أعلنت السلطات فى هاييتى انتشال 70 ألف جثة من تحت الأنقاض، ودفنها فى مقابر جماعية منذ الزلزال المدمر الذى ضرب البلاد الثلاثاء الماضى، وسط توقعات بأن يرتفع عدد ضحايا الزلزال إلى أكثر من 200 ألف شخص فى حين فرضت الحكومة حالة الطوارئ حتى نهاية يناير الجارى للمساعدة فى انتشال المزيد من الجثث ومواجهة تفشى جرائم سلب ونهب مواد الإغاثة الدولية القادمة من الخارج وإطلاق النار العشوائية فى العاصمة، بينما تواصلت الجهود الدولية لتقديم الدعم وتدفقت المساعدات الإنسانية بعد حالة من التردى خلال الفترة التى أعقبت وقوع الزلزال المدمر. وقال وزير الدولة لمحو الأمية فى هاييتى، كارول جوزف، إنه تم انتشال حوالى 70 ألف جثة ودفنها فى مقابر جماعية، وكانت حصيلة سابقة أعلنها رئيس وزراء هاييتى جان- ماكس بيلريف أعلنت انتشال 25 ألف جثة، جاء ذلك بينما فرضت الحكومة الهاييتية حالة الطوارئ فى البلاد حتى نهاية يناير الجارى، كما أعلنت الحداد الوطنى وتنكيس الأعلام فوق المبانى الرسمية لمدة شهر كامل، حتى 17 فبراير المقبل. وبينما اتهم الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز الولاياتالمتحدة باستغلال كارثة زلزال هاييتى لاحتلالها، أعلن الجيش الأمريكى أنه يبذل أقصى ما فى وسعه لتسهيل وصول أكبر عدد ممكن من الطائرات إلى العاصمة بورت أو برنس بعد أن شكت منظمات غير حكومية من عدم السماح لشحنات الإغاثة بالنزول فى المطار الذى تسيطر عليه الولاياتالمتحدة، وقال الكولونيل بوك ايلتون قائد القوات الأمريكية إنه جرت 600 رحلة إقلاع وهبوط منذ توليه إدارة حركة المرور فى المطار الذى يوجد به مدرج واحد بعد أن دمر الزلزال برج المراقبة، وأكد أن تدفق الحركة الجوية يتحسن، وقال رئيس البلاد إن القوات الأمريكية ستساعد فى إحلال الأمن والنظام فى شوارع العاصمة، حيث ينتشر الآلاف من قوات الجيش والشرطة وقوات حفظ السلام، لكنها لم تستطع توفير الأمن بشكل كامل. ومع مرور الوقت وتباطؤ وصول مواد الإغاثة تتزايد أوجه الكارثة التى يعانى منها الناجون حيث ينتظر مئات الآلاف منهم بيأس وصول مواد الإغاثة والطعام والأدوية وسط صعوبات عديدة بوصول الدعم الذى تعهدت به عشرات الدول لإغاثة المنكوبين الذين يقدر عددهم بمليون ونصف المليون شخص، وأوقفت الشرطة مسافرين من التوجه إلى وسط بورت أوبرانس قرب القصر الرئاسى، بسبب إطلاق الرصاص الذى جرى بشكل عشوائى، حيث تفشت عمليات سلب مواد الإغاثة بعد هروب نحو 3 آلاف لص من أحد السجون ونهبوا مواد الإغاثة، بينما سادت حالة من الفوضى ويعيش الآلاف من الناجين فى مخيمات مؤقتة على الطرقات التى تملأها الجثث المتحللة حتى بدأت رائحة القتلى تفوح فى سماء العاصمة، ويسابق رجال الإنقاذ الزمن لانتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض مئات المنازل المدمرة كلياً، حيث بدأت تفوح رائحة القتلى فى سماء العاصمة. وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الحالة اليائسة التى يعيشها آلاف المنكوبين، مشيرة إلى أن مستشفيات مدينة «بورت أوبرانس» لم تعد قادرة على استيعاب الجرحى الذين يتدفقون عليها بلا انقطاع. وجرى إنقاذ موظف دنمركى بالأمم المتحدة من تحت أنقاض مقر المنظمة المنهار، بينما أكد رئيس الوزراء الأسترالى كيفين رود مقتل مواطن أسترالى يحمل الجنسية البريطانية. وبدوره، يتجه الاتحاد الأوروبى لإقرار مساعدة تفوق قيمتها 100 مليون يورو لإعادة إعمار هاييتى بعد الزلزال المدمر كما سيبحث إمكانية إرسال بعثة شرطة أوروبية هناك، وأعلنت بريطانيا مضاعفة المساعدات المالية التي سترسلها إلى هاييتى لتبلغ 30 مليون دولار، بينما قال وزير الخارجية الكندى لورانس كانون إن مؤتمر مونتريال فى 25 يناير الجارى سيخصص لوضع خطة لإعادة إعمار هاييتى و«لضمان تنسيق جهود الإغاثة الدولية».
