تواجه الأحزاب الجديدة التي نشأت في أعقاب ثورة ال 25 من يناير امتحاناً صعباً في وضع البرنامج الخاص والمميز لكل حزب عن غيره من الأحزاب الجديدة والقائمة ، والذي سيكون بمثابة جواز مرور للأحزاب في انتخابات مجلس الشعب القادمة سيتحدد من خلاله نصيب كل حزب في مقاعد البرلمان في ضوء ما سيقدمه من ضمانات للمواطنين تدفعهم للتصويت لصالحه، لذا أخذ كل حزب وقته في صياغة وإعداد برنامج متكامل مستعينين في كتابته بصفوة الخبراء والمتخصصين بمختلف المجالات. حزب العدل من أبرز الأحزاب الجديدة على الساحة السياسية المصرية بعد ثورة 25 يناير يقول عبد المنعم إمام - وكيل مؤسسي الحزب- أن الحزب لم يضع برنامجا نهائيا له حتى الان لايمان المؤسسين والاعضاء بان البرنامج يجب ان يوضع بعد دراسات وابحاث وعلى اسس صحيحة ولكن في الوقت نفسه فالحزب اعلن عن مبادئ عامة في كل المجالات حتى يستطيع المواطنون التعرف على الحزب مشيرا الى ان الصبغة الاهم للحزب انه يتجاوز الافكار والمطالب والتصنيفات الأيدلوجية الضيقة. ويضيف إمام أنه من المتوقع أن يعلن الحزب عن برنامجه على مرحلتين الأولى مرحلة وسطى خلال شهر والثانية مرحلة تفصيلية يتم فيها الإعلان عن البرنامج النهائي خلال شهرين وذلك من خلال 37 لجنة تكنوقراطية مشكلة من أعضاء الحزب تعمل حاليا على وضع البرنامج وصياغته في 37 مجال منها الصحة والتعليم والإسكان والطاقة والأمن القومي وتنمية سيناء وغيرها من المجالات على ان يحق لاعضاء اللجان الذين هم اعضاء بالحزب الاستعانة بأصحاب الخبرة من خارج الحزب. في حين انتهي الحزب المصري الديقراطي الاجتماعي من كتابة برنامجه كما أكد د.محمد نور فرحات- أحد أعضاء الحزب المشاركين في كتابة البرنامج –مشيرا أن الحزب لم يحتاج إلي الاستعانة بمتخصصين من خارجه في إعداد برنامجه حيث أشرف علي كتابته جميع اللجان المتخصصة بالحزب ، مشيراً إلي انتهاء الحزب من جمع التوكيلات المطلوبة وتقدمه بأوراق تأسيسه إلي لجنة شئون الأحزاب خلال أيام . كما أشار فرحات في تصريحات لل"الدستور الأصلي "إلي أبرز ملامح برنامج الحزب المصري الديمقراطي والذي يسير في خطين متوازيين حيث يجمع بين الحرية السياسية والحرية الاجتماعية بما يكفل جميع الحقوق والحريات كالحق في الصحة والعمل والتعليم والسكن والترشيح والانتخاب لكل مواطن. وأكد فرحات أن الحزب استعان في كتابة البرنامج بالتاريخ المصري لتدارك الأخطاء السالفة ،مستطردا : فنظام عبد الناصر ركز علي الحقوق الاجتماعية والاقتصادية مهملاً الحقوق السياسية والحريات العامة ،ورفع نظام السادات الشعارات المدنية والسياسية والدينية فخلط بين الدين والسياسية ولذلك عمدنا في كتابة برنامجنا إلي الجمع بين جناحي الحرية السياسية والحرية الاجتماعية والاقتصادية في ضوء رؤيتنا لعدم جواز الخلط بين الدين والسياسية مع الايمان بدور الدين في المجتمع ومكانته في قلوب المصريين. ولفت د.