بهجة أحد الشعانين تملأ كنائس الدقهلية، صلوات وتراتيل وابتكارات من السعف (صور)    خبير اقتصادي: صندوق النقد يتوقع تحسنًا كبيرًا في الأوضاع الاقتصادية المصرية    بحضور حكمدار غرب.. إزالة فيلا مخالفة في الإسكندرية | صور    العاصمة الإدارية تستقبل نائب رئيس الوزراء البحريني    بايدن ونتنياهو يناقشان هاتفيًا المفاوضات مع «حماس» ووقف إطلاق النار في غزة    بصواريخ F16، كتائب القسام تعلن إيقاع قوة من جيش الاحتلال في كمين ألغام وسط غزة    بلينكن يشيد باتفاق أذربيجان وأرمينيا على ترسيم الحدود    مغادرة فريق اتحاد الجزائر «الملعب البلدي ببركان».. وإلغاء المباراة رسميا    استقالة عبد الحق بن شيخة من تدريب سيمبا التنزاني    محافظ الدقهلية: دعمي الكامل والمستمر لنادي المنصورة وفريقه حتي يعود إلي المنافسة في الدوري    لمناقشة الاستعداد للامتحانات، تعليم الوادى الجديد تعقد الاجتماع الدوري لمجلس الأمناء    أخبار سوهاج اليوم.. بتر ساق شاب سقط من القطار الروسي    أخبار الفن اليوم.. علا غانم تكشف تفاصيل اقتحام فيلتها في أبو النمرس.. ومنع عرض مسلسل الحشاشين في إيران لهذا السبب    ملك أحمد زاهر عن والدها: أتعامل معه خلال التصوير كفنان فقط    الرقابة الصحية: القطاع الخاص يقدم 60% من الخدمات الطبية حاليا    بايرن ميونخ يغري برشلونة بجوهرته لإنجاز صفقة تبادلية    فرقة بني سويف تقدم ماكبث على مسرح قصر ثقافة ببا    خبير تربوي يكشف أهمية توجيه الرئيس لدراسة الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات    حفيظ دراجي يرد عبر «المصري اليوم» على أنباء رحيله عن «بي إن سبورتس»    أون لاين.. خطوات إصدار بدل تالف أو فاقد لبطاقة تموين 2024    الرئيس عباس يطالب أمريكا بمنع إسرائيل من "اجتياح رفح" لتجنب كارثة إنسانية    تحذيرات عاجلة لهذه الفئات من طقس الساعات المقبلة.. تجنبوا الخروج من المنزل    امتحانات الفصل الدراسي الثاني.. نصائح لطلاب الجامعات ل تنظيم وقت المذاكرة    وزير السياحة السعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة على البحر الأحمر    تعرف على مواعيد امتحانات المرحلة الإعدادية في مدارس الأقصر    الوفد ينظم محاضرة تحديات الأمن القومي في عالم متغير    حكم ورث شقة إيجار قديم بالتحايل؟.. أمين الفتوى يوضح    دعاء راحة البال والطمأنينة قصير.. الحياة مع الذكر والقرآن نعمة كبيرة    بعد عامين من انطلاقه.. «محسب»: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم والتوافق بين أطياف المجتمع المصري    منها تناول السمك وشرب الشاي.. خطوات هامة للحفاظ على صحة القلب    التشكيل الرسمي للمقاولون العرب وسموحة في مباراة الليلة    «حرس الحدود»: ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر قبل تهريبها    بروتوكول بين إدارة البحوث بالقوات المسلحة و«التعليم العالي»    إعلام عبري: 30 جنديًا بقوات الاحتياط يتمردون على أوامر الاستعداد لعملية رفح    فيلم «شقو» ل عمرو يوسف يتجاوز ال57 مليون جنيه في 19 يوما    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد مستوى الخدمات المقدمة للمرضى بمستشفى أبوكبير    رمضان عبد المعز: فوّض ربك في كل أمورك فأقداره وتدابيره خير    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    وزير بريطاني يقدر 450 ألف ضحية روسية في صراع أوكرانيا    نشرة في دقيقة | الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية عقب افتتاحه مركز الحوسبة السحابية الحكومية    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    رفض والدها زواجه من ابنته فقتله.. الإعدام شنقًا لميكانيكي في أسيوط    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    بصلي بالفاتحة وقل هو الله أحد فهل تقبل صلاتي؟..