطولة الأمم الأفريقية التاسعة عشرة والتي تحتم منافساتها اليوم السبت، وكان ملحوظاً بصورة كبيرة زيادة قوات الأمن المركزي عن طوال أيام البطولة، كما تم زيادة قوات الأمن علي مقر إقامة المنتخب الجزائري سواء قبل المباراة أو بعدها مع زيادة التأمين لأتوبيس اللاعبين خوفاً من حدوث أي مشاكل قد تؤدي إلي تعكير أجواء البطولة المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالسويد 2011، كما لوحظ أيضاً زيادة عدد الضباط في غرفة العمليات التي أقيمت داخل مقر اتحاد كرة اليد. زيادة قوات الأمن جاء علي خلفية أحداث مباراة كرة القدم الشهيرة بين منتخبي مصر والجزائر وهي المباراة الفاصلة والمؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، والتي أقيمت بأم درمان بالسودان وهي المباراة التي شهدت خروجاً عن النص من جانب الجمهور الجزائري، وأدت إلي تداعيات عديدة كادت تؤدي إلي كارثة بين البلدين، والتي علي أثرها قرر المجلس القومي للرياضة برئاسة المهندس حسن صقر عدم تنظيم أي بطولة رياضية بمصر حتي لا تحدث مواجهات رياضية بين البلدين وبالفعل اتخذ صقر قراراً بعدم تنظيم بطولة أفريقية لليد وتراجع عن هذا القرار بعد أن عرف الأضرار العديدة التي ستلحق بكرة اليد المصرية أهمها الإيقاف عن المشاركة الدولية لمدة سنتين وبالتالي حرمان المنتخب من المشاركة في كأس العالم ثم دورة لندن الأوليمبية 2012 فضلاً عن توقيع غرامة مالية كبيرة علي المنتخب المصري، لذلك تراجع صقر عن القرار لتقام البطولة في موعدها لتحقيق المنتخب المصري مكاسب عديدة من تنظيم البطولة علي رأسها التأهل لكأس العالم والمساهمة في انتشار اللعبة، بالإضافة إلي بعض المكاسب المادية من وراء التنظيم سواء من البث التليفزيوني أو تسويق البطولة والتعاقد مع العديد من الرعاة. والمثير في الأمر أن لقاء مصر والجزائر أمس، هو المواجهة الرياضية الجماهيرية الخامسة بين البلدين في تسعة أشهر منها أربع مواجهات في كرة القدم كانت الأولي في يونيو الماضي، في الجزائر في لقاء الذهاب في تصفيات كأس العالم وانتهت بفوز الجزائر 3/1 ثم كانت الثانية في نوفمبر بالقاهرة وفاز فيها المنتخب المصري بهدفين مقابل لا شيء ثم كانت الثالثة بأم درمان وهي المباراة الفاصلة التي انتهت بفوز الجزائر 1/صفر ثم كانت الرابعة بأنجولا في الدور قبل النهائي لبطولة الأمم الأفريقية وفازت مصر بأربعة أهداف مقابل لا شيء ثم كانت المواجهة الخامسة أمس في نصف نهائي مونديال اليد الأفريقي. من ناحية أخري قرر الاتحاد الأفريقي لكرة اليد تأجيل البت في الدولة المنظمة لبطولة الأمم الأفريقية 2012 والمؤهلة لدورة الألعاب الأوليمبية بلندن في العام نفسه وكانت تونس والمغرب هما الدولتان اللتان طلبتا تنظيم البطولة، وكان من المفترض أن يتم اختيار المنظم أمس الأول، لكن تم التأجيل للشهر المقبل، وإن كانت المغرب هي الأقرب للفوز بتنظيم البطولة التي سيتأهل منها البطل فقط لأولمبياد لندن. من جانبه، قال هادي فهمي، رئيس اتحاد اليد رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، إن التنظيم خرج بصورة جيدة، ونال إشادة جميع الوفود المشاركة، وأن هناك بعض الأخطاء البسيطة التي حدثت في تنظيم أي بطولة حتي ولو كانت بطولة عالم، مشيراً إلي أن هذه البطولة هي الأقوي فنياً، وشهدت ارتفاعاً ملحوظاً في كرة اليد الأفريقية، كما أن التحكيم الأفريقي ظهر بمستوي ممتاز استحق عليه إشادة الاتحاد الدولي، وأضاف فهمي أن مباراة الأمس بين مصر والجزائر كانت مباراة مدربين وأن الفريق الذي ارتكب أقل عدد من الأخطاء استحق الفوز والصعود للمباراة النهائية. وعن منتخب السيدات أكد فهمي أنهن قدمن ما عليهن والحصول علي المركز السادس جيداً إلي حد كبير، خاصة أن هذا المنتخب تم تكوينه منذ ثلاثة أشهر فقط وأنه سيكون هناك اهتمام كبير به خلال الفترة المقبلة، خاصة أن معظم اللاعبات صغيرات السن.