غرقت محافظة البحر الأحمر بالأمطار الغزيرة التي تسببت في موجة السيول الأخيرة في أضرار بالأرواح وخسائرمادية في المعدات والمنشآت، فضلاً عن تسببها بشكل مباشر في العديد من حوادث الطرق، حيث تعرض أتوبيسان تابعان لشركة «هاي جيت» للنقل والرحلات، للانقلاب بعد أن جرفتهما مياه السيول، وأدت إلي فقد ووفاة عدد كبير من الركاب، فضلا عن إصابة العديد منهم بإصابات حرجة، وتم نقل هذه الحالات لإسعافهما بالقاهرة عن طريق مطار الغردقة، بعد أن قطعت الطريق وتسببت في توقف الحركة عليه تماما. وتوقفت الحركة تماما بمدينة الغردقة، حتي إن كمين المطار احتجز السيارات المارة إلي الجنوب باتجاة مدينة سفاجا التي شهدت أحداثا مؤسفة، بعد أن قطعت المياه الجارفة بوديان قنا والبحر الأحمر الطريق في أكثر من مكان، وأدت الي انقلاب 4 سيارات منها أتوبيسان خاصان بشركة «وايت شارك» للسياحة، وميكروباص، وسيارة ملاكي بعد اصطدامها جميعاً بعض إثر دفع مياه السيول المتدفقة من وديان الكيلو 85 قنا/سفاجا. كما احتجزت المياه المواطنين المارين علي الطريق لأكثر من ثمانية عشر ساعة، حتي تتمكن فرق الإنقاذ والإغاثة والطرق والكباري من إنقاذ الموقف. أما ميناء سفاجا البحري فقد توقف عن العمل تماما بعد أن غمرته المياه وتعرض المسافرون والركاب القادمون من المملكة العربية السعودية فيه لخسائر مادية فادحة، بعد أن تعرضت أغراضهم وأمتعتهم للتلف. وتعرض ميناء تصدير الفوسفات جنوب مدينة سفاجا، الخاص بمشروع فوسفات أبو طرطور للتوقف، مع تلف كميات كبيرة من خام الفوسفات بالمخازن، وتوقفت خطوط السكة الحديد في بعض المناطق بطريق سفاجا/ القويح/ قنا. وفي منطقة الحمراوين انهمرت الأمطار بشدة، وتسببت في تلف أسقف المنازل، بعد أن استمر هطول الأمطار لأكثر من سبع ساعات متصلة، ولم يختلف الوضع بداخل مصنع شركة النصر للتعدين بقطاع الحمراوين؛ حيث تعرضت محطة توليد الكهرباء التي أغرقتها المياة للتوقف، وهو ما أدي لانقطاع التيار الكهربي عن المنطقة وتلف كميات كبيرة من الفوسفات المعده للتصدير، بالإضافة لتوقف عمليات شحن المراكب بميناء الحمراوين. وغمرت المياه مخازن الفوسفات وخطوط الشحن والموازين، وتوقفت المدارس والمصالح الحكومية عن العمل وأصيبت المنطقة بشلل تام في الحركة إثر تدفق المياه من سفوح الجبال المواجهة للحمراوين حيث وقفت المياه حائلا دون مرور المارة علي الطريق عند الكيلو 14 والكيلو 17 شمال القصير وتكدست السيارات بالكمين الشمالي لمدينة القصير بعد صدور التعليمات بعدم مرور السيارات والشاحنات علي الطريق وتوقفت معها الحياه حتي الساعة الثانية عشر ظهر اليوم التالي لهطول الأمطار والسيول وقد لعبت إدارة المرور والوحدات المحلية والطرق والكباري دورا كبيرا للسيطرة علي الوضع الحرج رغم الكميات الكبيرة لمياه الأمطار والسيول التي انهمرت علي المنطقة وامتدت آثارها حتي الناحية الجنوبية بمنطقة الشيخ مالك ومناطق مرسي علم ومثلث الشلاتين وأبورماد وحلايب. واختفت معالم الطرق إثر تكون الطمي والأعشاب عليها، وهو ما دفع المهندس مجدي القبيصي- محافظ البحر الأحمر- لإصدار تعليماته بإغلاق الطريق من الناحية الجنوبية للقصير والغربية بمنطقة الفواخير/قفط، خاصة أن الطريق تعرض الطريق للتلف في أكثر من موضع. ولم تتمكن أجهزة المتابعة والرصد لحصر الخسائر والتلفيات مع الساعات الاولي من سقوط الامطار والسيول التي كانت لها التاثير المباشر في توقف الحركة رغم الاستعدادت وخطة العمل الموضوعة والتي أعدتها المحافظة مسبقًا وصدق عليها محافظ الإقليم.