عماد جاد- عضو مجلس أمناء بالحزب والمسئول عن كتابة البرنامج السياسي- أن الحزب سيعتمد في تنفيذ برنامجه علي ميزانيته المألفة من تبرعات ومساهمات الأعضاء ورغم وجود مؤشرات أولية إلا أن الرقم الدقيق يتوقف علي اعتماد هذه الأموال من الأعضاء، مضيفاً: أن وجود متخصصين بالحزب في كافة المجالات ساهم في إثراء البرنامج والذي يشرف علي إعداده مجموعة من اللجان النوعية بالحزب تضم نخبة كبيرة من المتخصصين، فيشرف د.حازم الببلاوي ود.سامر سليمان علي كتابة البرنامج الاقتصادي ، والمخرج داود عبد السيد علي البرنامج الثقافي ود.محمدغنيم علي الجانب الصحي ود.محمد نور فرحات علي الجانب القانوني والدستوري . في حين استعان حزب المصريين الأحرار بمجموعة من المتخصصين من خارجه في كتابة البرنامج الخاص به كما أكد أحمد خيري- أحد الأعضاء المؤسسين بالحزب- مضيفاً: بأن الحزب اعتمد علي متخصصين من خارجه لوجود العديد من الكوادر التي لا ترغب بالانضمام إلي أحزاب والتي لم يرد الحزب أن يحرم أعضائه من خبراتهم في كتابة برنامج متكامل يشتمل علي مختلف الجوانب الحياتية. كما أكد خيري أن الحزب لم يعتمد علي التنظير في كتابة برنامجه كما تفعل أحزاب أخري، مضيفاً:فلم يجلس المتخصصون الذين استعان بهم الحزب في مكاتبهم لصياغة البرنامج ولكنهم نزلوا إلي الشارع ومعهم أعضاء الحزب لمقابلة مختلف الفئات والتحدث معهم لمعرفهم مشكلاتهم واحتيجاتهم فهم الأدري بها وذلك حتي لا يأتي البرنامج بعيد عن مشاكل الناس. مشيراً إلي أبرز ملامح برنامج "المصريين الأحرار" صاحب التوجه الليبرالي قائلا:يتبني الحزب منهج اقتصاد السوق مع الحفاظ علي العدالة الاجتماعية وهي المعادلة التي سيسعي الحزب لحلها من خلال الضغط لوضع حد أدني عادل للأجور يوفرمستوي معيشة محترم للمواطنين، وتعديل قوانين الأستثمارات لاجتذاب المزيد منها في الفترة القادمة ،ومن خلال تبني الدور الاجتماعي لرجال الأعمال وهو بعيد تماما عن الدور الخيري وذلك عن طريق عمل دورات تدريبية لرفع المستوي المهني لدي كثير من القطاعات حتي تستطيع دخول سوق العمل وإعطاء القروض عديمة الفائدة لمن يرغب بإنشاء عمله الخاص ودعم المواهب والرياضة وذوي الاحتياجات الخاصة للتخفيف الأعباء عن الدولة،مضيفاً بأن تحقيق العدالة الاجتماعية في ظل نظام السوق الحر ليس اختراع فهو أمر معمول به في أوروبا وامريكا كما سيساهم الحزب في الدفع من أجل توفير شبكات الضمان الاجتماعي والعلاج للمواطن بمستشفيات تليق بأدميته والضغط من أجل رفع ميزانية التعليم والبحث العلمي بالدولة. وبالنسبة للجانب السياسي بالبرنامج لفت خيري أن مصر بعد ثورة 25 يناير بحاجة إلي تغيير سياستها الخارجية لتحقيق استقلالها الخارجي والابتعاد عن معسكر التبعية للولايات المتحدة وتدعيم علاقاتها مع الدول العربية والافريقية مشيرا إلي استلهام الحزب لتجربة البرازيل والهند وتركيا في صياغة هذا الجانب ببرنامجه. وأكد خيري إلي تقدم الحزب للجنة شئون الأحزاب قبل نهاية الشهر الجاري مشيرا إلي وصول التوكيلات