لو كنت مكان المرشد العام للإخوان المسلمين أو قادة الجماعة لانتظرت حتي انتهاء مسلسل «الجماعة» ثم أبديت بعدها وجهة نظر الإخوان في المسلسل..المؤكد أن الإخوان قد خانهم ذكاؤهم عندما هاجموا المسلسل مع عرض حلقاته الأولي..ولو صبروا حتي انتهاء عرضه ثم قالوا رأيهم لحققوا فوائد كثيرة..أولاها أنهم سيظهرون في صورة المحب للفن وتصحيح الثابت عنهم من عدائهم للفنون..ثم إنه بانتظارهم حتي انتهاء عرض المسلسل ثم إبداء رأيهم فيه وتوضيح أوجه الخلاف مع كاتب المسلسل الأستاذ وحيد حامد..حينئذٍ لم يكن أحد ليعترض علي نقدهم المسلسل لأنهم أتموا رؤية العمل الفني مكتملا. ضرب الإخوان عرض الحائط بكل ما سبق فلم ينتظروا انتهاء عرض المسلسل أو حتي نصف حلقاته حتي تكون ملامحه الفنية ورؤية مؤلفه قد اتضحت، بل هاجموا المسلسل واتهموا كاتبه بأنه مؤلف الأعمال الهابطة..وسؤالي هو:كيف يجري نقد عمل فني قبل اكتمال عرضه؟. نقد المسلسل لم يأت علي لسان بعض قادة الجماعة فقط بل دخل المرشد علي الخط وأعلن أن الهجوم علي الإخوان وتشويههم ليس جديدًا، ودعا أتباعه إلي التعلم من قصة سيدنا موسي عليه السلام مع فرعون..فسيدنا موسي لم تشغله أقوال فرعون عن تبليغ دعوته..انتهي كلام المرشد دون أن يحدد لنا ما العلاقة بين قصة سيدنا موسي ومسلسل الجماعة..وإذا كان هناك أوجه تشابه فمن هو الفرعون ومن هو موسي وما هي ملامح تلك الدعوة في مسلسل الجماعة. ورغم كثرة الأعمال الفنية المعروضة في رمضان فإن مسلسل الجماعة نجح في أن يحتل صدارة اهتمام المشاهدين لحرفيته العالية التي ظهرت في الحلقات الأولي وإيقاعه السريع إضافة إلي نوعية الموضوع الذي يطرحه المسلسل، فالناس البسيطة والأجيال الجديدة تسمع كثيرًا عن الإخوان وتريد أن تعرف عنهم أكثر خاصة تاريخهم وبداياتهم. وعندما قلت لمؤلف مسلسل الجماعة الأستاذ وحيد حامد إنني توقعت أن تبدأ الحلقات بميلاد مؤسس الجماعة حسن البنا أو إعلان تأسيس الجماعة بدلا من بدء الحلقات بمشاهد الاستعراض العسكري لطلبة الإخوان في جامعة الأزهر..فإن الأستاذ وحيد حامد قال لي إنه لا يكتب سيرة ذاتية لمؤسس جماعة الإخوان، كما أن الضرورة الدرامية تطلبت أن تكون البداية بمشاهد الاستعراض العسكري..وهو الحدث الذي دفعني-الكلام للمؤلف- للبحث في تاريخ الإخوان..فما جري في جامعة الأزهر كان مفزعًا..كما أنني لم أقل شيئًا في المسلسل غير موثق..حيث عدت إلي مصادر ومراجع كثيرة وذكرتها في نهاية الحلقات.. ومن يجد في المسلسل معلومة مغلوطة أو مدسوسة فعليه أن يراجعني فيها وإذا لم يعجبه ذلك فيمكنه الذهاب إلي القضاء.. فأنا أولاً وأخيرًا بشر ولست معصومًا من الخطأ. هل أصابك الضيق من هجوم الإخوان علي المسلسل؟..هكذا سألت وحيد حامد..فقال:الإخوان يهاجمون المسلسل قبل عرضه وتحديدًا عندما أعلنت عن فكرته منذ سنوات..هجوم الإخوان عملية تربص غير مبررة ويكفيني أن الأجيال الجديدة تري المسلسل. وإذا كان وحيد حامد قد اعتمد علي مصادر ومراجع عديدة للتوثيق..فلماذا لم يلتق بعض قادة الإخوان لمناقشتهم ومحاورتهم ليسمع ويري عن قرب قبل كتابة المسلسل؟!..هكذا نقلت وجهة نظري للأستاذ وحيد حامد..لكنه يري أنه إذا استمع إلي قادة الإخوان فإن الأمانة كانت ستقتضي عليه الاستماع إلي معارضي الإخوان أيضًا..ويضيف وحيد أنه- وآخرين- يهاجمون الأحزاب السياسية والحزب الحاكم لكن (مفيش حد بيعمل الحاجات دي اللي عملها الإخوان ضد المسلسل) أين الرأي والرأي الآخر يا أستاذ محمد؟!..هكذا أنهي الأستاذ وحيد حامد كلامه معي والسؤال أنقله كما هو للمرشد وجماعته..فهل من رد؟.