الإفتاء ترد    الليلة .. سامى مغاورى مع لميس الحديدى للحديث عن آخر أعماله الفنية فى رمضان    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية في قرية جبل الطير بسمالوط غدا    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    قضايا عملة ب 16 مليون جنيه في يوم.. ماذا ينتظر تُجار السوق السوداء؟    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    البوصلة    حسام غالي: «شرف لي أن أكون رئيسًا الأهلي يوما ما وأتمناها»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مايكل شوير رئيس وحدة «بن لادن» فى ال«CIA» لبرنامج «آخر كلام»:مستشارو أوباما مؤيدون لإسرائيل.. ومعاونو بوش ربطوا هجمات سبتمبر بالعراق للتخلص من «صدام» نيابة عن الإسرائيليين

فى الذكرى التاسعة لأحداث 11 سبتمبر فتح أحد كبار ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «CIA» النار على إدارة الرئيس باراك أوباما متهماً إياها بالخضوع للضغوط الإسرائيلية بما لا يجعل بينها وبين إدارة الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، «أى فارق على الإطلاق» على حد تعبيره. جاء ذلك فى سياق الحوار الذى أدلى به مايكل شوير، رئيس وحدة بن لادن فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقاً للإعلامى البارز يسرى فودة وأذيع كاملاً أمس فى برنامج «آخر كلام» على قناة «أون تى فى»، ويعاد بثه اليوم الساعة 11 مساء.
أكد شوير الذى استقال من عمله فى الوحدة، التى تحمل الاسم الشفرى «محطة ألِك» عام 2004، أن الجهات الأمنية المصرية تعاونت مع ال«CIA» فى التخطيط لعمليات ضد بن لادن، وأنها نصحت بالقبض عليه أو قتله حتى لا يصل إلى درجة «لا نستطيع السيطرة عليه»، وأن التعاون كان بموافقة الرئيس مبارك، مشيراً إلى أن لجنة 11 سبتمبر تعمدت إخفاء الأسباب التى أدت إلى الهجمات، التى كان يمكن تفادى وقوعها– على حد تأكيده– خاصة أن ال«CIA» قدمت 12 فرصة للتخلص من بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ورفض الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون ومعاونوه انتهازها.
عرض البرنامج - لأول مرة على شاشة عربية - لقطات من شريط فيديو ترجع إلى يناير 2000، تجمع المصرى محمد عطا (قائد الطائرة التى دمرت البرج الشمالى لمركز التجارة العالمى)، واللبنانى زياد الجراح (قائد الطائرة التى كانت فى طريقها إلى مبنى الكونجرس) ويقول الأمريكيون إنها سقطت فى بنسلفانيا أثناء معركة بين الركاب والخاطفين، بينما تقول القاعدة إن صاروخاً أمريكياً دمرها فى الجو. وتعد هذه هى المرة الأولى التى يظهر فيها عطا والجراح فى مكان واحد، إذ إن الخطة اعتمدت على فصلهما تماماً سواءٌ أثناء إقامتهما فى هامبورج أو أثناء تعلمهما الطيران فى فلوريدا، على حد تأكيد الإعلامى يسرى فودة، الذى يتمسك بحقه الصحفى فى عدم الكشف عن مصدر الشريط لأسباب أخلاقية، ويعتبره «كنزاً صحفياً للمهتمين حقاً بالوصول إلى الحقيقة وفهم ما حدث دون انحياز مضلل والتعلم من الدرس». وأكد فودة ل«المصرى اليوم» أنه حصل من أحد المنازل الآمنة للقاعدة فى باكستان فى أبريل عام 2002 على تأكيدات من العقول المدبرة، خالد شيخ محمد ورمزى بن الشيبة، على أن الخاطفين التسعة عشر، سجلوا جميعاً وصاياهم على أشرطة فيديو قبل التوجه إلى الولايات المتحدة، عدا واحداً «خشى أن يكون ذلك من الرياء»، على حد تعبير رمزى بن الشيبة
ويحتوى الشريط الذى تصل مدته إلى حوالى 60 دقيقة على لقطات لمحمد عطا وهو يجلس على الأرض فى غرفة متواضعة خالية إلا من «كلاشينكوف» يستند إلى الحائط عن يمينه، ويرتدى إحدى القبعات المنتشرة بين مسلمى إقليم «البشتون». ويرجح فودة، بناءً على المعلومات التى خصه بها تنظيم القاعدة، أن يكون ذلك قد حدث فيما يسمى «بيت الغُمَد» فى قندهار (نسبة إلى عائلة الغامدى السعودية التى اشترك بعض أفرادها فى الهجمات)، وهو بمثابة دار ضيافة كانت تستقبل الوافدين من المجاهدين والزائرين.
