قررت الصحف الموريتانية الاحتجاب عن الصدور يوم الأحد القادم احتجاجاًً على ما تصفه بالوضع الكارثي الذي تعيشه الصحافة. وأعلن تجمع الصحافة الموريتانية أمس أنه سيتم موازاة مع ذلك رفع رسالة إلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز تتضمن عرضا لمطالب الصحف، وشرحاً لمعاناتها ولظروفها الصعبة. وقال التجمع الذي يضم كبريات الصحف والمواقع الإلكترونية في بيان أصدره أمس إن التعهدات التي قطعتها السلطات على نفسها خلال المرحلة الماضية لم يتم الوفاء بها. وأشار إلى أن "قانون الصحافة لم يتم تطبيقه كما ينبغي، وقانون تنظيم الصحافة الإلكترونية لم يتم إصداره، رغم أن هذه الصحافة باتت تمثل فاعلا رئيسيا في الحقل الإعلامي، وإلى الآن لم تقم هيئة لتنظيم الإشهارات والاشتراكات، ولا مؤسسة تقوم بالتوزيع". وذكر البيان أن الوضعية التي وصفها بالكارثية للصحف تتجسد من بين أمور أخرى في غياب أي دعم مادي للصحافة المستقلة، وتغييبها عن تغطية بعض الأنشطة المهمة، وعدم وفاء رئاسة الحكومة ووزارة الاتصال بتعهداتهما للصحافة المستقلة، ورفعت المطبعة الوطنية أسعار السحب المطبعي رغم تحقيق مطالبها. وتعتمد الصحف المطبوعة في موريتانيا على مطبعة وحيدة مملوكة للدولة تقول هذه الصحف إن عمرها الافتراضي انتهى منذ أزيد من عقد من الزمن، وكثيرا ما تتعطل بسبب كثرة الطلب، وضعف الأجهزة، وقلة الإمكانات الممنوحة لها من قبل الدولة. كما لا تتوفر موريتانيا على مؤسسة لتوزيع الصحف قادرة على الوصول إلى محافظات ومقاطعات البلاد الداخلية. وقال المسؤول في تجمع الصحافة الموريتانية ورئيس رابطة الصحفيين الموريتانيين محمد عبد الرحمن ولد الزوين إن قرار الاحتجاب عن الصدور يشكل خطوة من بين مبادرات احتجاجية أقرها التجمع، وسيتم التطرق إليها في مؤتمر صحفي لاحق.
وبرر القرار بما أسماه يأس الصحافة من حل مشاكلها التي تتراكم منذ خمس سنوات، دون أن تقدم الحكومة إزاءها سوى الوعود المعسولة، والتعهدات التي لا تجد طريقا للتنفيذ.