أجمعت أغلب الفضائيات على الولولة والبكاء على ضحايا مجزرة مباراة بورسعيد، استضاف بعضهم أهالى الشهداء لوصف مشاعرهم، لكنهم فى نفس الوقت تحدثوا عن دور الطرف الثالث وراء هذا الغضب الشعبى ضد وزارة الداخلية، وكأن المجزرة نفسها لا تستحق رد الفعل الغاضب دون حاجة إلى مؤامرات خيالية، وكأن نفس التغطية الإعلامية لأحداث الثورة فى أيامها الأولى تعود وتتكرر مرة أخرى حينما يتساءل المذيع أو المذيعة فى بلاهة: «إذا كان الألتراس قالوا إنهم ليسوا موجودين فى أى أحداث بجوار وزارة الداخلية فمن هؤلاء؟». لميس الحديدى ظلت لساعات يوم الجمعة فى التساؤل عن هوية الآلاف التى نزلت غاضبة لميدان التحرير وفى الشوارع المؤدية إلى وزارة الداخلية بعد سقوط 73 شهيدا فى مباراة الأهلى والمصرى، والتأكيد بكل الطرق أنهم ليسوا من الألتراس، وبدا ذلك تغطية وتبريرا لأى عنف من ناحية الشرطة ضد الغاضبين. وكما أعلن خيرى رمضان قبل ذلك على القناة احتراق المجمع العلمى قبلها بيوم، أذاعت القناة ذاتها وعلى لسان مذيعتها لميس الحديدى خبر اعتداء على مأمورية الضرائب العامة قبلها بأكثر من ساعتين، حيث تعرض المبنى لحريق فعلى، إلا أن مصادر من داخل القناة قالت ل«التحرير» إن هذا لم يحدث وإن القناة أذاعت الخبر مع بدء حدوثه، ثم تدريجيا وصلت النار إلى الأدوار العليا واستغرق هذا وقتا حتى لاحظه الناس. قناة «الحياة» ربطت بين ما يحدث من فوضى حول وزارة الداخلية وحوادث مثل خطف السائحتين الأمريكيتين. ثم أعلنت بغرابة مقاطعتها تغطية أحداث محمد محمود بحجة أن من يتظاهرون به ليسوا ثوارا، أما قنوات ماسبيرو فقد حرصت على تحرى المهنية فى تغطيتها، خصوصا فى نشرات الأخبار، حيث عرضت بعض اللقاءات المصورة مع بعض الثوار ورجال الإسعاف يلومون التعامل العنيف لرجال الشرطة مع المتظاهرين، وعرضت طلب متظاهرين تسليم الجيش للسلطة. بعض ضيوف برامج الفضائية المصرية والقناة الأولى من الصحفيين من الصحف القومية قاموا بلوم نواب مجلس الشعب ووصفوا هجومهم على وزارة الداخلية فى جلسة مجلس الشعب الطارئة بأنه السبب فى إثارة الجماهير. الغريب أن مراسل قناة «النيل للأخبار» محمود العزالى أكد طوال تغطيته أن الشرطة لم تلجأ إلى الخرطوش، إلى أن أصيب عمليا فى عينه اليمنى بخرطوش، بينما حاول عمرو أديب فى برنامجه «القاهرة اليوم» أن يقدم حلقة ساخنة وطالب بعزل مسجونى طرة عن بعضهم بعضا لأنهم يدبرون سيناريوهات الفوضى، واتصلت به عبلة زوجة أحمد عز ودار نقاش وصل إلى السباب بينهما.