تسببت النائبة القبطية المعينة «جورجيت قليني» في أزمة جديدة داخل مجلس الشعب، وذلك عند قيام المجلس أمس بمناقشة التقرير الذي أعدته لجنة برلمانية مشتركة عن أحداث نجع حمادي يوم 6 يناير الماضي، اتهمت «جورجيت قليني» تقرير اللجنة بأنه «تقرير كل شيء تمام يافندم»، وهاجمت «قليني» من جديد محافظ قنا اللواء «مجدي أيوب» وقالت «ماكانش ينفع أن أخاف من مواجهة هذا المحافظ القبطي لمجرد أنني قبطية، وأنا حلفت أن أرعي مصالح الشعب وليس مصالح هذا المحافظ»، وأضافت «أهالي نجع حمادي حملوني مسئولية ما يتعرضون له من قهر وخوف ونقله إلي المجلس، وذلك بعد أن طلع المحافظ الساعة الثامنة صباحاً ليقول «كل شيء تمام» بينما «بهجورة» تحترق، وهنا هاج نواب الحزب الوطني وصاح فيها النائب «عبدالرحيم الغول» نائب نجع حمادي: «احترمي نفسك»، وصاح الدكتور «فتحي سرور» رئيس المجلس في «جورجيت» قائلاً «أنت لا تتحدثين وحدك عن نجع حمادي ولكن كل المجلس وأرجوكي لا تصطنعي بطولة زائفة وكل هؤلاء النواب أبطال مثلك». ودار حوار مثير بين «سرور» و«قليني» وسألها «أليس حادث نجع حمادي حادثاً فردياً انتقامياً» وردت «قليني»: مش فردي.. إزاي يبقي فردي وهو وقع بجوار المطرانية، وصاح «سرور» أليس حادث اعتداء مسيحي علي طفلة مسلمة حادثاً فردياً أم لا؟ وردت «جورجيت»: هو حادث زي كل حوادث الاغتصاب التي تحدث للمصريات ولكن حادث يقتل فيه 6 مسيحيين إزاي يبقي حادث فردي. وصاح «سرور» مرة أخري «لما واحد مجنون يعمل كده مش دي تبقي حادثة فردية».. وقال «سرور»: الحادث فردي أياً كان مرتكبه وأياً كانت دوافعه سواء كانت جنائية أو عقائدية، وعندما نقول إن هذا الحادث حادث فردي فإنه يعبر عن رأي صاحبه وليس عن رأي المجتمع وأياً كانت بواعثه. وقد أصدر المجلس بياناً عبر فيه عن استنكاره للحادث الذي وقع يوم 6 يناير الماضي واعتبره حادثاً فردياً، وهاجم البيان القنوات الفضائية واعتبرها مسئولة عن ضخ النار في هذا الحادث وإشعاله بأكثر مما يحتمل. وكانت النائبة القبطية ابتسام حبيب قد هاجمت هي الأخري تقرير اللجنة وقالت إنها «حزينة وغاضبة لما شاهدته من أحوال أسر الشهداء المسيحيين» وأضافت: «ليس من المنطقي أن يقال إن مرتكب الحادث مجرد مجرم ليس له أي دوافع دينية» كما ذكرت أن هناك عدداً من الأسر القبطية هاجرت من منازلها خوفاً من الانتقام وطالبت بحماية الأمن لهم. من ناحية أخري، قرر البرلمان الأوروبي عقد جلسة خاصة يوم 21 يناير القادم لمناقشة الأحداث الطائفية التي شهدتها مدينة نجع حمادي، وقد جاء القرار بعد انتقادات شديدة وجهها عدد من نواب البرلمان الأوروبي للحكومة المصرية، واعتبروا وقوع أحداث طائفية بين الحين والآخر يذهب ضحيتها مسيحيون أقباط دليلاً علي عدم اتخاذ الحكومة المصرية الإجراءات الكافية لحماية الأقليات الدينية والانتقاص من حقوقهم. وفي رد سريع عبر الدكتور فتحي سرور عن رفضه قيام البرلمان الأوروبي بتخصيص جلسة لمناقشة أحداث نجع حمادي واعتبر ذلك تدخلاً في الشأن المصري الداخلي. وقال سرور في بداية الجلسة «لقد دهشت من عزم البرلمان الأوروبي مناقشة أحداث الفتنة الطائفية التي جرت في نجع حمادي، مما يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي المصري»، وأضاف سرور «إن حادث نجع حمادي هو مما قد يحدث بين أخوين يعيشان في بيت واحد وعلي باقي العائلة تدارك هذه الأحداث». وقد انضم عدد من النواب لموقف سرور، وقال الدكتور عبدالأحد جمال الدين المتحدث باسم الحزب الوطني: «باسم الحزب الوطني نرفض تدخل البرلمان الأوروبي أو أي برلمان آخر ونحن مستعدون لمناقشة هؤلاء الناس من البرلمان الأوروبي وتعريتهم وتعرية مواقفهم العنصرية وكشف ادعاءاتهم حول حرية الرأي وعليهم الالتفات إلي مجتمعاتهم الغربية التي تموج الآن بالإسلاموفوبيا». أما النائب محمد عبدالفتاح عمر فصاح قائلاً «بئس البرلمان الأوروبي وبئس ما تفعله أوروبا وأمريكا، وكل من يريد أن ينال من مصر»، وصاح الدكتور سرور وطلب شطب هذه الكلمات من المضبطة وقال «أرجو أن تكون موضوعياً لأننا برلمان متحضر نناقش الحجة بالحجة». وقد التقي الدكتور سرور أمس الوفد البرلماني الأوروبي الذي قام بزيارة غزة أمس.