الكل يحب علاء مبارك، إلا أنا، ليس لعيب فيه أو في الكل الذي يحبه لا سمح الله، وإنما لتحجر منهجي في التفكير، موظفة أنا، أحب أن أعرف المسمي والصفة الرسمية لكل شخص حتي أحدد موقفي منه. مثلاً، صفة جمال مبارك: أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني + المرشح لوراثة رئاسة دولة مصر.. لذلك فلا أكرهه أو أحبه، فقط لا أريده رئيسًا ويمكنني اتخاذ إجراء بشأن هذه الرغبة، ألا وهو عدم التصويت له في الانتخابات حال ترشحه!.. بسيطة. من هو علاء مبارك؟ لقد أربكني الرجل وتعددت ألقابه.. ففي غزوة أم درمان وصف نفسه ب«المواطن».. أنا أيضا مواطنة، لكنني لم أتسبب في إسالة دموع خالد الغندور، ولم أدع لتظاهرات استجاب لها الآلاف، ولو فعلت لألقي القبض علي بتهمة إثارة الشغب والتحريض والدعوة لتجمهر أكثر من ستة أشخاص، ولم أتسبب في أزمة دبلوماسية بين مصر وإسرائيل مثلا كما نجح المواطن علاء مبارك في تدمير العلاقة بين مصر والجزائر. هل العيب في مواطنتي؟ ثم عاد السيد علاء مبارك ووصف نفسه ب«المسلم». وأنا أيضًا مسلمة، وضميري الإسلامي لم يسمح لي باستساغة نار الفتنة التي أشعلها المسلم علاء بين المسلمين في مصر والجزائر في لحظات تلبية الحجيج أثناء الشهر الحرام. وأضاف أنه يتحدث «بلسان سواقين التاكسي والناس اللي علي القهاوي»، الحقيقة أنني لا أجلس علي المقاهي، ولا أظن أن السيد علاء يجلس علي المقاهي أيضا، وأركب التاكسيات من آن لآخر ويأكلني الفضول لأعرف متي كانت آخر مرة استقل فيها السيد علاء أي تاكسي، ولو كان تاكسي العاصمة المكيف. وهو قائد لحملة «اللي ما يحبناش ما يلزمناش» بعد النجاح الباهر لحملة «كفاية طبطبة كفاية تحسيس»، وناداه الكابتن مدحت شلبي ب«الكابتن علاء» (أيوه كابتن في أي لعبة بالضبط؟). تهربًا من الجدل قرر عمرو أديب أن يناديه باسمه الأول: يا علاء، لكن الأستاذ عمرو أديب «واصل» كما يعلم الجميع، ولا أظن أن سائقي التاكسي، الذي يتحدث علاء مبارك بلسان حالهم، يمكنهم أن يحذوا حذو عمرو أديب. هناك خيط واحد التقطته في مكالمة علاء مبارك مع خالد الغندور بعد النصر المؤزر في غزوة أنجولا الأخيرة، حيث قال بالنص: «هو دلوقت فيه التهدئة ولازم نتكلم بروح رياضية وإلا أنت (خالد الغندور) في خلال دقيقتين أثناء مكالمتي يمكن ما تبقاش في الاستوديو..»!! هذا اعتراف صريح من علاء مبارك (الذي لن أسبق اسمه بألقاب حتي أعرف كوعي من بوعي) أن ما حدث عقب غزوة أم درمان كان بأوامر عليا وما حدث بعد ذلك من تهدئة هو بأوامر أيضا. أيوه.. الحمد لله، مين بقي؟ إممم، «ما تبقاش في الاستوديو»؟ هذه جملة لن تقودنا إلي جهاز بعينه لأن جميعهم له صلاحية إلباس خالد الغندور طاقية الإخفا. طيب، بأي صفة نفذ علاء مبارك الأوامر؟ أم أنه هو الذي أعطاها؟ بأي صفة برضه؟ تؤ.. أنا شاطرة في الشطرنج والسودوكو، لكنني فاشلة في تعريف بسيط من جملتين أحل به لغز صفة علاء مبارك.