عقد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مؤتمرا صحفيا صباح اليوم ألقى فيه بيانا خاصا بوثيقة المثقفين التى قدموها خلال جلساتهم مع الأزهر وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ، وقد أكد الطيب فى البيان أن المجتمعون توافقوا على ضرورة تأسيس مسيرة الوطن على مبادىء وقواعد شاملة تناقشها قوى المجتمع المصري وذلك اعترافا من الجميع بدور الأزهر القيادي فى الفكر الوسطي وأضاف أن فكر الأزهر ارتكز على عدد من الأبعاد أولها البعد الفقهى فى أحياء علوم الدين ،والجمع بين العقل ، والنقل وكشف قواعد التأويل ، والبعد الحضاري للأزهر لإحياء مختلف العلوم الطبيعية والآداب والفنون بطبيعتها ، ثم البعد التاريخي لدور الأزهر فى قيادة الحركة الوطنية نحو الحرية والبعد العلمي فى قيادة حركة المجتمع والبعد الجامع للعلم والريادة والثقافة فى الوطن العربي. وأشار الطيب أن المجتمعين حرصوا ان يستلهموا فى مناقشاتهم روح تراث إعلام الفكر والتقدم فى الأزهر ابتداء من الشيخ حسن العطار والشيخ رفاعة الطهطاوي والإمام محمد عبده وتلاميذه من أمثال المراغي ومصطفى عبد الرازق والشيخ محمود شلتوت، كما استلهموا أيضا إنجازات كبار المثقفين ممن أسهموا فى تشكيل العقل المصرى من رجال الفلسفة والقانون والأدب ،وان الجميع ركز على القواسم المشتركة بينهم والتى منها تحديد المبادىء الحاكمة لفهم علاقة الإسلام بالدولة فى المرحلة الدقيقة الراهنة بما يحقق عملية التحول الديمقراطى ويضمن العدالة والحفاظ على المبادىء الروحية والإسلامية وصونا لها من التيارات المنحرفة التى ترفع شعار ات دينية وطائفية بعيدة عن ثوابت أمتنا ومناقضة لجوهر الإسلام. كما أعلن الطيب عن اتفاق المجتمعين على عدد من المبادىء منها دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الحديثة التى تعتمد على دستور لترتضيه الأمة يفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانونية ويضمن الحقوق لكل أفرادها على قدم المساواة . واعتماد النظام الديمقراطي القائم على الانتخاب الحر المباشر الذى يعتبر صيغة لتحقيق مبادىء الشورى بما يضمن تداول سلمي للسلطة والالتزام بمنظومة الحريات الأساسية فى الفكر والرأى، والاحترام الكامل لحقوق الإنسان والمرأة والطفل، واعتبار المواطنة وعدم التمييز على أساس من الدين أو النوع أوالجنس أو غير ذلك مناط التكليف والمسئولية ، وتأكيد لمبدأ التعددية واحترام جميع العقائد الدينية السماوية ، والاحترام التام لآداب الاختلاف وأخلاقيات الحوار ، بحيث يتم اجتناب التكفير والتخوين ومعاقبة من يقوم باستخدام الدين لبعث الفرقة والتنابذ والعداء بين المواطنين . كما اتفق المجتمعين أيضا على ضرورة التأكيد على احترام المواثيق الدولية والتمسك بالمنجزات الحضارية المتوافقة مع التقاليد السمحة للثقافة الاسلامية ، واتفقوا أيضا على الحرص التام على صيانة كرامة الأمة المصرية وعزتها والإلترام الكامل لدور العبادة لاتباع الديانات السماوية الثلاث وضمان الممارسة الحرة لجميع الشعائر الدينية دون أى معوقات ، واعتبار التعليم والبحث العلمي مسؤولية الدولة لدخول مصر عصر المعرفة وبناء علاقات مصر بأشقائها العرب ومحيطها الاسلامي مع ضرورة العمل للحفاظ على الحق الفلسطيني واستقلال الريادة المصرية والعربية، واعتبار الأزهر هو الجهة المختصة التى يرجع إليها فى شؤون الإسلام وعلومه وتراثه مع عدم المصادرة على حق الجميع فى إبداء الرأي.