قرية الشعراء كما يطلق عليها قلعة صناعة الموبيليات في دمياط وفي مصر بصفة عامة، تحظي بشهرة عالمية ويأتي إليها كثير من الأجانب لشراء الموبيليا التي تتحول بها إلي ما يشبه التحف الفنية. يوجد بالقرية نحو 800 ورشة للموبيليا، حيث يعتمد أصحاب معارض الموبيليا بدمياط علي قطع الأثاث التي يتم تصنيعها داخل ورش الشعراء نظرًا لجودتها وتميزها. لكن بالرغم من تفرد الشعراء بصناعة الموبيليا فإن لها شهرة واسعة أيضا في تجارة المخدرات، وسبق أن ثار أهلها وقاموا بعمل مظاهرة سار بها الآلاف احتجاجًا علي تجارة المخدرات وبيعها في وضح النهار في شوارع القرية علي مرأي ومسمع من رجال الأمن دون أن يتحرك أحد للسيطرة علي القرية والقبض علي مروجي المخدرات. هناك مشكلات كثيرة ومتعددة يعاني منها أهالي الشعراء وكذلك أصحاب الورش.. إذا تحدثنا عن مشكلات أهالي الشعراء فأهم المشكلات أن القرية أصبحت أكبر مستودع لمخلفات الورش والقمامة، وكذلك معاناة الأهالي من انعدام الخدمات البسيطة والضرورية بالقرية فإنك أثناء سيرك في شوارع القرية فستجد أطناناً من القمامة ومخلفات الورش علي جانبي الطريق وأكثر ما يعاني منه أهالي القرية أن غالبية الورش الموجودة بالقرية تعمل في رش البوليستر وهي مادة تعمل علي تلميع الموبيليا وإخفاء عيوب الخشب وهذه المادة مضرة بيئيا وصحيا حيث تسبب الكثير من أمراض الصدر وطالب الأهالي مراراً بنقل تلك الورش خارج الكتلة السكنية لكن دون مجيب من المحافظة ولا الغرفة التجارية. وكما يشتكي الأهالي من وجود تلك الورش داخل القرية يشتكي أيضًا عمال الورش النجارون الذين يشتكون من تجاهل الغرفة التجارية بدمياط مطالبهم، حيث إن مجلس إدارة الغرفة تناسي وجود تلك الفئة من النجارين بدمياط وأهمل مطالبهم التي تتلخص في توفير حماية لعمال الورش من التجار من أصحاب المعارض الذين يستنزفون النجارين ويقومون بشراء قطع الأثاث منهم بسعر زهيد وبيعها في معارضهم بأسعار مبالغ فيها. وطالب أصحاب الورش أكثر من مرة بنقلهم من تلك القرية وتعويضهم بأماكن أخري بديلة بها إمكانيات تسمح لهم بالعمل دون إزعاج أو الإضرار بأحد من الأهالي. وقد تقدموا بطلبات عديدة لمحمد الزيني رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بدمياط لفحص شكواهم وإيجاد حلول لها ولكن تجاهل رئيس الغرفة لهم أمر غير مبرر في حين أنهم فئة صعب الاستغناء عنها، فهم صناع الموبيليا بدمياط ولولاهم لتوقفت المعارض بدمياط عن العمل والبيع والتصدير أيضًا.