وسط هذه التظاهرة السينمائية الدولية التي جرت علي أرض الإسكندرية هذا الأسبوع 16 دولة تعرض37 فيلما عالميا لم يغفل مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي. الذي تنتهي دورته السادسة والعشرون غدا الأحد أهم قضية أثارت غضب القاعدة العريضة من الكتاب والأدباء والمفكرين وكل المشتغلين بالفنون بصفة عامة وصناعة السينما بصفة خاصة.وهي قضية بيع التراث السينمائي المصري لأطراف عربية وأجنبية والذي يمثل الروح بالنسبة لجسد صناعة السينما المصرية وتاريخها العريق وكيفية دخول الملياردير اليهودي روبرت مردوخ شريكا للشركة العربية التي اشترت احتكار هذا التراث الذي كان ذات يوم النافذة التي يطل منها العالم العربي علي إبداعات السينمائيين المصريين والمدرسة التي تعلموا منها درس صناعة السينما وتذوقوا منها حلاوة اللهجة المصرية وتأثروا بها, وشمل الحوار الذي دار حول هذه القضية التراث الغنائي المصري الذي تم بيعه أيضا, وكان السؤال الذي فرض نفسه علي جدول اعمال المؤتمر هو الممزوج بغضب الكثيرين هو: كيف تم التفريط في هذه الكنوز القديمة المصرية بهذه السهولة وأين كان المسئولون عن حماية هذا التراث وقت البيع ومن الذي اشتري ومن الذي باع؟.. وكان السيناريست ممدوح الليثي رئيس المهرجان ورئيس جمعية كتاب ونقاد السينما قد وضع هذه القضية علي رأس هذه الموضوعات الدورة لأهميتها وما تمثله من إهدار لهذا التراث الذي صنعه جيل رواد كبار من عظماء المبدعين السينمائيين وأساطين الموسيقي وصفوة الملحنين وتعلمت منه أجيال عربية فن الغناء الأصيل, وأستطيع القول ان هذه الدورة تميزت عن دورات كثيرة سابقة بجوانب عديدة أعطتها قوة دفع أسهمت في إثرائها داخليا وخارجيا نعرض لبعضها مع بعض مقترحاتنا لاستثمار نتائجها بهدف دعم رسالة المهرجان بشكل أكثر اتساعا في المرحلة المقبلة. * المحافظ والمهرجان: كلما كان المحافظ مؤمنا بدور الثقافة والفن في بناء الإنسان ازدهرت الفنون في محافظته والعكس صحيح, وقد أسهم الدعم المادي والتسهيلات الأخري التي قررها المحافظ عادل لبيب في إنجاح كثير من مهام المهرجان وفعاليات هذه الدورة. * السياحة السكندرية: أتاح المهرجان الفرصة لزيارة ضيوفه الأجانب معالم الإسكندرية السياحية والأثرية ومكتبتها العريقة من خلال برنامج مكثف تم الاتفاق عليه مع الخبير السياحي محمد حسين سليمان القائم بتسيير أعمال الإدارة المركزية للسياحة بالمحافظة وانبهارهم بجوها الساحر وحرصهم علي زيارتها مرات أخري بعد المهرجان. * سينما العالم في التجمعات: كان أهم ما أسعد جمهور الإسكندرية ولأول مرة في محافظتهم هو انتقال أفلام المهرجان 37 فيلما إلي أماكن تجمعاتهم في الأندية والحدائق العامة وقصور الثقافة ليشاهدوها مع أسرهم في الهواء الطلق بالمجان بعيدا عن دور العرض ومعاناة الزحام والتكدس وصعوبة الحصول علي تذاكر الدخول ومشقة المواصلات وحرمان قطاعات كثيرة من مشاهدة أفلام مهرجان يحمل اسم مدينتهم, وقد ترك قرار ممدوح الليثي رئيس المهرجان نقل أفلام هذه الدورة لكي يشاهدها السكندريون في هذه التجمعات أثرا طيبا في نفوسهم وكانت سببا في ذلك الإقبال الكبير لمشاهدتها وتعويضهم عن الحرمان من متابعتها في سنوات سابقة. * قضايا المرأة في السينما: من أهم الندوات التي أثارها المهرجان وفتحت خلالها الكاتبة والأديبة الكبيرة حسن شاه الحوار حول إبداعات الكتاب والأدباء التي عالجت قضايا المرأة في السينما انطلاقا من مبدأ مهم أثير في هذه الندوة بأن هناك قضايا للمرأة لم يعد مسكوتا عنها ويجب أن تتصدي لها السينما المصرية والعربية, وتأكيد الندوة أن الرجال هم أكثر من عالجوا قضايا في السينما المصرية. * ضيف شرف المهرجان: استقبل كتاب ونقاد فرنسا ضيف شرف مهرجان هذا العام بكل ترحيب للعلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين, وكان للمهرجان دور مهم في إثرائها بعرضه خمسة أفلام من موجات السينما الفرنسية الحديثة. * شيخ كتاب السيناريو: وأخيرا كان لمسابقة شيخ كتاب السيناريو الراحل عبدالحي أديب التي شارك فيها نحو150 من كتاب السيناريو الشبان واختيار الفائزين من بينهم أثر طيب في نفوس الجميع وكذلك جائزة مؤسس المهرجان الراحل كمال الملاخ للعملين الأول والثاني الأثر نفسه, والحديث يطول في هذه الدورة عن هذا التقدير والوفاء الذي يكنه أعضاء جمعية كتاب ونقاد السينما ومجلس إدارة المهرجان لهذين الرائدين الكبيرين.