وفيما يلى نص حوار يسرى فودة مع مايكل شوير، رئيس وحدة بن لادن فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقاً:
■ أين نحن الآن بعد تسع سنوات على أحداث 11 سبتمبر؟
- لا أستطيع مقاومة التفكير فى أن أسامة بن لادن، ومعه قواته التى يقودها ويلهمها، لا بد أن يكون مسروراً بالتقدم الذى أحرزه، فأمريكا تخسر حربين وهى غارقة فى الديون وجيشنا واستخباراتنا استهلكت طاقاتها إلى أبعد حد. فى الواقع، وبالتحديد، نحن نعانى من الأمراض التى أراد بن لادن لنا أن نعانى منها.
■ أصوات أخرى تقول العكس، وهو أن القاعدة الآن مشردة ولا تستطيع شن هجوم كبير ولم نسمع من بن لادن منذ فترة؟
- لقد سمعنا منه مرتين فى مطلع هذا العام، كما سمعنا من أعوانه، كباراً وصغاراً، بشكل منتظم. أخشى أن الرئيس أوباما ومعظم قادة أوروبا الغربية يتحدثون فقط عما يريدون أن يصدقوه لا عما يحدث فعلاً. وعلى أى حال فإن تأثير أسامة بن لادن بعد أحداث 11 سبتمبر صار أقوى وأكثر انتشاراً مما كان عليه قبل الأحداث.
■ ما الظروف التى أحاطت باستحداث وحدة داخل وكالة الاستخبارات المركزية تحمل الاسم الشفرى «محطة ألِك» ويكون شغلها الشاغل رجلاً واحداً هو أسامة بن لادن؟
- حسناً، لقد عثرنا على بن لادن صدفة عندما كان فى أفغانستان يحارب السوفييت، ولم يكن ليتحدث إلينا فى هذه الفترة. كان يكرهنا، وبالطبع كان لديه هو شخصياً الكثير من المال. ولكن بعد خروج السوفييت بدأنا نسمع اسمه فى اليمن والبلقان وإريتريا والفلبين. ومن ثم قررت حكومتنا أن تشكل وحدة لمعرفة ما إذا كان يمثل تهديداً حقيقياً للولايات المتحدة أم أنه مجرد سعودى ثرى ينفق أمواله على القضايا الراديكالية.
■ وماذا وجدتم؟
- نحن نتحدث عن تاريخ طويل، فقبل 14 عاماً أعلن بن لادن الحرب على الولايات المتحدة فى بيان مطول جداً وفى غاية الوضوح. وأخشى أن قلة قليلة خارج نطاق وكالة الاستخبارات المركزية فى الإدارة الأمريكية أخذوه على محمل الجد. إذن على مدى الأربعة عشر عاماً كان بن لادن ومنظمته وحلفاؤه، ولا يزالون، على عهدهم بالحرب. ورأيى، بعد أربعة عشر عاماً، أن بن لادن وأعوانه لا بد أن يكونوا مسرورين بالتقدم الذى أحرزوه.
■ أثناء الخدمة كتبت أنت كتابين باسم مستعار، أحدهما هو «الغطرسة الإمبريالية» الذى تقول فيه بالحرف إن «أمريكا كانت بشكل متعمد غير مستعدة لهجمات نيويورك وواشنطن».. «بشكل متعمد».. هذه كلمة قوية، أليس كذلك؟
- لقد قصدت أن تكون كلمة قوية جدا، فلقد كتبت هذا الكتاب كى أوضح للأمريكيين كيف خذلتهم حكومتهم، فقبل 11 سبتمبر قدمت وكالة الاستخبارات المركزية للرئيس كلينتون اثنتى عشرة فرصة لاختطاف بن لادن أو القبض عليه أو استخدام الجيش لقتله. وفى كل مرة قرر السيد كلينتون ومعاونوه ألا يفعلونها. كان من الممكن بسهولة تجنب أحداث الحادى عشر من سبتمبر، والحقيقة هى أن الحكومةَ الفيدرالية للولايات المتحدة فشلت فى حماية الأمريكيين.
