بفضل الخطة الحكيمة والتوجيهات السديدة للرئيس وابنيه «جمال» و«علاء» انتصر الفريق القومي في معركته واستحوذ علي كأس أفريقيا للمرة الثالثة علي التوالي!! هذا هو ما يسعي الإعلام بجناحيه الخاص والحكومي لترسيخه في ذهن الشعب المصري.. منح غطاء سياسي لانتصار كروي يصب في صالح الرئاسة صارت حدود الوطن هي حدود استاد 11 نوفمبر في أنجولا وكلما سدد «جدو» هدفًا أو استطاع عصام الحضري أن يتصدي لتسديدة كان هذا يعني أن الوطن بخير يحقق أهدافًا ويذود أيضاً عن عرينه.. في البداية حاولوا «تديين» الانتصار باعتباره نتاج فريق الساجدين وبرغم أن اللاعبين كثيراً ما كانوا يحرصون علي السجود كما أن الكابتن «حسن شحاته» يعلو صوته دائماً بالدعاء وله أكثر من صورة بالسبحة فإن كل ذلك لا يعني أن الفريق يكسب بكثرة السجود ولكن بعمق الإيمان بتحقيق الهدف وهو الالتزام والإخلاص والتدريب المستمر وإحكام تنفيذ الخطة وهو ما رأيناه فعلاً في الملعب.. أفلت فريق الكرة من فكرة «تديين» الانتصار لكنه حوصر بفكرة تسييس الانتصار لقد حققنا من قبل عشرات الانتصارات الدولية، «مختار حسين» في رفع الأثقال كان بطلاً عالمياً و«عبد اللطيف أبو هيف» بطلاً عالمياً في السباحة للمسافات الطويلة و«كرم جابر» في المصارعة و«الشحات مبروك» في كمال الأجسام، كل هؤلاء وغيرهم كانوا أبطالاً عالميين وليسوا فقط أفريقيين، ورغم ذلك لم يتم تديين النصر ولم يعتبر انتصاراً للقيادة السياسية.. الخوف الآن من «التسييس» وهو ما نراه يعلن عن نفسه في كل أجهزة الإعلام ومثل هذه الأمور ربما لا تتم بتعليمات مباشرة لكنها تنتقل من محطة إلي أخري ومن مذيع إلي آخر بدون اتفاق.. إنه انتصار مستحق لفريق كرة القدم وفرحة طالما كان يتوق لها الناس إنها سعادة بعد حزن طويل.. انتصار يتم بعد سلسلة من الهزائم يعيشها المواطن المصري في حياته ولكن البعض أراد خصخصة الانتصار رغم أن الفرحة للشعب وليست فقط للدولة أو لحكومة «أحمد نظيف» والمؤكد أن مصر كسبت بخطة «حسن شحاته» ونجاح الفريق وإخلاصه، أما الولاء للرئيس فإنه هو الاتجاه الذي يغلف الحكاية، الصورة التي يتم نشرها هي اللاعبون والرئيس وأبناء الرئيس.. مع نهاية فيلم «واحد صفر» الذي كتبته «مريم نعوم» وإخراج «كاملة أبو ذكري» خرج كل أبطال الفيلم يشاركون بفرحة انتصار الفريق القومي بعد أن نسوا مرارة هزيمتهم في الحياة وكانوا يرفعون فقط علم مصر.. أما في النهاية الواقعية بعد كأس أفريقيا فإنهم يرفعون علم مصر وصور الرئيس وجمال؛ لأن هذا هو المطلوب هذه المرة في اللقطة الأخيرة!!