بعد تشرد 250 ألف شخص وضعت حرب الحوثيين مع الحكومة اليمنية أوزارها بعد إعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وقف العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين وبعد إعلان قائد الحوثيين عبدالملك الحوثي التزامه بتنفيذ النقاط الست المعلنة من اللجنة الأمنية العليا. وأكدت مصادر عسكرية ميدانية أن هدوءاً تاماً ساد كل جبهات النزاع بين القوات اليمنية والحوثيين في شمال البلاد، بعد إعلان صنعاء وقفاً لإطلاق النار، فيما بدأ الحوثيون بإزالة الألغام وفتح الطرقات كما تنص شروط الهدنة. وقالت مصادر عسكرية يمنية أن الهدوء يعم كل الجبهات في صعدة والملاحيظ وحرف سفيان"، وهي الجبهات الرئيسية الثلاث التي كانت تشهد مواجهات شرسة منذ اندلاع آخر جولات النزاع مع الحوثيين في اغسطس 2009. وقال مصدر عسكري آخر إن الطيران الحربي كان لايزال يحلّق فوق مناطق النزاع حتى سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس علي عبدالله صالح اعتباراً من مساء أمس الأول. ووجه زعيم التمرد عبدالملك الحوثي أمراً للمتمردين بوقف كل العمليات. في السياق نفسه، أكدت مصادر عسكرية أن الجيش رصد تحركات للمتمردين منذ ساعات الصباح الأولى من أجل نزع الألغام وإعادة فتح الطرقات، وهي ضمن وقف النار. وأثارت الاضطرابات في اليمن مخاوف لدى الغرب والدول المجاورة من أن يتحول اليمن الى دولة فاشلة، فيما يسمح لتنظيم القاعدة باتخاذها كمنطلق للهجمات ضد الدول الخليجية، أهم مصدر للنفط في العالم. ويقول مسؤولون يمنيون إن صنعاء ستسمح في إطار اتفاق الهدنة لممثلين عن المتمردين بالمشاركة في لجنة تشرف على الهدنة، وسيقوم المتمردون بتسليم الاسلحة التي استولوا عليها من القوات اليمنية. وقال مسؤول حكومي يمني "إنني متفائل هذه المرة بأن الحوثيين سيلتزمون وبأن وقف اطلاق النار سيستمر". وتطالب الشروط المتمردين بفتح الطرق وإطلاق سراح الجنود والمدنيين المحتجزين. وتقول الحكومة إنه على المتمردين أيضاً أن يعيدوا المعدات العسكرية والمدنية والابتعاد عن السياسة المحلية وإنهاء الاشتباكات الحدودية مع السعودية. وقال بيان الحكومة اليمنية إن المتمردين وافقوا أيضاً على شرط إضافي هو الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي السعودية، وهو الشرط الذي اضافته صنعاء الى شروط وقف القتال. وقال مسؤول يمني إن الرئيس علي عبدالله صالح أبلغ لجنة مكلفة بالاشراف على شروط الهدنة بقراره بوقف الحرب التي تقول الأممالمتحدة انها شردت 250 ألف شخص. وقال التلفزيون اليمني الحكومي إن الحكومة والمتمردين شكلوا أيضاً لجاناً مشتركة أصغر للإشراف على الهدنة في أربع مناطق بينها الحدود اليمنية السعودية. من ناحية أخرى، قال قائد العمليات العسكرية في محافظة صعدة إنه نجا اليوم الجمعة من محاولة اغتيال نفذها حوثيون في اول يوم من تطبيق وقف اطلاق النار في شمال اليمن، فيما اكدت مصادر عسكرية ان اربعة جنود قتلوا واصيب آخرون بجروح في عدة اختراقات نفذها المتمردون الشيعة. وصرح مصدر عسكري ميداني ان ثلاثة جنود قتلوا في آل عقاب مؤكدا حصيلة الهجوم في العين اي جندي واحد، وبالتالي فان حصيلة قتلى الجيش في الهجومين وصلت الى اربعة قتلى، مضيفا أن "الحوثيين خرقوا وقف النار ايضا في منطقة المقاش (محافظة صعدة) كما حصل تبادل لاطلاق النار في منطقة دماج وجبل وهبان" في المحافظة نفسها التي تعد معقلا للتمرد الحوثي الزيدي.