شهدت عدة مدن مصرية مساء أمس الأول طقسا سيئا وأمطارا غزيرة صحبته عواصف رعدية وبرق، واستمرت السيول حتى مثول الجريدة للطبع عصر أمس. وتسببت الأمطار الغزيرة التى هطلت على وسط وجنوبسيناء فى تدمير أكثر من 20 منزلا بمنطقة رأس سدر، واختفاء عدد من البدو، جرفتهم السيول وبلغ عددهم نحو 20 مواطنا وفقا لمصادر قبلية، ولم يعثر عليهم حتى الآن، وأدت السيول فى منطقة أبوصويرة إلى مصرع بدوية تدعى نصرة عيد أبومسلم. وأنقذت قوات الدفاع المدنى والقوات المسلحة المئات من الغرق. ودمرت السيول الغزيرة، منطقة السوق بمدينة رأس سدر كليا، وأدت إلى انقطاع التيار عن المدينة. كما شملت ضربات السيول مدن شرم الشيخ وأبوزنيمة ونويبع وطور سيناء، وهى المرة الأولى التى تتعرض فيها معظم مدن المحافظة للسيول فى وقت واحد، مما أدى إلى قطع الطريق الدولى منذ منتصف ليل أمس الأول، بعد تدمير أجزاء كبيرة من الطريق. ودمرت السيول صالة السفر القديمة بمطار شرم الشيخ الدولى، مما أدى لتوقف حركة الطيران تماما. فيما انقطعت الكهرباء والاتصالات سواء الأرضية أو الهواتف المحمولة تماما عن مدن شرم الشيخ ودهب وعدد من مدن جنوبسيناء، وهو ما أثار غضب اللواء محمد فاروق شوشة محافظ جنوبسيناء، من تباطؤ مسئولى الاتصالات بالمحافظة، فى حل الأزمة. وقدرت مصادر مسئولة خسائر القطاع السياحى ب300 مليون جنيه، خاصة فى مدينتى شرم الشيخ ودهب بعد تعرضهما لعزلة كاملة. فيما أمر محافظ جنوبسيناء برفع درجة الاستعداد القصوى وحصر المتضررين من السيول، وفتح كل الطرق المؤدية للمحافظة وسرعة عودة الاتصالات إلى المدن خلال ساعات. وقال عبدالعزيز صقر رئيس لجنة النقل والمواصلات بمحلى جنوبسيناء إنه تم إلغاء عدد من الرحلات البرية بين القاهرة وشرم الشيخ. مصائب قوم، كانت فوائد عند بدو الوديان، خاصة فى وادى فيران وسانت كاترين، الذين عبروا عن فرحتهم بهطول الأمطار، معبرين عن تفاؤلهم بعام جديد بعد انتظارهم للأمطار الغزيرة منذ سنوات طويلة. وفى سياق متصل، أكد اللواء ممدوح دراز رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر أنه على الرغم من تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية وسقوط أمطار فى بعض المحافظات لم يتم إغلاق أى من الموانئ التابعة لهيئة موانئ البحر الأحمر والحركة طبيعية فى جميع الموانئ والرحلات مستمرة بين مصر والسعودية والأردن. وحتى مثول الجريدة للطبع أكد الدكتور محمد فايز مدير مرفق الإسعاف بجنوبسيناء أن غرفة العمليات بالمرفق لم تتلق أى بلاغات بشأن وقوع حوادث طرق نتيجة السيول التى تتعرض لها جنوبسيناء منذ ساعات. وفى محافظة شمال سيناء، شهدت مدن الساحل فى الشيخ زويد ورفح والعريش أمطارا رعدية متفاوتة الكثافة. وتعقدت الأوضاع الإنسانية فى وسط سيناء بشكل خطير بفعل السيول التى تدفقت باتجاه القرى والتجمعات السكانية هناك، وسط أنباء عن وجود مفقودين منهم رجل وسيدة مسنان و4 أفراد داخل سيارة ومازال البحث جاريا عنهم بواسطة طائرات ووسائل إنقاذ. وأكدت مصادر وفاة شخصين من منطقة الأزارق وهما عوض أبو مرازيق ومرازيق الحمدان بعد ان جرفهما السيل خلال وجودهما داخل أرض يمتلكانها بالمنطقة وأكدت المصادر انتشال جثتيهما. وذكرت مصادر عديدة أن طائرات تابعة لقوات حفظ السلام تباشر عمليات الرصد والإنقاذ فى