حذر أطباء الصدر والحساسية مرضي الصدر من إهمال مراقبة ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي لأنها مشكلة' منسية' تهدد حياة مريض الصدر. ويقول الدكتور طارق محفوظ أستاذ ورئيس قسم الصدر بجامعة أسيوط إن مشكلة ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي مشكلة تهدد حياة مرضي الصدر إذ يعد السبب الرئيسي للوفاة في جميع أمراض الصدر, حيث يعتقد غالبية الناس أن ضغط الدم المتعارف عليه هو مايتم من خلال قياسه بالدورة الدموية, أما قياس ضغط الدم في الشريان الرئوي فيحتاج إلي أشعة تليفزيونية علي القلب, وينتج عنه في حال ارتفاعه هبوط حاد بالجانب الأيمن في عضلة القلب, والارتفاع الشديد بضغط الدم بالشريان الرئوي في مرضي السدة الرئوية المزمنة ومرضي التليف الرئوي ينشأ عنه زيادة شديدة في معدلات ضيق التنفس, وينتهي بهم الأمر إلي فشل تنفسي حاد, وهناك نوع آخر من ارتفاع ضغط الدم بالشريان الرئوي, هو ارتفاع ضغط الدم الأولي الذي يحدث بدون سبب معروف, وبهذا يكون ارتفاع ضغط الدم شديدا وفي سن مبكرة. والحل الأمثل والوحيد للعلاج هو استنشاق الأوكسجين لفترات زمنية لاتقل عن15 ساعة يوميا للسيطرة علي ارتفاع ضغط الدم بالشريان الرئوي في الحالات التي تحدث نتيجة السدة الرئوية المزمنة وتليفات الرئة, أما علاج النوع الأولي منه, فإلي جانب الأكسجين هناك عقاقير أثبتت نجاحا في علاجه أبرزها أشهر عقاقير علاج الضعف الجنسي. وأضاف الدكتور طارق محفوظ أن علي كل مريض سدة رئوية مزمنة أو تليف رئوي أو أي مرض صدر مزمن متابعة ضغط الدم بالشريان الرئوي كل6 أشهر, وطالما أن الحل الأمثل في علاجه بالأكسجين, يناشد الدولة المساهمة في توفير أجهزة تركيز الأكسجين للسيطرة علي ضغط الدم بالشريان الرئوي, حيث لايتجاوز سعر الجهاز5 آلاف جنيه ويمكن إعادة استعماله لمريض آخر, مما يسهم في منع حدوث الفشل التنفسي الحاد لهؤلاء المرضي ويساعدهم علي ممارسة حياتهم لفترات طويلة بعيدا عن غرف الرعاية المركزة. وأكد الدكتور أشرف حاتم أستاذ الصدر بطب القاهرة أن علي مريض السدة الرئوية المزمنة تناول تطعيم الأنفلونزا الموسمية للإقلال من النزلات الشعبية وتناول تطعيم ضد بكتريا'نيموكوكس' كل5 سنوات, واستخدام الكورتيزون بالاستنشاق مع موسعات الشعب طويلة المفعول لفترات طويلة, حيث أثبتت دراسة دولية أن استخدام الكورتيزون الموضعي بطريق البخاخة مقترنا بموسعات الشعب ممتدة المفعول يقلل من النزلات الشعبية الحادة لمرضي السدة الرئوية المزمنة, وبالنسبة للقاح الأنفلونزا, فإن منظمة الصحة العالمية ومنظمة التحكم في الأمراض الأمريكية تنصحان بتطعيم الفئات الأكثر عرضة للمرض, مبددا المخاوف من حدوث مضاعفات بسبب الطعم, إذ لم تحدث إلا في12 حالة بعد تطعيم110 ملايين شخص, وثبت أن الوفاة لم تكن بسبب الطعم, بل لأمراض أخري كالكبد والسرطان, كما عرض حالة نادرة لالتهاب' الساركويدز' وهو مرض شبيه بالدرن, والذي زاد انتشاره مؤخرا وأسبابه مجهولة, وعلاجه الأساسي الكورتيزون لمدة6 8 أسابيع. وتناول الدكتور عماد الدين مصطفي أستاذ أمراض الصدر والحساسية بطب الإسكندرية تشخيص وعلاج الانكماش الرئوي بمنظار الشعب الهوائية, وسببه وجود شئ إما إفرازات, خاصة لدي مرضي الصدر داخل العناية المركزة لأنهم يكونون عرضة لإفرازات ثقيلة قد تؤدي لغلق الشعب الهوائية, ومرضي السدة الرئوية والأورام, وقد يكون الانكماش سببه ابتلاع جسم غريب كبنس الشعر والأجزاء الدقيقة من الأجهزة المنزلية, مما يمنع دخول الهواء, والعلاج يتم إما بالمنظار الشعبي الضوئي الليفي أو المعدني, حسب ظروف الحالة. وتحدث الدكتور عبدالمنعم ربيع أستاذ أمراض الصدر بطب الإسكندرية عن الأسباب المتعددة لمرض تليف نسيج الرئة, وله عدة أسباب مختلفة منها التعرض للسيلكون والاسبستوس وبعض مربي الدواجن وخاصة الحمام, إضافة للأعراض الجانبية لبعض الأدوية, وكلها أسباب تنتهي بتليف الرئة, والمرض إن لم يكتشف مبكرا يسبب فشلا تنفسيا ينتهي إلي تضخم في عضلة القلب اليمني, وعلاجه بجرعات عالية من الكورتيزون, لمنع تليف الرئة.