اختارت هذا العام أن تكون أهدأ في حواراتها.. اختارت أن تتخلي عن شراستها في محاورة الضيوف.. قررت أن تغير، فكما أنها ساهمت في تغيير شكل الحوار التليفزيوني في البداية باعتمادها علي الشراسة والقسوة والهجوم أحيانا علي ضيوفها، إلي أن أصبح هذا الشكل معتمدا ومضمون النجاح لدي كثيرين حاولوا تقليدها فيه، ستساهم هذا العام في صنع شكل مختلف للحوار التليفزيوني.. شكل يعتمد علي فكرة أن البرنامج الحواري يمكن أن يكون ساخنا ومهما دون معارك مع الضيوف، وقررت أن تدخل في تحد أن الجمهور يمكنه متابعة حوار تليفزيوني، فقط لأنه ممتع ومختلف يحمل أسئلة ذكية مدموغة بأسلوب المحاور نفسه وأهمية الضيف.. اختارت الإعلامية لميس الحديدي أن تقدم شكلا جديد لبرنامجها الرمضاني هذا العام.. اختارت أن تحاور ضيوفها بشكل إنساني عن التغييرات والتحولات في حياتهم، واختارت للبرنامج عنوانا مختلفا «دوام الحال». لماذا اخترت تقديم برنامجك هذا العام علي التليفزيون المصري فقط وعدم عرضه علي أي قنوات فضائية أخري؟ - لأني ملتزمة مع شركة صوت القاهرة باتفاق مسبق علي تقديم برنامج رمضاني كجزء من تعاقدي معهم علي تقديم برنامج «من قلب مصر». البرنامج الجديد بأجر مختلف واتفاق مختلف بالطبع، لكنه تابع لاتفاقي السابق وكمان «ذوقيا» مينفعش أبقي بأقدم طول السنة برنامج علي شاشة التلفزيون المصري، ولما ييجي رمضان أروح اعرض علي قناة منافسة. ما الفكرة الأساسية التي يعتمد عليها البرنامج؟ - يعتمد علي مواجهة الضيف بجميع التغيرات والتقلبات التي حدثت في حياته بطريقة الحوارات التي اعتدت تقديمها منذ أربع سنوات، لكن بشكل أهدأ، فبرنامجي هذا العام لا يعتمد علي المواجهات الشرسة، بل الهادئة، لكنها ليست هادئة لدرجة الملل. لكنك عودتنا علي المواجهات الشرسة والهجومية خلال الأعوام الماضية؟ - اكتشفت أن المشاهد مش لازم يشوف خناقة أو معركة بين الضيف والمذيع حتي ينتبه للبرنامج، فالحوار من الممكن أن يكون مهما من غير معارك شرسة، وبعدين.. فقد كنت أول من اخترع فكرة المواجهة الشرسة، لكن الأمر تطور ووصل لمرحلة الشتائم، وأصبحت الحوارات تحمل تجاوزات غير مقبولة، فحتي عندما قدمت الحوارات الهجومية، كنت ملتزمة بحدود لا يمكن أتجاوزها.. يعني أنا مثلاً عمري ما هاشتم أو أجرّح في حد بشكل غير محترم، لذا قررت أن أعطي لنفسي فرصة تقديم برنامج مختلف، بالإضافة إلي أنني أقدم برنامجاً لجمهور مصري محافظ قد لا يتقبل التجاوزات التي تحدث ليل نهار علي الفضائيات. لماذا اخترت هذه الفكرة تحديداً، وهل لها علاقة بالتغييرات الطارئة علي الساحة السياسية في الفترة الأخيرة؟ - هذا حقيقي، فالتغييرات التي حدثت في الحقل السياسي مؤخراً هي التي شجعتني علي تقديم الفكرة، لأنني لاحظت تغييرات جذرية، ففكرت في تقديم حلقات ترصد هذه التغييرات. هل صحيح أنك كنت ترفضين تقديم برنامج في رمضان هذا العام؟ - أنا فعلا فكرت إني ماعملش برنامج في رمضان السنة دي، لأني حاسة إن الناس جالها تشبع من برامجي، خاصة أنني أقدم برنامجا يوميا طوال العام، فلماذا أقدم برنامجا جديدا في رمضان؟ لكن المهندس أسامة - الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون - قال لي: إن الناس اتعودت عليك في رمضان، وإحنا عايزينك معانا، فوافقت لأن الشغل في رمضان عرض وطلب، وطالما لسة بتجيني عروض من شركات إنتاج يبقي لسة في طلب علي برامجي. ألم تصطدمين بضيوف لا تحتوي حياتهم علي تغييرات جذرية لتبنين عليها الحلقة؟ - بالتأكيد هناك شخصيات كثيرة لم تحتو حياتها علي تغييرات جذرية، مثل وديع الصافي، لكنه قيمة كبيرة كنت أرغب في استضافته ضمن الحلقات حتي لو لم تنتطبق عليه فكرة البرنامج، لكن هناك شخصيات مرت بتغييرات كبيرة مثل ديانا حداد التي أعلنت إسلامها، وعبير صبري التي خلعت الحجاب، ومن الحلقات الساخنة حلقة غادة أبو الفتوح ابنة حسام أبو الفتوح في أول ظهور لها علي التليفزيون المصري، وإيهاب طلعت في أول ظهور له أيضا بعد أزمته.