أدى صباح الأربعاء، 997 طالب فقط موزرعين على 217 لجنة على مستوى الجمهورية امتحان مادة "الجغرافيا" في الثانوية العامة، ورصدت الدستور الأصلي خلو لجان الممتحنين في القاهرة الكبرى من الطلاب بسبب قلة أعداد من اختاروا هذه المادة سواء في المرحلة الأولى أو المرحلة الثانية من الثانوية العامة في الشعبتين العلمية والأدبية، حيث يفضل طلاب الشعبة العلمية والأدبية مواد الاقتصاد والإحصاء و علم النفس و الفلسفة كمواد أدبية لتأدية الامتحان بها عوضاً عن الجغرافيا. أكد صفي الدين الموهوب وكيل وزارة التربية والتعليم بمطروح ، أن عدد المتقدمين للامتحان في مادة " الجغرافيا " للمرحلتين الأولى والثانية 3 طلاب فقط على مستوي لجان المحافظة التسعة ، وقد تغيب عن الامتحان طالب وطالبة بلجنة الحمام الثانوية للبنين ، وحضرت طالبة واحدة بلجنة مجمع باحثة البادية الابتدائي بمرسى مطروح . اوضح د. مصطفى عبد السميع " استاذ المناهج وتكنولوجيا التعليم – جامعة القاهرة " ان سبب عزوف الطلاب عن دراسة مقرر الجغرافيا يرجع الى صعوبة المقررات الدراسية الخاصة بالمادة وعدم صياغة المنهج بصورة مناسبة يجذب الطلاب ، مؤكدا على ان هذا العزوف ربما يؤثر بالسلب على العملية التعليمية والطلاب بحيث يتخرج طالب يجهل المواضيع الخاصة بالجغرافيا البشرية والزراعية والصناعية ، وكل انواع الجغرافيا التى تقدم معارف عامة للطالب يكون من خلالها انسانا مثقفا ، مشيرا الى ان هذا الجهل سيؤثر بالسلب فى انتماء الطلاب والشباب للوطن . وذهب عبد السميع الى ان هذا العزوف يعنى عدم اهتمام المعلمين أنفسهم بعملية تدريس مادة الجغرافيا ، على الر غم من تطور العالم فى استخدام التعليم النظرى والتكنولوجى والجغرافيا " الارض" ، مطالبا وزارة التربية والتعليم برفع مستوى الوعى لدى المعلمين والطلاب والاسر المصرية بأهمية الجغرافيا كمادة ثقافية عامة لمن يرغب وبيان دورها فى توسيع الثقافة العامة للشاب او للطالب أيا كان موقعه سواء فى الريف او الحضر ، كما طالب الوزارة بألا تدرس مادة الجغرافيا كمادة مستقلة ، وانما لابد ان تدمج مع مادة التاريخ لتصبح المعلومة معلومة ثقافية عامة يتم فيها استخدام امثلة من الحياة التى يعيشها الطالب على ان يتم تدريب المعلمين على التكنولوجيا الحديثة . من جانبه ارجع حسن العيسوى " الامين العام لحركة معلمون بلا نقابة – بالاسكندرية " سبب عزوف الطلاب من اختيار مادة الجغرافيا الى تخبط وعشوائية سياسة وزارة التربية والتعليم ، لافتا الى انه صدر قرار فى عام 1993 بجعل مادة التاريخ والجغرافيا مادة اختيارية ، رغم انها تصنع القيم والاتجاهات والانتماء لدى التلميذ ثم عادت كمادة اجبارية فى 1998 . واضاف العيسوى ان تأثير عزوف الطلاب عن دراسة الجغرافيا ينذر بكارثة كبرى لمصر فى المستقبل ، خاصة وأن أسرائيل تقوم على ثلاثة اسس هى " التاريخ والجغرافيا والعقيدة " ، ولذلك تنتصر اسرائيل علينا دائما لغياب هذة الاسس عندنا . واقترح العيسوى بأن يكون لدى المسئولين بوزارة " التعليم " رؤية مستقبلية لخطورة انحدار هذة المادة على الوطن مستقبلا، مطالبا بدمج مادة التاريخ والجغرافيا كمادة واحدة على ان تدرس بالثانوية العامة للقسمين الادبى والعلمى على السواء كمادة اجبارية وليست اختيارية، قائلا " لان صناعة الانتماء والوعى بالوطن تاريخه وحاضره ومستقبلهاكبر هدف للعملية التعليمية " . فى ذات السياق طالب أيمن البيلى " وكيل نقابة المعلمين المستقلة " الوزارة بجعل مادة الجغرافيا مادة اساسية من الصف الاول الثانوى الى الثالث الثانوى ، وتقسيم علم جغرافيا مصر على السنوات الثلاث بشكل منهجى وعلمى وموضوعى بحيث تكتمل رؤية متكاملة عند الطالب فى نهاية المرحلة الثانوية من رفع درجات مادة الجغرافيا حتى يقبل عليها الطلب لتكون حافزا للمجموع ، مقترحا بتخفيف مادة الجغرافيا فى المستوى الخاص بحيث يقبل عليها الطلاب وتزويد المدارس بمجموعة من الخرائط الجغرافية الحديثة وضبط المناهج بالصور وتبسيطها لتمتلك عامل الجذب والتشويق حتى يقبل عليها الطلاب ، بالاضافة لتفريغ المادة من الحشو والهوامش التى لا تفيد الطالب وتقسيم أبواب المنهج الى مناخ مصر وجغرافيا مصر الطبيعية فى المرحلة الثالثة الثانوية .