بهيّةُ أخبري العسكرْ شرِبنا الخمرَ لم نسكرْ أخمرٌ في كؤوسهمو أم انّا الصخرٌ في المعبرْ وما ندري ببرزخنا جحيمٌ أم هو المَطْهَرْ * بهيّةُ يا نديمةَ حُزنِها صُبّي! ألا أكثرْ! مزيجاً من غمامِ الروحِ بين الجدبِ والبيْدرْ ومِن غازٍ يُسيلُ الوقتَ في زنزانةِ المخفرْ ومن حَيٍّ ومَطّاطٍ ومن طينٍ ومن عنْبرْ ومن وَردٍ أبابيلٍ وزَقّومٍ على الكوثرْ جسيمٌ حُبّنا اشْتَبَهَتْ به الأعراضُ والجوهرْ! وعمّا ساعةٍ نهذي ربِحنا والهوى يخسَرْ! * أقولُ عليّ أن أفنَى قليلاً قبلَ أن أحضُرْ وأقفزَ مِن حِمَى جسدي إلى حُمّايَ كالكُنغرْ وأعبُرَ لحظتي، أعلو أعيدَ صياغةَ المنظرْ ذهبتُ وقد أعودُ وقد يُباغتُني على المنبرْ صدى صوتي، وقد أنْهَى عن المعروف والمنكرْ بأغنيتي، فيحملُني صهيلي المقبلُ المُدْبِرْ لأسئلتي: ألستُ أنا أنا والمظهرَ المَخْبَرْ أنا الماشي على ماءٍ أمِ الماشي على خنجرْ إلى موتي، لألقاني أنادمُ مجلسَ العسكرْ؟! * بهيّةُ! ناوليني الصنْجَ والمزمارَ والمَزْهرْ تَماهَيْ في لُيَيْلتِنا المَنُوطةِ بالدمِ المُقْمِرْ سَرَيْنا تحته حتى امّحَى بالرؤيةِ الدفترْ فسبحان الذي أسرى وسبحان الذي ثَوَّرْ وسبحان الذي أنشاكِ من تعبٍ ومن مرمرْ فهزّي خصرَكِ العُنقودَ إنّ الخصرَ قد أثمرْ وحانَ قِطافُهُ والليلُ نشوانٌ بلا مِئزَرْ وأنتِ منارةُ العشّاقِ إن تخفَى وإنْ تَظهرْ وأنتِ الحُلمُ في الأحداقِ إنْ تغفو وإنْ تسهرْ وأنتِ حلاوةُ الإيلامِ أنتِ مرارة السّكَّرْ! ونحن ال..فُلّةُ البيضاءُ نحن ال..شمعةُ الأنْوَرْ على ما رامَنا الشهداءُ بين الجيشِ والمَنْسَرْ! وشانئُنا هو الأبترْ ظفِرْنا. أم..!؟ ألمْ نَظْفَرْ!