المنطقة، بينما تحدثت مصادر عن انجراف سيارتين من طراز هامر تابعتين للجيش الاسرائيلى داخل الأراضى المصرية وتقوم طائرات إسرائيلية حتى اللحظة بمراقبة الاجواء. وقال المصدر إنه تمت إعادة إحدى السيارات إلى إسرائيل ورجحت المصادر أن يكون عدد العالقين فى المنطقة وصل للمئات. فى حين مازالت الطائرات التابعة للقوات المسلحة تقوم بعمليات البحث والانقاذ فى عموم المنطقة بعد ان وصل السيل إلى منطقة الحفن وبات يشكل خطرا كبيرا على مدينة العريش، حيث تعتبر قرية الحفن المدخل الأول جنوب مدينة العريش. وأغلقت عدة طرق والطريق الأوسط الرابط بين محافظتى شمال وجنوبسيناء ومنها طريق «أبوطريقة» فى منطقة وادى العريش وذلك بعد أن جرفتها السيول. وتوقفت الحركة التجارية تماما فى مدينة رفح الحدودية وأغلقت الأنفاق تماما خشية تسرب مياه الأمطار الغزيرة التى ضربت قطاع غزة والأراضى المصرية، وتحدثت بعض المصادر عن تسربات المياه إلى داخل بعضها. وذكرت مصادر فى فرق الإنقاذ والدفاع المدنى التى استنفرت منذ مساء الأحد أن أعمدة الكهرباء جرفها السيل وانقطعت الكهرباء تماما فى جميع قرى الوسط ومدينة نخل. من جهته، أكد اللواء محمد الكيكى سكرتير عام محافظة شمال سيناء والمشرف العام على غرفة العمليات أنه تمت دعوة غرفة العمليات المركزية للانعقاد على وجه السرعة وربطها مع غرف العمليات الأخرى بمديريات الرى والصحة والطرق والتموين والكهرباء والتضامن الاجتماعى ومجلسى مدينتى «الحسنة» و«نخل» بوسط سيناء لإمكان متابعة مجرى السيل ومراقبة تطوراته أولا بأول. وتسبب انقطاع السبل بين شمال ووسط سيناء فى إلغاء الاجتماع الذى كان مقررا صباح أمس فى ديوان عام محافظة شمال سيناء بين اللواء مراد موافى محافظ شمال سيناء وعموم شيوخ القبائل فى شمال سيناء، حيث غاب عن الحضور جميع شيوخ وسط سيناء لعدم قدرتهم على الوصول للعريش بفعل الطرق التى جرفتها المياه خاصة الطريق الأوسط الرئيسى الرابط بين جنوب وشمال سيناء. وفى مستشفيات شمال سيناء أعلنت حالة الطوارئ والاستنفار تحسبا لوصول أى مصابين نتيجة السيول الجارفة وتم إرسال العديد من سيارات الاسعاف إلى وسط سيناء. وفى محافظة البحر الأحمر، تسببت السيول التى ضربت الطرق فى انقلاب أتوبيس نقل عام تابع لشركة الوجه القبلى أمس فى رأس غارب مما أسفر عن مصرع شخص وإصابة 14، من بينهم حالات خطرة. ولقيت الطالبة هند يوسف مصرعها بعد انقلاب سيارة عند الكيلو 47 بسفاجا بسبب السيول. ورفعت مديرية الصحة بالبحر الأحمر درجة الاستعداد القصوى تحسبا، لتلقى أى إصابات بين المواطنين نتيجة حوادث الطرق. وفى أسوان، أصابت السيول 25 شخصا يعملون بمشروع وادى النقرة، طبقا لمحافظها مصطفى السيد بينما قالت مصادر غير مؤكدة أنهم مفقودون وقالت مصادر ثالثة أنهم محاصرون. كما هدمت السيول 41 منزلا مبنيا بالطين اللبن فى منطقة أبوريش، وأسفرت عن مصرع شخصين، وإصابة اثنين بعد سقوط المنازل عليهم. وعلى الجانب الآخر، قرر محافظ أسوان الغاء الاحتفالات بالعيد القومى للمحافظة والتى تصادف الاحتفال بها صباح يوم السيول. وفى كفر الشيخ، تسببت السيول فى إصابة الطريق الدولى بالشلل وغرق عدد كبير من المنازل وتلف شبكات الصرف الصحى. وفى أسيوط، أصيب نحو 26 شخصا بعد انهمار الأمطار بغزارة، بعد وقوع 5 حوادث فى أماكن متفرقة.