«ولاد البلد» في المركز الأول و«الرجل الغامض بسلامته» في المركز الثاني و«سمير وشهير وبهير» الأولي بالصدارة.. لكن تأتي الرياح بما تشتهيه دينا! «الرجل الغامض بسلامته» في المركز الثاني هل جربت أن تتوقع قبل بداية كل موسم سينمائي معدل إيرادات الأفلام المعروضة، وتتابع بعد بداية الموسم مدي صحة توقعاتك ومدي فشلك في وضع رسم بياني دقيق لحركة شباك التذاكر؟ هي مهمة لا تقل صعوبة عن مهمة إقناع طفل صغير بالتخلي بكامل إرادته عن لعبة جديدة اشتراها لتوه.. صعوبة المهمة في أن أحدا مهما بلغت خبراته في مجال صناعة السينما لا يمكنه أن يتوقع إيرادات الأفلام قبل بداية الموسم ولا يمكنه القياس علي تجارب سابقة حققت إيرادات مرضية، أو تجارب فشلت في تحقيق أي إيرادات تذكر، فكل هذا «كلام فارغ» لا معني له سوي تضييع وقت ومجهود المتوقعين. حتي أنه في أحد المواسم السينمائية اجتمع عدد كبير من نجوم السينما وصناعّها وعدد كبير من المنتجين ذوي الخبرات السينمائية العريقة واقترحوا أن يكتب كل منهم توقعاته عن إيرادات الموسم الذي يبدأ بعد أيام وطوي كل منهم ورقته ووضعها مع باقي الورق وبعد أيام من بداية الموسم اجتمعوا مرة أخري ليعترفوا بفشل كل التوقعات! الأمر تكرر هذا العام مرة أخري مع بداية نزول أفلام الموسم، فمعظم التوقعات كانت تشير لنجاح ساحق لفيلم «سمير وشهير وبهير» علي اعتبار أنه تجربة مختلفة لمنتج يمتلك خلطة فنية وتجارية مميزة وهو محمد حفظي وعلي اعتبار النجاح الساحق الذي حققه فيلم «ورقة شفرة» الذي قام ببطولته نفس فريق العمل والذي تصدر شباك التذاكر في الموسم الذي عرض فيه لأكثر من أربعة أسابيع، ولاعتبارات كثيرة منها أن الفيلم هو الوحيد الذي تقوم المجموعة الفنية المتحدة بتوزيعه بينما تقوم الشركة العربية بتوزيع باقي الأفلام وهو ما يعني أن الفيلم له نصيب الأسد من دور العرض في موسم عيد الفطر وبالتالي له الأولوية في تصدر إيرادات الموسم، وتوقع آخرون أن يليه فيلم «الرجل الغامض بسلامته» في الترتيب علي اعتبار نجومية أبطاله هاني رمزي ونيللي كريم أو «ولاد البلد» علي خلفية الإيرادات التي حققها فيلم سعد الصغير الأخير «إبقي قابلني» وقبله فيلم «عليا الطرب بالتلاتة» كما توقع الكثيرون لفيلم «عائلة ميكي» أن يحقق إيرادات معقولة علي خلفية الإيرادات التي حققها فيلم «أوقات فراغ» التجربة الأولي للمؤلف عمر جمال. خابت كل التوقعات وتبدلت بشكل غير مفهوم علي الإطلاق، فيلم «ولاد البلد» مثلا رغم انخفاض مستواه الفني احتل المركز الأول في شباك التذاكر بلا منافس وبإيرادات غير مسبوقة في تاريخ السينما المصرية، فقد وصلت إيراداته في اليوم الواحد لمليون و450 ألف جنيه بينما تجاوزت إيراداته في أسبوع العيد الأول الخمسة ملايين جنيه ثم انخفضت للنصف في الأسبوع الثاني، فحقق الفيلم مليونين ونصف المليون فقط، ووصلت إيرادات الفيلم إلي 6 ملايين و430 ألف جنيه، وهو ما يعني أن سعد الصغير هو نجم العيد بلا منافس! في المركز الثاني يأتي هاني رمزي من بعيد بفيلمه «الرجل الغامض بسلامته» الذي تشاركه في بطولته نيللي كريم والذي وصلت إيراداته في أسبوعي العيد إلي أربعة ملايين و432 ألف جنيه فقط رغم إنه الفيلم الوحيد الذي يضم اثنين من نجوم الصف الأول، أما فيلم «سمير وشهير وبهير» فلم يحقق سوي ثلاثة ملايين جنيه فقط منذ بداية عرضه حتي الآن بينما احتل فيلم «عائلة ميكي» المركز الأخير في القائمة بمليون ومائتي ألف جنيه تقريبا لتصبح كفة الشركة العربية هي الأثقل هذا الموسم بينما مازالت المجموعة الفنية المتحدة تعتمد علي إيرادات فيلم «عسل إسود» لأحمد حلمي الممتد عرضه من موسم الصيف والذي مازال قادرا علي منافسة أفلام العيد بل وتجاوز بعضها فإيراداته كانت تسير بمعدل مائة ألف جنيه في اليوم الواحد خلال أسبوع العيد وانخفضت في الأسبوع الثاني قليلا لتصبح 70 ألف جنيه تقريبا واقتربت إيراداته من إيرادات فيلم «عائلة ميكي» في أسبوعي عرضه الأول والثاني.