أعداء الأسرة والحياة l «الإرهابية» من تهديد الأوطان إلى السعى لتدمير الأسرة    التنمية المحلية: 9 آلاف طلب تصالح على مخالفات البناء خلال يومين    عيار 21 يتراجع لأقل سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الجمعة 10 مايو 2024 بالصاغة    21.3 مليار.. قيمة التداول بالبورصة خلال جلسات نهاية الأسبوع    إصابة شرطيين اثنين إثر إطلاق نار بقسم شرطة في باريس    المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف قاعدة عوبدا الجوية الإسرائيلية بالمُسيرات (فيديو)    الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية عسكرية ل"حزب الله" بجنوب لبنان    حركة حماس توجه رسالة إلى المقاومة الفلسطينية    الكاف يوافق على تعديل موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو رسميا    سالم حنيش: هذه نقاط قوة نهضة بركان أمام الزمالك    عاجل.. مفاجأة كبرى بشأن قضية الشحات والشيبي    الإسماعيلي: لا ننظر لتفادي الهبوط.. ونعمل على تصحيح الأخطاء    مصرع عقيد شرطة في تصادم سيارة ملاكي بجمل بطريق الزعفرانة ببني سويف    إصابة 5 أشخاص نتيجة تعرضهم لحالة اشتباه تسمم غذائي بأسوان    هدية السكة الحديد للمصيفين.. قطارات نوم مكيفة لمحافظتي الإسكندرية ومرسى مطروح    بحب أغاني المهرجانات والوقفة أمام نور الشريف ليها رهبة... أبرز تصريحات عمرو يوسف ببرنامج "معكم منى الشاذلي"    ما حكم كفارة اليمين الكذب.. الإفتاء تجيب    بمناسبة يوم أوروبا.. سفير الاتحاد الأوروبي ينظم احتفالية ويشيد باتفاقية الشراكة مع مصر    لمناقشة الموازنة.. مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الإجتماعي بمجلس النواب    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    الدوري الأوروبي - أتالانتا لأول مرة في تاريخه إلى نهائي قاري بثلاثية ضد مارسيليا    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    رد فعل صادم من محامي الشحات بسبب بيان بيراميدز في قضية الشيبي    الافضل | جائزة جديدة ل بيرسي تاو قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا    البابا تواضروس يستقبل رئيسي الكنيستين السريانية والأرمينية    اللواء هشام الحلبي: استهداف القطاع المدني للدولة يغير منظومة القيم للأسوأ باستمرار    الاحتلال يسلم إخطارات هدم لمنزلين على أطراف حي الغناوي في بلدة عزون شرق قلقيلية    تصل ل40 درجة مئوية.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم ودرجات الحرارة المتوقعة باكر    ضبط المتهم بالشروع في قتل زوجته طعنًا بالعمرانية    مسؤول أوروبي كبير يدين هجوم مستوطنين على "الأونروا" بالقدس الشرقية    بالأغاني الروسية وتكريم فلسطين.. مهرجان بردية للسينما يختتم أعماله    فريدة سيف النصر تكشف عن الهجوم التي تعرضت له بعد خلعها الحجاب وهل تعرضت للسحر    بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 10 مايو بالبورصة والأسواق    خالد الجندي: مفيش حاجة اسمها الأعمال بالنيات بين البشر (فيديو)    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُني على خمس فقط (فيديو)    عادل خطاب: فيروس كورونا أصبح مثل الأنفلونزا خلاص ده موجود معانا    الفوائد الصحية للشاي الأسود والأخضر في مواجهة السكري    مزاجه عالي، ضبط نصف فرش حشيش بحوزة راكب بمطار الغردقة (صور)    محافظ مطروح يشارك في المؤتمر السنوي لإحدى مؤسسات المجتمع المدني    4 شهداء جراء قصف الاحتلال لمنزل في محيط مسجد التوبة بمخيم جباليا    مجلس جامعة مصر التكنولوجية يقترح إنشاء ثلاث برامج جديدة    آية عاطف ترسم بصمتها في مجال الكيمياء الصيدلانية وتحصد إنجازات علمية وجوائز دولية    لمواليد برج العذراء والثور والجدي.. تأثير الحالة الفلكية على الأبراج الترابية في الأسبوع الثاني من مايو    مرادف «قوامين» و«اقترف».. سؤال محير للصف الثاني الثانوي    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان وطني موجود ومشهر وحاصل على ترخيص    تعرف على سعر الخوخ والتفاح والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 10 مايو 2024    اليوم.. قطع المياه لمدة 8 ساعات عن عدد من مناطق الجيزة اليوم    بشرى للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر للقطاعين العام والخاص    «الكفتة الكدابة» وجبة اقتصادية خالية من اللحمة.. تعرف على أغرب أطباق أهل دمياط    «أنهى حياة عائلته وانتح ر».. أب يقتل 12 شخصًا في العراق (فيديو)    هيئة الدواء تعلن انتهاء تدريب دراسة الملف الفني للمستلزمات الطبية والكواشف المعمليّة    الدفاع الأمريكية: نريد إزالة حماس من رفح بشكل ملائم.. وقدمنا أفكارنا لإسرائيل    حدث بالفن| فنانة تكشف عودة العوضي وياسمين ووفاة والدة نجمة وانهيار كريم عبد العزيز    فيديو.. ريهام سعيد: "مفيش أي دكتور عنده علاج يرجعني بني آدمه"    سعود أبو سلطان يطرح أغنيته الجديدة الثوب الأبيض    مذكرة تفاهم بين جامعة عين شمس ونظيرتها الشارقة الإماراتية لتعزيز التعاون    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُنى على خمس فقط    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«حكايات بنعيشها».. نقلة درامية شكلاً ومضموناً
نشر في المصري اليوم يوم 22 - 09 - 2009

حاولت أسرة مسلسل «حكايات بنعيشها» كسر القواعد المألوفة وتقديم دراما جديدة فى شكلها ومضمونها، فقرروا تقديم حكايتين فى مسلسل واحد، بطلته ليلى علوى، التى كانت تريد فى البداية تقديم 3 حكايات لكن الوقت لم يسعفها لعمل ذلك فاكتفت بتقديم حكايتين فقط.
