"أغيثونا من الموبيليا الصيني" .. صرخة استغاثة أطلقها تجار الموبيليا بسوق المناصرة المتخصص في تصنيع الأثاث فقد سحبت الموبيليا الصيني البساط من تحت أقدام الموبيليا المصرية لما تتميز به من رخص السعر وجمال الشكل النهائي ، ولكن الجودة تكاد تكون منعدمة كما يؤكد التجارحيث يتم تصنيعها بخامات رديئة لا تتحمل الظروف الجوية ولا الاستخدام المكثف كما أن عمرها الافتراضي لا يتجاوز 5 سنوات "بشرط" الاستخدام الخفيف وهو نصف العمر الافتراضي للاثاث المصري علي أقل تقدير . و يقع سوق المناصرة في قلب القاهرة وتباع فيه الموبيليات بأسعار تقل النصف عن السعر المعروضة بها في المتاجر الكبري .. ومؤخرا أصابه الركود حيث قلت حركة التجارة واضطرت الكثير من الورش الي تسريح العمال التقت »الأخبار« ببعض تجار المناصرة حيث أكد محمد عبد الحميد صاحب معرض موبيليا ان الكساد بدأ يتسرب الي السوق منذ حوالي 10 سنوات مع بدء اقتحام المنتجات الصينية للأسواق المصرية في ظل امتناع المسئولين عن حماية المنتج المصري أمام المنافسة الشرسة للمنتج الصيني وقال ان امريكا رغم قوة سوقها الا انها أصيبت بلعنة المنتج الصيني وبدأت حكومتها تتخذ خطوات لحماية منتجاتها الوطنية وأوضح عبد الحميد ان المنتج الصيني ليس السبب الوحيد للركود الذي تعانيه المناصرة وسوق الموبيليا في مصر بصفة عامة فقد كان لارتفاع أسعار الأخشاب أثر كبير علي رفع سعر الموبيليا ونفور المستهلك المصري الي "أحضان" المنتج الصيني وقال ان الموبيليا من المنتجات المعمرة التي يجب أن يختارها المستهلك بعناية دون النظر الي غلو سعرها وأشار الي أن المنتج الصيني يقل في السعر في بعض الاحيان عن المنتج المصري بنسبة تصل الي 50٪ حيث يبدأ سعر غرفة النوم الصيني من 2000 جنيه بينما المصري يبدأ من 5 آلاف جنيه وكذلك الفرق بين السفرة المصري والصيني الذي يبدأ من 4 آلاف جنيه وهو ما يجعل المشتري يفضل شراء المنتج الصيني وخاصة المقبل علي الزواج ويمر بضائقة مالية وأكد عبد الحميد أن المشكلة لا تكمن في المنتج الصيني فالصين تقدم المنتج المتميز تماما كما تقدم المنتج الرديء ولكن المشكلة تكمن في المستورد الذي يفضل شراء المنتج الرخيص دون الاهتمام بالجودة لتحقيق مكاسب أكبر وبشكل أسرع علي حساب المستهلك عديم الخبرة الذي يفضل دائما السلعة الأقل سعرا وأضاف سعيد أبو شادي صاحب معرض موبيليا أن أكثر من ربع تجار سوق المناصرة تحولوا الي الاتجار في الموبيليا الصيني لما تحققه من مكسب سريع حيث يستوردون حاويات ضخمة تضم أنواعا مختلفة من قطع الأثاث الصيني ويقومون بتخزينها وبيعها بالقطعة وبالتالي يحققون مكاسب طائلة، ونبه أبو شادي الي تعرض الموبيليا المصرية الي خطر كبير حيث تسللت الموبيليا الصيني الي المورد الأساسي الذي يشتري منه تجار المناصرة بضائعهم فقد استحوذت علي جزء كبير من سوق دمياط الذي يتعامل معه أغلب تجار المناصرة حيث يتميز الأثاث الدمياطي برخص السعر مقارنة بالأثاث المصنوع في اي محافظة أخري بالإضافة الي جودة "الفنش".. وقال إنه منذ أكثر من 10 سنوات كان هامش الربح قليلا ولكن حركة التجارة لم تكن تتوقف طيلة اليوم والآن اختلف الوضع كثيرا حيث قلت حركة التجارة بنسبة كبيرة كما قل الربح واضطر أصحاب الورش والمعارض إلي تخفيض نسبة العمالة والبيع في بعض الاحيان بسعر أقرب ما يكون الي السعر الفعلي لقطعة الاثاث أما ياسر عبد الجابر الشهير بياسر نكت وهو صاحب معرض موبيليا أوضح الفرق بين الأثاث المصري والصيني فيقول إن الموبيليا الصيني يتم تصنيعها باستخدام مسامير خاصة غير متوافرة في السوق المصري ويسهل كسرها أما الموبيليا المصري فيتم صناعتها بطريقة تكسبها متانة اكثر يتداخل خلالها أطراف الخشب في بعضها بما يجعلها وحدة متماسكة تعرف بطريقة "العاشق والمعشوق" وقال ان النجار المصري لا يستطيع إصلاح الأثاث الصيني وبالتالي فساد قطعة الاثاث الصيني يعني نهايتها بينما الاثاث المصري يسهل إصلاحه وترميمه وأخيرا طالب التجار بضرورة وضع آليات من شأنها ضبط حركة استيراد المنتجات الصينية بصفة عامة والأثاث بصفة خاصة وأبدوا تخوفهم من اغراق السوق المصري بالموبيليا الصيني الذي يحصل علي دعم صادرات من الحكومة الصينية بنسبة كبيرة لدعمها في الأسواق الخارجية وبهذه الطريقة لن يصمد المنتج المصري في المنافسة مؤكدين علي ضرورة تطوير أساليب الصناعة وتحديثها ودعم المصانع الصغيرة لرفع قدرتها علي المنافسة بل والتصدير الي الأسواق العالمية.