إلي 10 آلاف توكيل وتخطي عدد الأعضاء 45 ألف عضو. ومن جانبه قال نبيل النجار _ نائب رئيس حزب إئتلاف النيل للشئون السياسية _ أن الحزب يسير على برنامج يهتم فى طياته على قضايا النيل وحصتنا فى مياه النيل والعمل على تزويد الرقعة الزراعية التى تعمل على زيادة الانتاج ، فيركز البرنامج السياسى للحزب علي إقامة علاقات قوية وصلبة مع دول حوض النيل ق ائمة علي التعاون الاقتصادى والثقة المتبادلة وهناك أيضا توجه عربى واهتمام بالعلاقات الدولية. وعن البرنامج الاقتصادى والاجتماعي قال النجار أن الحزب يؤمن بالاقتصاد الحر ومنع الاحتكار ووضع برنامج للضرائب التصاعدية لتحقيق العدالة الاجتماعية و السعي لإنشاء الدولة المدنية وإذابة الفروق بين المواطنين بالإضافة إلي الاهتمام بمجانية التعليم فى المرحلة الإلزاميه ووضع سبل لتخطيط تغطية صندوق التأمين الصحى لكافة افراد الشعب بالاضافه إلى الحد الادنى للأجور في ضوء توافر كافة المعلومات المتعلقة بالقدرة الاقتصادية للموازنة العامة . وأشار إلي أن الحزب استعان بمجموعة من الخبراء والأساتذة ورجال الأعمال المتخصصين فى المالية الى جانب المستشارين والقضاه من داخله لوضع البرنامج العام للحزب والذي سيتم الاعلان عنه بعد مرحلة التشاور والوقوف على النقاط الاساسية. لافتاً :إلي اعتماد الحزب على تبرعات الأعضاء النشطاء لتغطية تكاليف التوكيلات والمقرات فى كافة المحافظات ، مضيفاً :ونحن نرفض أن نضع حد أقصى للميزانية لأننا نرفض أن يكون الحزب ملكاً لفرد واحد . في حين يقوم برنامج حزب التحالف الشعبي الاشتراكي علي أساس أن الديمقراطية ليست انتخابات نزيهه فقط ولكن الأخذ فى الاعتبار الفروق الفردية بين المواطنين كما أشارت إلهام عبدروس– عضو اللجنة التحضيرية بالحزب-مضيفة أن البرامج السياسى للحزب يقوم على استكمال مطالب الثورة ونشر الحريات السياسية وإطلاقها ومنها حريه الفكر والتعبير وإنشاء الجمعيات والنقابات إلى جانب حرية الاعلام وذلك من خلال الدعوة لهذه الافكار من خلال مؤتمرات جماهيرية والاشتراك فى القضايا السياسية ويعمل الحزب أيضا على فكرة المناهضة الطائفية وعدم التمييز الدينى . ويتبني البرنامج الاقتصادى للحزب -الذي قام بكتابته مجموعة من خبراء الاقتصاد أبرزهم المفكر الاقتصادي د.إبراهيم العيسوي -مصالح الفئة الكادحة فى المجتمع وقضية التنمية كما يرى أن فكرة جذب الإستثمارات فاشلة وذلك لعدم وجود خطط للتنمية الداخلية مشيرة أن من أولاويات الحزب مواجهة الخصخصة لعدد من الشركات التى لحق بها الفساد المالى و العمل علي عودتها للحكومة مرة أخري إلى جانب سقوط الخصخصة عن القطاعات الاستراتيجية التى تقدم خدمات حيوية للمجتمع ومنها شركة حديد الدخيلة والعمل على وضع اقصى للأجور لايتجاوز 15 ضعف الحد الادنى . مؤكدة أن البرنامج يهتم بكافة الطبقات في المجتمع وأنه استعان بالخبرات الموجودة به إلي جانب الأعضاء الحرفيين والعمال للتعرف علي مشاكلهم ووضع حلول لها .