كشفت مذكرات متبادلة بين شركة " قارون للبترول " وجهاز شئون البيئة عن تسبب الشركة فى تلويث المسطحات والمجارى المائية وخزانات المياه الجوفية بمياه ملوثة بمواد كيميائية وعناصر ثقيلة ومشعة فى مواقع حقول استخراج البترول فى الفيوم وبنى سويف والصحراء الشرقية والصحراء الغربية ومركز أبو رديس بجنوب سيناء ، دون أن يتخذ جهاز شئون البيئة إجراءات لوقف مخاطر تلوث البيئة والزراعات ومياه النيل فضلا عن الإضرار بمحمية وادى الريان فى الفيوم. وتنشط شركة "قارون" منذ أكثر من 10 سنوات دون أن تجرى دراسات بيئية و"هيدروجيولوجية" لآبار المياه التى تحفرها لتستخدم مياهها فى حقن الأرض خلال عمليات إستخراج البترول ( آبار إنتاج )، أو دراسات عن "آبار التخلص" التي تستخدمها للتخلص من المياه الملوثة بطرق آمنة.. وهى دراسات تلزم بها شركات البترول لتحصل بموجبها على موافقات جهاز شئون البيئة ووزارة الموارد المائية لبدء عمليات الحفر. المذكرات والتقارير التى جمعها السفير إبراهيم يسرى منسق حملة "لا لبيع الغاز لإسرائيل" وأحد أبرز المتابعين للفساد فى مجال البترول والغاز، حول "قارون" التي تساهم فيها الهيئة العامة للبترول وشركة "أباتشى" الأمريكية مناصفة تبين أن تفتيشا أجراه جهاز شئون البيئة فى أبريل الماضي على حقل قارون الرئيسي في الفيوم والذى يبعد عن القاهرة 80 كيلو متر أكد أن الشركة تتخلص من المياه الملوثة فى آبار مفتوحة تنفذ المياه عبر طبقات الأرض مما يؤثر على المياه الجوفية والزراعات التى تعتمد عليها ، كما أنها لا تعد سجلا بالمواد والمخلفات الخطرة وطرق التخلص الآمن منها . وجاء في تقرير آخر نهاية مايو الماضى أن المياه الملوثة تلقى دون معاجتها، وطوال عمر الشركة حتى يونيو الماضي لا يجرى تحليل للمخلفات السائلة والمياه للتأكد من خلوها من المواد السامة والمشعة فى جميع مواقع عمل الشركة .. ويشمل ذلك مواقع فى بنى سويف وسط مناطق زراعية . كما لم تحصل الشركة طوال سنوات نشاطها على موافقة وزارة الموارد المائية لكميات المياه التى تسحبها من "آبار الإنتاج" وبأى معدلات مما يؤثر سلبا باستنزاف المياه الجوفية . وفوق ذلك .. لم تبلغ "قارون" جهاز شئون البيئة عن عدة حوادث تسرب للبترول من يوليو 2010 حتى يوليو 2011 وكيفية معالجة التربة الملوثة التى تعد من المخلفات الخطرة.