تواصلت جهود الإغاثة في هاييتي أمس وتراجعت المخاوف من انتشار أعمال العنف والسلب مع انتشار القوات الأمريكية التي بدأت بحراسة المساعدات المخصصة للناجين من كارثة الزلزال، والذين أعربوا عن استيائهم من وجود الجنود الأمريكيين بالقصر الرئاسي والتباطؤ في توزيع المعونات. واستمرت أعمال البحث والإنقاذ لانتشال الجثث من ركام المباني حرصا علي عدم انتشار الأوبئة في ظل غياب المياه والطاقة، إلي جانب تأمين المساعدات الطبية والغذائية للناجين وتوفير سبل الحياة لهم وضبط الأمن منعا لانتشار حالات السلب والنهب التي شهدتها البلاد الأيام القليلة الماضية. وأكد القائمون علي جهود الإنقاذ وتأمين المساعدات ضرورة توفير الأمن لشحنات الإغاثة لا سيما المناطق التي كانت تعتبر خطرة قبل وقوع الزلزال في ال12 من الشهر الجاري، حيث أكدت مراجع أمنية محلية أنباء تحدثت عن هروب نحو أربعة آلاف سجين عقب وقوع الكارثة. واعتبر رينيه بريفال - رئيس هاييتي - أن هناك «مشكلة في تنسيق» المساعدات المكثفة التي وصلت إلي البلد بعد الزلزال المدمر، قائلا إن «المشكلة ليست في المساعدات بل في تنسيقها». من جانبه أكد منسق الشئون الإنسانية في بعثة الأممالمتحدة في هاييتي أن الوضع الأمني بالعاصمة بور أو برنس لا يزال مستقرا باستثناء بعض الحالات المعزولة التي تمثلت في بوقوع بعض أعمال السلب والنهب بأحياء محددة من العاصمة المنكوبة. وكانت القوات الأمريكية قد انتشرت الثلاثاء بالعديد من مناطق العاصمة بما فيها بقايا القصر الرئاسي، لتثبت الوضع الأمني وتحمي قوافل المساعدات. وقالت مصادر إعلامية تابعت انتشار القوات الأمريكية إن العديد من المواطنين الهاييتيين قابلوا الجنود بهتافات مناهضة أعربوا فيها عن رفضهم لما اعتبروه احتلالا أمريكيا للقصر الرئاسي الذي يعتبر رمزا وطنيا للبلاد، وجددوا استياءهم من وصول المساعدات الموعودة إلي المنكوبين. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جوردون دوجويد بمؤتمر صحفي الثلاثاء أن 12 ألف جندي أمريكي ينتشرون حاليا في هاييتي، وأن قرابة ألفين من مشاة البحرية والقوات الخاصة سيصلون إلي الدولة المنكوبة للمشاركة بعمليات الإغاثة والإنقاذ. وأثارت التعبئة الأمريكية الضخمة من أجل هاييتي بعض التوتر علي الساحة الدولية، حيث اتهمت فنزويلا واشنطن بالسعي إلي «احتلال» هاييتي تحت غطاء المساعدات الإنسانية. وبعد الانتقادات التي برزت مؤخرا في فرنسا اضطرت الرئاسة الفرنسية الثلاثاء إلي التأكيد علي أن «فرنسا راضية تماما» عن التعاون الفرنسي الأمريكي وترحب «بالدور الرئيسي الذي تلعبه الولاياتالمتحدة علي الأرض». وكان السفير الهاييتي بالولاياتالمتحدة ريموند جوزيف قد نفي في تصريح للجزيرة الثلاثاء أن يكون وجود القوات الأمريكية احتلالا بل هو جزء من عملية شاملة لمساعدة البلاد في تخطي هذه الكارثة، مجددا بذلك ما قاله رئيس البلاد رينيه بريفال من أن القوات الأمريكية ستنسق مع قوات حفظ السلام الدولية لفرض الأمن في هاييتي.