■ أعلم أنك ربما «قرفت» من الحديث عن الفرص الضائعة، ولكن أيها لا يزال عالقاً فى ذهنك؟
- دعنى أقلْ أولا إنك لست مضطراً إلى أن تأخذ كلماتى على علاتها، فكل ما قلته حول هذه الفرص جرى توثيقه فى تقرير لجنة 11 سبتمبر هنا فى الولايات المتحدة بعد هجمات مانهاتن. ربما الفرصةُ الكبرى كانت تلك التى وقعت فى الأسبوع الثالث من شهر مايو 1999، فقد كنا نعلم أن بن لادن ينام فى منطقة فى قندهار على مدار خمس ليال متتابعة، وفى كل مرة كان الرئيس ومستشاروه يقررون ألا يقتلوا بن لادن بأيدى القوات الأمريكية، وهذا ما دفعنى إلى أن أقرر أنه ليس فى وسعى بعدها أن أكون مسؤولا عن فشل الولايات المتحدة المستمر فى حماية مواطنيها.
■ أعرف أن الخلاف بلغ مداه بينك وبين ريتشارد كلارك، مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب وقتها.. لكن ما الأسباب لهذا الخلاف؟
- السيد كلارك ومعظم مسؤولى الأمن القومى فى الولايات المتحدة على أعلى المستويات مهتمون بحماية مصالح الرئيس السياسية أكثَر من حماية الأمريكيين. وهم مهتمون بشكل أكبر بإعادة انتخابه، ومن ثم يحاولون ألا يتسببوا له فى حرج فى الخارج لو أخطأ. أما السيد كلارك فلديه ضميره الذى سيضطر إلى العيش معه بقية حياته، ولا علاقة لهذا بما إذا كنت أحبه أم لا.
■ إنصافاً له، ذكر هو فى كتابه «ضد كل الأعداء» أن الرئيس بوش ألحّ عليه بعد يوم واحد من هجمات 11 سبتمبر– وبعد أن استقر الرأى بالإجماع على مسؤولية القاعدة– أن يفتش فى أوراقه مرة أخرى بحثاً عن أى زاوية تتعلق بصدام حسين، وأنه عندما استغرب ردّ عليه الرئيس: «أنا أعلم، أنا أعلم، ولكن فتّش مرة أخرى عن أى شىء» ما أسباب ذلك فى رأيك؟
- نعم، كان الأمر كذلك بكل تأكيد، فلقد أرادوا ربط العراق بها لأن مستشارى بوش كانوا من مؤيدى إسرائيل، مثلما هو الأمر الآن مع مستشارى أوباما. وقد أرادوا التخلص من مشكلة صدام نيابة عن الإسرائيليين. ومن ثم فقد منحهم 11 سبتمبر فُرصة لربط المشكلتين، مشكلة أسامة بن لادن ومشكلة صدام، وأيضاً لتبرير غزو العراق. هذه مسألة واضحة، ولا أعتقد أن ثمةَ شكاً فى ذلك.
■ لكنك تعرف ما يقال على الجانب الآخر، وهو أن العالم صار أفضل بدون صدام.. هل حدث ذلك؟
- بالتأكيد لم يتغير العالم إلى الأفضل من وجهة نظر الولايات المتحدة. ربما كان صدام حسين مجرماً مع شعبه، ولكن لو كان لا يزال موجوداً لما جرأ رجال بن لادن فى أفغانستان وباكستان على التوجه غرباً، ولما كان فى استطاعتهم أن يضايقوا الأردن وسوريا ولبنان وغزة وإسرائيل بمجرد أن نزعنا غطاء الزجاجة. لقد انتشرت السلفية الجهادية فى منطقة الشام بصورة بارزة. وأقول هنا إن المحافظين الجدد المؤيدين لإسرائيل، الذين كانوا حول الرئيس بوش والذين أيدوا الحرب على العراق والإطاحة بصدام، قد وقّعوا عن طريق ذلك فى النهاية على شهادة موت إسرائيل، فقد كان صدام بمثابة حائط دفاعى لحماية الإسرائيليين ضد المجاهدين، ومن ثم كان للإسرائيليين أن ينفردوا بالفلسطينيين، ولكن مع وصول المسلحين السلفيين السنة من مناطق جنوب آسيا، فإن كابوساً فى طريقه إلى إسرائيل.
