أي نعم، أنا وأنت وكل مواطن مصري طراطير في هذا البلد، شيء اسمه الكونجرس الإسلامي الأمريكي، وهي منظمة من المنظمات الكثيرة ال«مستقلة» التي تعمل لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية، وخدمة أهدافها في المنطقة، تعلمون، أو لا تعلمون، الله أعلم، أن الطريقة التي تعمل بها الاستخبارات الأمريكية، منذ الحرب العالمية الثانية، مرورًا بالباردة، وفيتنام، وانتهاء بالحرب علي الإرهاب، (بيت أبوهم، ما يعديش عليهم يومين من غير قتل) هي تأسيس مكاتب لمنظمات «مستقلة» تهدف إلي «التسامح، والإنسانية، والحرية، والديمقراطية، والعاطفية، والرومانسية، وهات بوسة»، ثم تجنيد مواطنين من داخل العدو للعمل لصالح هذه المؤسسات، وهي الطريقة الناجعة التي هزمت ألمانيا ومن بعدها الاتحاد السوفيتي. بالطبع نحن لسنا الاتحاد السوفيتي، ولا اتحاد الطلبة حتي نحن جزء من منطقة تود الولاياتالمتحدة تفتيتها، وتفكيكها حتي تصبح كل حاجة سليمة بس لوحدها وتتمكن بذلك من بيعنا كقطع غيار، وما يتبقي منا سيباع أنقاضاً. تقسيم وتفكيك الأراضي والثروات قد انتهت منه الولاياتالمتحدةالأمريكية ولله الحمد، ولم يبق إلا اللمسات الأخيرة. وكما رأينا من قبل في تقرير التنمية، لم يعد الاهتمام بأي شيء سوي الإنسان، الشباب بالتحديد لم؟ لأن هؤلاء هم مصدر وجع الرأس. الكعكة تم تقسيمها، وطابت للأكالة، والمشترون علي الأبواب، وآدي البترول، وآدي الغاز، وآدي المعادن، وآدي المياه، السفرة جاهزة.. يبقي أن خطرا يأتي من جهة شباب سيحبكونها ويقولون: وطننا، وأرضنا، والعدالة، والعروبة والدين والإنسانية. ويكرهون إسرائيل، والإمبريالية، والاستبداد، والاستغلال، ويكرهون كل الحاجات الحلوة المفيدة الجيدة التي تدر مليارات علي الشركات الكبري. إيه بقي؟ لابد أن نعلم هؤلاء الأشقياء التسامح، والتعاطف، ونحدثهم عن الحرية. حين أسمع كلمة «حرية» أتحسس شبشبي أبو وردة. بيت الحرية، أو «الفريدم هاوس»، المعهد الديمقراطي، الكونجرس الإسلامي، محاربون من أجل حرية العقيدة... كل هذه عناوين تبدو جميلة، لكن صدقني، شبشبك أبو وردة واحدف معايا. لقد كرهت كلمة الحرية والديمقراطية بسبب هذه المؤسسات التي لا تهدف لشيء سوي لتحطيم مجتمعاتنا، وهدم الروح المقاومة في شبابنا، وتشويه المفاهيم في عقولنا، حتي نستيقظ ذات يوم فلا نجد لأنفسنا أرضا، أو نقطة ماء، أو لقمة خبز، وأول من سيموتون تحت كعوب الأسياد، هم من خدموهم بإخلاص منا، وباعونا شراء لرضاهم. كشف الصحفي بالمصري اليوم، عمر الهادي، تغلغلا إسرائيليا في حملة حق يراد بها باطل، تحمل عنوان «حرية العقيدة»، أطلقها الكونجرس الإسلامي. والأنكي أن رئيسة مكتب الكونجرس الإسلامي بالقاهرة داليا زيادة، تقول إنها ترحب تماماً بالتعامل مع أي «جنسية»، وأننا يجب أن نتوقف عن «إقصاء» الآخرين. آه والنييييعمة. والأدهي أن شبابا ينطبق عليه «هابلة ومسكوها طبلة»، ينضمون لمؤسسات تهدف إلي تخريب بلادهم وإنسانهم، ويفتحون حنجرتهم علينا إن نبهنا من مغبة النخورة في أساساتنا، لا مؤاخذة. وبعدين يعني النظام المصري المتفرغ لحبس سائقي الميكروباص، وقتل الشباب في مقاهي الإنترنت، وضرب المتظاهرين، وتجويع العمال، ويضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه أن يولد مصريا، مال إيده حنينة كده علي المنظمات الأمريكية اللي كلت البلد؟