"من أرادها بسوء قصمه الله"- كعب الأحبار. هكذا إستهل المفكر الراحل د.حسين فوزي جولاته في رحاب التاريخ بكتابه "سندباد مصري". وقد كنت أسمع كثيرا مقولة ان التاريخ يكرر نفسه, وقد قرأت في هذا الكتاب الرائع مايؤكد هذه المقولة فرأيت أن أقص القليل جدا مما ورد فيه عليكم. قال الدكتور الراحل –رحمه الله- أنه لم يعرف إحتلالا ولا حكما أساء لمصر وأذل أهلها كما أساء الفتح العثماني اليها في القرن السادس عشر . ثم عندما عاد سليم شاه الفاتح الي أسطنبول بعد ان خرب مصر ونهبها, وتنتقل بعدها الخلافة الإسلامية من مصر الي إسطنبول. "وقد خرج معه جماعة من أرباب الصنائع من كل فن, والسيوفية والسباكين والحدادين والحجارين والفعلاء..الخ. حوالي 1800 نفس. كما حمل معه الي إسطنبول أحمالا من الذهب والفضة والتحف والنحاس والسلاح...الخ. وبطلت من القاهرة نحو خمسين صنعة!". (منقول بإختصار وتصرف). هييييه.. دنيا!!..لم يعش الدكتور رحمه الله حتي عصرنا هذا وحزن علي تهجير 1800 نفسا من الصنايعية وإندثار خمسين صنعة!. لم يعش ليري المخلوع وهو يهجر الملايين من الأطباء والمهندسين والأساتذه والعلماء والمدرسين وأصحاب الحرف إلي خارج مصر ويدمرهم في داخلها!. حزين الدكتور رحمه الله علي ألف جمل محملة بالثروات!. لم يسمع عن الطائرات الخاصة المحملة بالمليارات من المجوهرات والدولارات والذهب! .لم ير موارد مصر وهي تنهب وخيراتها وهي تجرف!. لم ير الغاز وهو يهدر وقناة السويس وهي تسرق والذهب وهو يجرف والأراضي وهي توزع للأحبة والقطاع العام وهو يباع بالبخس!. ثم أسمعوا مايقول بعد أن رحل السلطان سليم شاه!!.. "ويجدر بنا أن نعرف الصورة العامة التي تبدو لنا نتيجة لهذا الإحتلال. وأول مايجبهنا هو سرعة عودة المماليك الي التحكم في أقدار البلاد, لا كسلاطين يحكمون إمبراطورية مستقلة, ولكن كفلول عصابة إجتمعت علي نهب مصر"!! (منقول بإختصار وتصرف). فلول؟؟!! ثاني؟؟!! عفوا.. قل أولاني!! ولكن, علي الأقل كانوا مماليك!!.. جراكسة وبحري!!.. عبيد أولا وأخيرا! وليسوا بمصريي الاصل!!.. ولكن فلول هذا الزمان تجدهم من الأسياد!.. أسياد المصريين!!.. وأنت مش عارف بتكلم مين!!.. وأنا مين وانت مين!!.. أهشم رأسك ياكلب! ..أنفخك!.. ألطمك علي وجهك!..اللفافة في حلقك والخرطوم في دبرك!.. أدهسك!..أقنصك!.. رجال أعمال علي وزراء!..وشنبات وبلوفرات!!.. علي أساتذة جامعة علي أمن دولة!. وعلي عسكر وعلي حرامية!.. وعلي محافظين وعلي مستشارين...الخ..الخ.. "نزل الستار علي تاريخ مصر, وأرخي الظلام سدوله علي القاعة بعد خروج الممثلين والنظارة, وهم العلماء والفنانون والتجار وأهل الحرف والكتاب, الذين أخرجوا في ركب سليم العثمانلي. وإذا كانت مصر لم تخل تماما من اهلها, فإن التاريخ المصري سوف يصاب بظلام تاريخي يشبه ماأصابه بعد غزو الهكسوس. ولاأحسب مصر في تاريخها الطويل عرفت عهدا أظلم من تلك القرون الثلاثة بل الأربعة التي مرت علي مصر بعد موقعه مرج دابق بالشام (بدايه الإحتلال العثماني)" (منقول بإختصار وتصرف). ياخبر أسود من قرن الخروب وأحلك من ظلمات ماقبل الفجر!. ثلاثة أو أربعة قرون في الظلام بسبب حكم الفلول بعد أن غادر سليم شاه المجرم الي إسطنبول؟؟!!. حتي يأتي الفرج في أواخر القرن الثامن عشر مع إحتلال عسكر الفرنسيس مصر!!. ثلاثة قرون!!. يعني سأقضي أنا وأنت وكل الذين يقرأون هذا الهراء, كل ماتبقي من عمرنا في ظلام!! حتي لو كانت زوجتي تلمح الي كل حين ومين من تحت الضرس بأنني من عائلة معمرة!, فمهما طال بي العمر وأمتد, فأنني لن أري أبدا مصر وهي تخرج من الظلمات الي النور! طالما يحكمها الصبيان والفلول!... ولكن لاتيأس, وأسمع معي ماذا يقول الدكتور عن الخونة!. وأقصد تحديدا الأمير المملوكي "خاير بك" والذي لقبه المصريون ب"خاين بك"!. فإن كل ماحدث من هزيمة سلطاني مصر والشام (طومان باي وقنصوة الغوري) علي أيدي السلطان سليم العثماني كان بترتيب ودوليت منه!. وقد كوفيء بعدها بولاية مصر!. "أما خاير بك, فقد مات غير مأسوف عليه من أحد. ويقول المؤرخ إن أمراء المماليك لم يكونوا يقرأون الفاتحة عليه وهم يمرون بتربته تحت القلعة, لاهم ولا الباشوات ولا الأغوات ولا السناجق ; ويدعي عوام مصر أنه كانت تخرج من قبره أصوات أنين في الليالي الحالكة"!!. (منقول بإختصار وتصرف). وهكذا سيجيء الفرج ياشباب!. أبشروا!.. فلننتظر!. ويادار مادخلك شر!. لننتظر حتي يمضي كل الفلول والخونة الي مصيرهم المحتوم!. ونجلس نحن عند القرافة في إنتظار إنقضاء الثلاثة قرون ونحن نستمع إلي أصوات أنينهم من مقابرهم في الليالي الحالكة تحت ضوء القمر!. ننتظر حتي تحتل مصرنا علي إيدي اليهود أو الأمريكان (علي غرار الفرنسيس) والذي سيكون إحتلالاهم نورا ينهض ببلدنا خيرا من خيانتهم!. ودعنا الآن ننسي, و نتفائل, فكلها ثلاثة قرون! سيمضون كالنسمة! وهيا بنا نضحك مع خفة دم المصري والذي إستبدل النون بالراء في "خاين" و"خاير", ومازال حتي الأن يبدل نفس