■ أين بن لادن الآن؟
- أعتقد أنه الآن فى مكان ما قرب الحدود الأفغانية الباكستانية شمالى جلال آباد، وهو مكان منعزل، ربما يكون أبعد مكان فى المنطقة. إنه المكان نفسه الذى أراد أن يتوجه إليه قبل تلقيه دعوة من نظام طالبان للاستقرار فى قندهار. هو أيضاً مكان يتسم بالروحانية الدينية من وجهة نظره فلقد كان لأصحاب الدعوة السلفية السعوديين نشاط واسع هناك. هذا مجرد تخمين. لست متأكداً ولكن لو أتيحت لى فرصة فسأبحث هناك أولاً.
■ السؤال الأهم: هل تريد الإدارة الأمريكية حقاً الوصول إلى بن لادن؟
- أنت تعرف أنه لم يعد فى استطاعتى أن أجيب عن هذا السؤال، لأسباب أولها أننى لم أعد أعمل فى الإدارة الأمريكية. ورغم هذا فأنا على ثقة من أن وكالة الاستخبارات المركزية تحاول أن تعرف وعازمةٌ على أن تعرف مكانه كى تمسك به أو تقتله، خاصة بعد مقتل عملاء لها على أيدى القاعدة فى خوست فى ديسمبر الماضى.
■ أنت الأب الروحى لما يسمى «برنامج الترحيل غير العادى»، الذى منحت أمريكا نفسها بمقتضاه حق القبض على أى أحد لا يعجبها فى أى مكان فى العالم وترحيله إلى معتقلات سرية فى دول أجنبية على رأسها الدول العربية.. كيف جاءت فكرته؟
- لقد صدرت لى الأوامر فى صيف 1995 بالبدء فى تحييد القاعدة من خلال إلقاء القبض على المقاتلين البارزين فيها، فى البلاد الموجودين فيها ثم إعادتهم إلى البلاد التى هم مطلوبون فيها كمجرمين. تم هذا من منتصف 95 حتى منتصف 99 أثناء عهد الرئيس كلينتون، الذى لم يشأ أن يتعامل مع الأشخاص الذين يُلقى القبضُ عليهم. ومن ثم أخذناهم إلى بلدان أخرى معظمها كانت دولا عربية. وبعد 11 سبتمبر، ولبعض الأسباب، قرر الرئيس بوش أن نتعامل مع هؤلاء الأشخاص بأنفسنا، وبقية القصة معروفة، فأصبح لدينا جوانتانامو، وكانت عندنا أماكن أخرى. وباختصار، كان هذا تاريخا، وكان هذا البرنامج مصمماً كى نكون قادرين على إلحاق الهزيمة بالأعداء، ولم يكن مصمماً إلا لكى يكون عرضاً جانبياً، ولكن بما أن الجيش الأمريكى والحكومة الأمريكية لم يكونا مستعدين للقتال فإن برنامج الترحيل غير العادى انتقل إلى واجهة المسرح فى السياسة الأمريكية لمكافحة الإرهاب.
■ هل أنت نادم على ضلوعك فى برنامج كهذا سيئ السمعة منافٍ لكل الأعراف والقوانين والأخلاقيات مما سمعناه فى معتقلات أمريكية أو عربية أنت تعرف سمعتها جيداً؟
- كلا.. لم أندم على الإطلاق.. عملى هو حماية الولايات المتحدة، ونحن لم نفعل شيئاً، سواء عندما كنت رئيساً للوحدة أو بعد ذلك، دون تصديق من المستشارين القانونيين للحكومة الأمريكية، سواء فى عهد بوش أو فى عهد كلينتون.
■ بعد 11 سبتمبر قال الرئيس مبارك إنه حذر الولايات المتحدة، وأن الأمن المصرى أرسل كثيراً من المعلومات المؤكدة إلى نظرائه فى واشنطن. عن أى معلومات نتحدث وهل كان من الممكن أن تساعد فى منع وقوع الهجمات؟
- لا أعتقد أنه كان يمكن لأى معلومة تؤدى إلى قتل بن لادن أو القبض عليه قبل 11 سبتمبر أن تمنع وقوع الهجوم. لقد عملت على درجة فائقة من القرب مع الجهات الأمنية المصرية لعقد من الزمان تقريبا، وكانوا يبادرون بإمدادنا بمعلومات أفادتنا جداً فى التخطيط لعمليات ضد بن لادن. لم ألتق الرئيس مبارك لكنه أعطى تعليماته بالموافقة على التعاون. ولكن فى نهاية المطاف: أى معلومات تحتاجها أكثر من رؤية شخص يقف على الملأ يوم 27 أغسطس 1996 كى يعلن الحرب عليك؟ إن لم يحْظَ هذا باهتمامك فربما لن تحظى بأى كمية من المعلومات الاستخباراتية.
