أكد الباحث السياسي عمرو الشوبكي أن مصر تحتاج لتيار وسطي يجمع ما بين المدنية والإسلامية والاشتراكية والليبرالية حتى يمكن تحقيق الديمقراطية، مؤكدا أن الأجهزة المؤسسية بالدولة تحتاج لجراحة عاجلة تمكنها من التعافي والاستمرار لبناء كافة أركان الدولة المصرية منتقدا الطريقة التي تم بها اختيار المحافظين في التغيرات الأخيرة والتي أكدت أنه رغم إسقاط النظام على استمرار إدارة الدولة بنفس الفكر القديم فمازال البعض منهم محسوب على النظام القديم وأكد أن الجهاز الأمني يحتاج لإعادة تأهيل وبناء على أسس جديدة وعقيدة ثابتة واستبعاد العناصر الفاسدة، وقال الشوبكي أن مصر لم تنطلق خطوة نحو تأسيس الإصلاح وإعادة بناء الدولة رغم أن التخلص من رؤوس النظام وتقديمهم للمحاكمة تم بالفعل في أغلب القطاعات ومؤسسات الدولة منتقدا استمرار إدارة المؤسسات بنفس الطريقة التي تدار بها من قبل ..جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها حركة 6 أبريل بالإسماعيلية تحت عنوان مصر من الديكتاتورية إلى الديمقراطية . وطالب الشوبكي من قيادات الاخوان المسلمين تحديد اطار قانوني للجماعة بعدما تم تأسيس حزب الجماعة، مشيرا ان التيار السلفي لم يمارس السياسة من قبل وظل طوال عقود منغلقا على نفسه وفجاءة وجد نفسه في وسط السياسة دون خبرة و خلفية معلوماتية تؤهله لممارسة السياسة .وقال ان قيادات الكنيسة جزء من النظام السابق طالبوا بعدم الاشتراك في الثورة ولكن الشباب المسيحي لم يلتفت لكلامهم ونزل للشارع ووقف بالتحرير. وانتقد الشوبكي اجهزة الاعلام الرسمية التي كانت قبل تنحي الرئيس السابق تنافق النظام رغم كافة سلبياته وموقفها الحالي بمنافقتها للثورة على اعتبارها سلطة جديدة مطالبا بتحرير هذه المؤسسات وايجاد قواعد تحكم العمل داخلها وحذر الشوبكي من محاولات تفكيك الدولة المصرية باحداث شق في الجيش المصري والمطالبة بحله وتطهير ما اشاعه البعض بوجود قيادات فاسدة يجب التخلص منها مؤكدا ان الجيش هو الركيزة الوحيدة الذي تعتمد عليه الدولة في الوقت الحالي. واكد الشوبكي ان الكثير من الدول التي اسقطت رموزها وزعمائها بقيت تعاني من الزيادة فى عدد السكان والفتن الطائفية وغياب القانون وهذه الدول فاشلة وعجزت الديمقراطية عن انقاذها ودلل على باكستان فرغم أن القوى والأحزاب السياسية فى باكستان نجحت فى إسقاط الحكم الديكتاتورى لبرويز مشرف وتأسيس ديمقراطية جديدة سرعان ما اكتشف الجميع أنها ورثت دولة فاشلة مليئة بالفساد أداؤها متدهور لدرجة كبيرة. وهو ما وقع بالعراق بعدما تم حل الجيش العراقي والتدخل الاجنبي في شئونها فقد تم اسقاط النظام السابق لكن قضي على هيبة الدولة . وتابع ان تركيا وماليزيا نموذجان للدول الديمقراطية الناجحة التي استطاعت ان تحقق الديمقراطية وتبني اركان الدولة ونجحت في فرض نفسها على ساحة الاقتصاد العالمي.