اثارت قضية التبشير داخل معرض الكتاب فتنة جديدة لا يحتملها المجتمع المصري في ظل تخمة الفتن الطائفية التي يعيشها. وإن كان ذلك يثير تساؤلاً خطيرًا هل يحق للمسيحين التبشير بدينهم في المجتمع الذي يعيش أغلبه من المسلمين، وكانت الإجابة ربما ليس لها علاقة بالنفي أو الثبوت ولكن بسؤال آخر لماذا يحق للأقليات المسلمة التي تعيش في الغرب ذي الأغلبية غير المسلمة بالتبشير والدعوة لدينهم الإسلامي. فتنة ما يسمي التبشير أو الدعوة تثير مشاكل ربما لا داعي لإثارتها فليس من السهل علي أي انسان أن يغير دينه لمجرد أن شخصا جاء يتحدث معه عما هو عظيم في ملته أو دينه ومع ذلك دارت عجلة الفتنة. الدكتور أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية يقول من حق كل صاحب دين أن يبشر به ونحن لا نعترض أن يبشر المسيحيون بدينهم ولكن في الدول غير الإسلامية مضيفًا أنه قد تعارف الناس علي أن التبشير بالنصرانية في بلاد المسلمين يضر بالإسلام ويري السايح أن يتم التعامل مع المبشرين بالمسيحية في الدول الإسلامية بالحسني وبالنقاش وأن نجادلهم بالتي هي أحسن كما أمرنا الإسلام ولابد أن نعرف دون تحيز أو تعصب أن التبشير بالإسلام يأتي بالدعوة مثل ما انتقل الإسلام في شرق آسيا عن طريق التجار، أما التنصير والتبشير فيأتي بالتحايل مثلما يحدث في أفريقيا أو بالعنف مثلما يحدث في الأندلس. أما الدكتور علي أبو الحسن أمين لجنة الفتوي بالأزهر سابقا ف يؤكد أنه لا يجوز التبشير بالمسيحية في بلد مسلم لأننا كمسلمين نؤمن أساسا بالمسيحية الصحيحة لأنها جزء من الإسلام أما إذا دعوا إلي ما هم عليه الآن فإنهم يدعون إلي خطأ أما إذا دعوا إلي المسيحية الصحيحة فهي دعوة إلي الإسلام. وذلك مصداقا لقول الله تعالي «مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه» ومعني مهيمنا أي حافظا له علي وجه الصحيح بل وحارسا لجميع الأديان لإبقائها علي صورتها الحقيقية. وعلي الجانب الآخر يؤكد القمص عبدالمسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء بمسطرد أن كل الأديان تدعو إلي التبشير بدينها عدا اليهودية موضحا أن التبشير غير مرتبط بمكان محدد ومن حق المسيحيين أن يبشروا بدينهم في مصر ومع ذلك فإنه لايوجد تبشير بالمسيحية في مصر وذلك لأن تغيير الديانة في مصر أصبح بالنسبة للأسرة عارا اجتماعيا مما يؤثر في العلاقة بين أبناء الوطن الواحد. القمص متي صليب ساويرس عضو المجلس الملي العام، كاهن كنيسة الجيوشي يتفق مع السايح في أن التبشير لا يكون سوي في بلاد الوثنيين الذين لا دين لهم وقال ساويرس أن التبشير أو الدعوة الحقيقيين يكون من سلوك الفرد السوي لا يكون من الجامع أو الكنيسة.