■ إلى أى مدى استفادت وكالة الاستخبارات المركزية من المعلومات المصرية ومن الفهم المصرى؟
- كان الدور المصرى أساسياً فى عملياتنا، فقد اتسم المصريون بالمبادرة منذ البداية، وكانوا أكثر الناس فهماً. قالوا لى: «يا سيد مايكل، لماذا لا تقبضون على بن لادن أو تقتلونه كى تضعوا حداً لهذه المشكلة قبل أن تتحول إلى ما لا نستطيع السيطرة عليه، ولن يكلفكم ذلك سوى التخلص من شخص واحد؟» لقد كانوا على حق منذ البداية.
■ لقد دعوت مراراً فى إطار عملك إلى وضع مصلحة الولايات المتحدة قبل مصلحة أى دولة أجنبية، بما فى ذلك إسرائيل، ودفعت ثمناً مقابل هذه الدعوة. هل لا تزال إسرائيل «تجر أمريكا من أنفها» كما صرحت لى قبل سنوات طويلة؟
- نعم، بكل تأكيد. اليوم يمكن لثلاثمائة مليون أمريكى أن يستيقظوا غداً كى يكتشفوا أن زعيماً أجنبياً، هو نتنياهو، قد قادهم إلى حرب مع إيران، وربما يؤدى هذا أيضاً إلى حرب بين أمريكا ومعظم العالم المسلم. إنه لَموقف منعدم الضمير أن يضع ساسة أمريكا بلادهم فيه. لا قيمةَ لإسرائيل على الإطلاق فيما يخص المصالح الأمريكية، فهى لا تنتج شيئاً نحتاجه، ولا تعطينا شيئاً نحتاجه ولا يعود علينا منها سوى أنها تجرنا إلى حرب دينية تسعى إليها مع الإسلام. وفى الوقت نفسه فإنها تقوم بإفساد نظامنا السياسى، وتسيطر على وسائل الإعلام إلى حد بعيد. إنها طائر الفَطْرس على الولايات المتحدة.
■ كان هذا رأيك أيام كلينتون وأيام بوش، فهل ما زلت تحتفظ بالرأى نفسه فيما يخص إدارة أوباما؟
- أحد الأشياء التى فاجأتنى فى الطريقة التى استقبل بها العالَم المسلم إدارة أوباما هو أن أحداً لم يأْبه بحقيقة أن كبير موظفى البيت الأبيض، رام إيمانويل، هو مواطن أمريكى يؤيد إسرائيل بشدة. بل إنه، أثناء حرب العراق الأولى، هجر الولايات المتحدة كى ينضم إلى الجيش الإسرائيلى.. ومن ثم فإن افتراض أن إدارة أوباما بشكلٍ أو بآخر مختلفة عن إدارة بوش أو إدارة كلينتون هو مجرد أمنيات فارغة من جانب المسلمين.
■ لجنة 11 سبتمبر التى تعاونت أنت معها أصدرت فى النهاية تقريرها فى أكثر من 500 صفحة لم يرفع سطر منها إصبع اتهام إلى أحد فى أمريكا أو إلى شىء سوى ما سماه التقرير «الفشل فى الخيال».. ما تفسيرك؟
- لقد استقلت من الوكالةِ عام 2004 لا لأننى كرهتها، فقد كنت أحب وظيفتى، بل استقلت لأن لجنةَ 11 سبتمبر دفنت كل التفاصيلِ التى قادت إلى 11 من سبتمبر. كل الفرص التى قدمتها الوكالة للحكومة، كل التحذيرات التى جمعناها من بن لادن نفسه.
وما جعلنى حقاً أقرر تقديم استقالتى هو فقرة قصيرة فى تقرير اللجنة تقول: «فى المستقبل، ينبغى على الحكومة الأمريكية أن تبذل جهداً أكبر للتأكدِ من أن المسلمين يعرفون أن السياسات الأمريكية فى صالحهم». ويستطرد التقرير فيقول: «إن بعض المسلمين يعتقد أن فى السياسة الأمريكية الخارجية هجوماً على الإسلام وإن كانوا قلة». وبمجرد أن قرأت هذا علمت أن النيةَ لم تتجه أبدا نحو الحديث عن التأثير السلبى للسياسة الأمريكية على العلاقات بين الحكومة الأمريكية والعالم المسلم. وقد أردت أن أتحدث عن هذا علناً، لكننى لم أجد كثيراً من الاهتمام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.