بدأ هذه الأيام عرض الجزء الثاني من مسلسل «حكايات وبنعيشها»، وهو مسلسل 15 حلقة بعنوان «فتاة الليل» ورغم التكتم الشديد الذي أحاط به صناع المسلسل قصته، واللبس الذي أثاره العنوان الذي أوحي أنه يدور حول قصة فتاة ليل، إلا أن التصريحات والبيانات التي نشرت منسوبة لصناع العمل ومؤلفه «حازم الحديدي» كشفت جزءا مهما من تفاصيل حبكة المسلسل الذي وصف بأنه دراما رعب كوميدي رومانسي، وتدور الأحداث حول «باسم سمرة» الذي يجسد شخصية شاب مسالم للغاية يخاف من الأشباح والعفاريت، ويبحث عن شريكة حياته بمساعدة صديقه المقرب الذي يدبر له لقاءات مع فتيات، لكنه لا يجد الفتاة المناسبة، فيوهمه البعض أنه محسود أو ملبوس من عفريت، وبالفعل يذهب لأحد الدجالين لكي يفك هذا الحسد، ويخرج العفريتة التي لبسته، كما يظهر في الحلقة الأولي، لكن المفاجأة أن عفريتة تدخل حياته وتقلبها رأساً علي عقب، وتجسد شخصية العفريتة «ليلي علوي»، وهذه الشخصية يراها الجمهور في صورة مختلفة في نهاية الأحداث، عن الصورة التي تبدأ بها الحلقات، بعد تعرضها لموقف يغير حياتها تماماً، وتبدو حبكة المسلسل بصورتها تلك، ومن خلال بدايات المسلسل شبيهة بصورة كبيرة بحبكة الفيلم الأمريكي Just Like Heaven الذي تم إنتاجه عام 2005 وقامت ببطولته الممثلة «ريز ويذرسبون» التي تقوم في الفيلم بدور عفريتة تظهر لبطل الفيلم «مارك روفالو»، وبطل الفيلم شاب يعيش وحيداً يعاني من فراغ عاطفي بعد وفاة زوجته، ويصطدم في الشقة الجديدة التي انتقل إليها حديثاً بشبح صاحبتها السابقة التي لا تعرف من هي؟ أو كيف ماتت؟ وباستمرار ظهورها للبطل يحدث بينهما نوع من الانجذاب، فيبدأ هو في البحث عن حقيقتها وكيفية وفاتها، وتكون المفاجأة التي يكتشفها قبل نهاية الفيلم أن الشبح هو في الحقيقة لروح حائرة بين الحياة والموت لطبيبة تعيش في غيبوبة بإحدي المستشفيات بعد تعرضها لحادث سيارة أثناء ذهابها للقاء دبرته لها شقيقتها مع شاب، ويتضح أن البطل كان هذا الشخص، وبعد هذا الكشف بفترة قصيرة تفيق الطبيبة من غيبوبتها وقد نسيت البطل تماماً، لكن تتطور الأحداث ليعود ويتذكرها مرة أخري، وإذا كانت حبكة المسلسل ستسير حتي النهاية علي نفس التطور الدرامي للفيلم، فمعني هذا أن بطلة المسلسل وجارة البطل التي يظن أنها ماتت محترقة سيتضح أيضاً أنها حية وفي غيبوبة، وستحدث بينهما قصة الحب أثناء ظهورها كروح له، وستنساه بعد أفاقتها إلي آخر باقي تفاصيل الفيلم، ولكن كل ذلك ستتكشف تفاصيله بالكامل مع نهاية الحلقات. المسلسل عرض في دقائقه الأولي مشهداً للبطل وصديقه يشاهدان فيلم رعب في السينما، وعرضت لقطات دموية مفزعة من الفيلم الأجنبي لأشخاص أجسادهم مسلوخة وتسيل منها الدماء، وبعضها يتحول جسده وتتمدد أعضاؤه وتتمزق عضلاته في منظر مقزز لا يليق بالعرض علي شاشة التليفزيون دون تنويه قبل بداية الحلقة، وإذا كان هذا المشهد الغرض منه إظهار مدي خوف البطل «باسم سمرة»، إلا أن موضوع المسلسل بأكمله ينتمي إلي نوعية خاصة من الدراما، وهي دراما الرعب التي لا تعرضها عادة قنوات التليفزيون في أي مواعيد ودون إشارة تحدد السن الملائمة للمشاهدة، وكان هذا دور مشترك لصناع العمل والقنوات التي تعرض الحلقات في الاهتمام بمثل هذه الأمور التي ترسخ قيمة معايير المشاهدة التليفزيونية، وهي المعايير التي تحترم المشاهد، وتهتم بما يصح عرضه للعائلة دون محاذير رقابية، وما لا يصح أن يراه الأطفال علي شاشة التليفزيون.