وأدوية التخسيس تسبب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي القاتل الأطباء يحذرون من تناول العقاقير عبر الإعلانات التجارية أكد الدكتور "محمد عوض تاج الدين"- وزير الصحة المصري الأسبق ورئيس الجمعية المصرية للأمراض الصدرية والدرن- أن مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي يعتبر من الأمراض الخطيرة التى تصيب الشرايين التى تصل الرئتين بالقلب ، وفى الظروف العادية يقوم الجانب الأيمن من القلب بضخ الدم الوريدي عبر الرئتين حتى يتمكن الدم من التقاط الأوكسجين ،وعند حدوث ارتفاع فى ضغط الشريان الرئوي يعوق تدفق الدم عبر الشرايين الرئوية مما يزيد الجهد على الجانب الأيمن من القلب ، جاء ذلك على هامش المؤتمر الذي نظمته جمعية الأمراض الصدرية والدرن حول المرض . وقال "تاج الدين" أن النسبة العالمية لحدوث المرض من 40- 60 حالة مرضية لكل مليون نسمة ،حيث تعد نسبة مرتفعة إلى جانب أنها فى ازدياد مستمر نظرا لزيادة الوعي بالمرض و استخدام تقنيات حديثة فى التشخيص . كما أن نسبة الوفيات الناتجة عن تأخر العلاج مرتفعة وطبقا للأحصائيات العالمية يتوقع حدوث الوفاة فى حالة عدم العلاج خلال سنتين ونصف. ويضيف أن صعوبة تشخيص المرض قد تكون بسبب أن أعراض المرض تتشابه مع أعراض أمراض أخرى ،مما يؤدى إلى تأخر تشخيص المرض لذا يحتاج المريض إلى الفحص بتقنيات حديثة . وأشار "تاج الدين" إلى أن الأصابة بالمرض غالبا تتم فى سن مبكرة قد تبدأ من الطفولة وتحدث الإعراض نتيجة المقاومة الشديدة لتدفق الدم عبر الرئتين وزيادة الضغط على القلب ويمكن أن يكون لذلك تأثيرات حادة على ممارسة الرياضة أو أداء الأنشطة اليومية وأكثر الإعراض شيوعا ضيق التنفس أو صعوبة التنفس خاصة فى حالة الإجهاد بالإضافة إلى الإرهاق المزمن و الدوار خاصة عند صعود السلم أو الوقوف ،الاغماء ،تورم الساقين والكاحلين ،ألم الصدر . أما الدكتور "مدحت عبد الخالق"- أستاذ الأمراض الصدرية بطب قصر العيني- فيقول أن اسباب حدوث المرض في أغلب الحالات غير معروفة أو غير ظاهرة ولكن هناك حالات يحدث فيها المرض كمضاعفات لأمراض أخرى مثل بعض الأمراض الوراثية وأمراض الروماتيزم و المناعة و بعض الأمراض المعدية (الإيدز) أوعند الإصابة بمرض البلهارسيا حيث تسبح دودة البلهارسيا فى الدم وتسد الإوردة الشريانية بالرئة فيرتفع ضغط الشريان الرئوي وقد يحدث المرض كمضاعفات لإصابات الجهاز التنفسي المزمنة مثل حالات الربو المزمن الغير مستقر وفى حالات تليف الرئتين ، أيضا تناول بعض الإدوية مثل الإدوية المثبطة للشهية ( التخسيس ) (Aminorex & Fenfluramine). وعن التشخيص يقول "عبد الخالق" أن تشخيص المرض – بعد الفحص و الدراسة الإكلينيكية – يتم على ثلاثة مراحل تسبق العلاج: المرحلة الأولى هي قياس ضغط الشريان الرئوي و المرحلة الثانية هي دراسة أسباب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والمرحلة الثالثة يتم فيها دراسة مدى تقدم الحالة و بالتالي اختيار العلاج المناسب . وتؤكد الدكتورة "مي حمدي السيد" أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس أن أغلب حالات المرضى يتم اكتشافها فى مراحل متأخرة وهذه الحالات تحتاج بشدة لتناول العلاج لأن معظمهم من صغار السن ومع الأسف فهذه العلاجات الحديثة مرتفعة الثمن بشكل يعجز معه معظم المرضى عن الاستمرار فى تناولها ولذلك يجب أن نساعد هؤلاء المرضى من خلال جمعيات أهلية تتحمل التكاليف عن المرضى غير القادرين، ونبهت أيضا الى ضرورة إنشاء مراكز متخصصة فى الجامعات العربية لعلاج هذا المرض الذى يحتاج إلى فريق طبي يضم تخصصات الأمراض الصدرية وأمراض القلب والأشعة والتحاليل، وقد بادرت كلية طب قصر العينى إلى إنشاء أول مركز مصري لعلاج هذا المرض الخطير مع فتح حساب لتلقي التبرعات وتوجيهها لعلاج المرضى غير القادرين ضمن جمعية أصدقاء مرضى القصر العينى مع أمكانية إنشاء جمعية خاصة لرعاية مرضى ارتفاع ضغط الشريان الرئوي بشكل خاص فى المستقبل . ويقول الدكتور"أشرف حاتم"- وزير الصحة السابق وأستاذ الأمراض الصدرية- أن وزارة الصحة لا تقوم بعلاج المرض نظرا لأنها تضع أولوياتها طبقا لارتفاع أعداد المصابين وفى حدود ميزانيتها المحدودة حيث تنفق على الإلتهاب الكبدي الوبائي 650 مليون جنيه لأنه يصيب من 9 : 11 مليون ولكن فى النهاية أي مريض من حقه أن يحصل على العلاج خاصة وأن كانت إمكانياته محدودة.