«هذا المقال يعاد نشره مرة أخري بناء علي تكرار السؤال الذي حاولت أن أجيبه من خلاله». سألني أحد الشبان عن الكتب التي يمكن أن يقرأها لكي يتعلم فن كتابة السيناريو أو حرفيات الكتابة للسينما فأجبت سؤاله بسؤال أثار دهشته قلت له: هل تريد أن تكتب سيناريوهات أفلام للسينما المصرية؟فقال: بالتأكيد فهوليوود لا تزال بعيدة عن طموحاتي! فقلت له: إذن عليك بتلك المجموعة من الكتب أولا كتاب العناصر النمطية في السينما المصرية للدكتور نبيل راغب والصادر عن المركز القومي للسينما ضمن منشورات ملفات السينما وبعده عليك بكتاب صغير لكنه جهنمي الاقتباس في السينما المصرية «لمحمود قاسم وتوجد منه عدة طبعات ابحث عن الثانية لأنها تضم أحدث قوائم الأفلام التي اقتبستها السينما المصرية في السنوات الأخيرة بالإضافة إلي تاريخ السينما المصرية مع الاقتباس منذ العشرينيات وحتي بداية الألفية الجديدة، ثم عليك أن تقرأ الأعمال الكاملة للناقد السينمائي سامي السلاموني والصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وفيها خلاصة خبرة أكثر من عشرين سنة من مشاهدة الأفلام المصرية عبر عين هذا الناقد المختلف وبالتحديد منذ أواخر الستينيات وحتي أوائل التسعينيات وهي فترة شديدة الأهمية في تاريخ السينما المصرية. تعجب الشاب من تلك القائمة التي لا تضم كتابا واحدا ذكر في عنوانه أو يبدو من حديثي عنه أنه يحتوي علي إجابة لسؤاله وقال: وهل في تلك الكتب ما يمكن أن يعلمني الفرق ما بين كتابة السيناريو بالطريقة الأمريكية أي بدون تقسيم الصفحة إلي يسار ويمين بدلا من الطريقة المعروفة حيث الصورة في اليمين والحوار في اليسار وهل في أي منها شرح مبسط لقواعد المونتاج ووسائل الفصل بين المشاهد فقاطعته قائلاً: لا ولكن فيها ما هو أهم بالنسبة إليك كشاب يريد أن يكون كاتبا في سينما تعاني من عدة أمراض ومن حالات نكوص ومراهقة متأخرة وأنيميا فنية وإبداعية من نوع غريب ونادر فما يجب أن تبحث عنه وفيه قبل أن تفكر في تعليم قواعد كتابة السيناريو أو حرفية تقسيم المشاهد وكتابة الحوار هو مشاكل هذه السينما وهمومها، اقرأ مع من بحثوا عن حلول لتلك المشاكل أو عن وسيلة تتجنب بها الإصابة بالأمراض المعدية والمنتشرة في السينما المصرية والتي لا يوجد سوي قلة قليلة هي التي تحاول أن تحصن نفسها ضدها، خذ عندك مثلا كتاب العناصر النمطية في السينما المصرية إنه بحث موسوعي ضخم عن كل الأفكار التي تم تكرارها في السينما المصرية بحيث أصبحت نمطية ومستهلكة وغير جديدة وتشبع بها الجمهور حتي طفحها ولكن السينمائيين أو أنصاف الموهوبين منهم يصرون علي أنها لا تزال هناك بقية في ليمونتها لكي يتم عصرها فوق المتفرج ليشاهد فيلما عن فكرة شاهدها مئات المرات وبنفس المعالجة الخائبة الرذيلة وخذ أيضا كتاب الاقتباس في السينما المصرية لكي تتعرف علي جانب مهم جدا وخطير في هذه السينما التي مضي عليها مائة عام وسبقت الكثير من سينمات العالم ولكنها لا تزال تبحث عن نخاع لدي الآخرين كي تملأ به عظامها المخوخة واقرأ لناقد مثل السلاموني كي تكتسب منه القدرة علي التحليل وتفكيك الفيلم الذي تشاهده لتتعلم منه أو الفيلم الذي تكتبه لتكون أنت ناقدا لذاتك قبل الآخرين. اذهب لتقرأ لكل هؤلاء وكل هذه الكتب ثم تعال لأدلك علي كتاب واحد أو اثنين من أجل أن تتعلم كيف تقسم الصفحة لحوار وصورة أو تقضيها «أمريكاني».