تقديم أكثر من حدوتة فى عمل فنى واحد قد يكون جديدا بدرجة ما على عالم الدراما التليفزيونية، لكنها تيمة استخدمها السينمائيون من قبل، والأمثلة كثيرة، ومنها «البنات والصيف»، الذى قدم المخرج حسن الإمام خلاله أكثر من حكاية ولاقى نجاحا كبيرا وقتها.
ولم يكن تغيير الشكل وحده هو هدف أسرة المسلسل، وإنما حاولوا تغيير المضمون والاقتراب أكثر من واقع الناس من خلال حدودتين مختلفتين، وقبل العرض انتابهم شعور بالمغامرة وعدم ضمان النتائج لأن التيمة التى تنجح سينمائيا قد لا تنجح تليفزيونيا، ولكن بعد عرض الحلقات الأولى من المسلسل لاحظ فريق العمل تجاوب الناس معه مما أعاد إليهم الثقة فى وليدهم الجديد.
«المصرى اليوم» استضافت أسرة مسلسل «حكايات بنعيشها» للحديث عن كواليس وتفاصيل تلك التجربة التى لاقت رد فعل جيداً على الرغم من كونها جديدة شكلا ومضمونا.
ليلى علوى: كسرت المألوف ب«حكايات بنعيشها»
البداية كانت تمرد ليلى علوى على شكل ومحتوى الدراما التليفزيونية التى تعرض الآن، فقررت كسر تابوه الدراما بتقديم شكل جديد على الشاشة ومحتوى مختلف عما سبق تقديمه، ومن هذا المنطلق قررت تقديم قصتين مختلفتين مع اثنين من المؤلفين، واثنين من المخرجين واختارت موضوعين من واقع الحياة المصرية.
تقول ليلى: تمنيت عمل دراما غير مألوفة وغير متوقعة من حيث الموضوع ومن حيث الشكل بالكامل سواء الصورة أو الإخراج أو الموضوع أو الإنتاج ، ولم أجد وقتها ثلاثين حلقة ترضينى، وقلت لماذا أصر على تقديم ثلاثين حلقة، ولماذا لا نقدم مسلسلاً يضم العديد من الحكايات مثلما كان يحدث فى مسلسلات السباعيات، ووقتها عرضت الفكرة على المنتج والمخرج عمرو عرفة فأعجب بها جدا وتحمس وبدأنا عملية البحث عن سيناريو مناسب، وقد جاءتنى الفكرة من فيلم «البنات والصيف»، الذى يضم أكثر من حكاية، وكنت أتمنى أن أقدم ثلاث حكايات لكننى لم أعثر عليها، وفى هذا الوقت كنت أتحدث مع المؤلف محمد رفعت وعرضت عليه المشروع وتحمس له رغم أننى عرضته على مؤلفين آخرين، لكنهم رفضوا الفكرة تماما وفضلوا الثلاثين حلقة.
وعن التكاليف المضاعفة لعناصر الإنتاج وتحمل الشركة المنتجة ميزانية مسلسلين فى مسلسل واحد، قالت ليلى: لولا الإنتاج ما كان المشروع تحقق لأن مثل هذه التجربة تعتبر عبئاً على الإنتاج، لأننا تعاملنا مع كل حكاية كأنها مسلسل مختلف، وكنا نتعامل مع المسلسل بالكامل كأنه فيلم طويل، نظرا لرغبتنا فى تصويره بطريقة السينما، وأعتقد أن تصوير المسلسلات بطريقة السينما ليس جديداً على التليفزيون المصرى، وهناك مسلسلات قدمت منذ 20 عاما، وتم تصويرها بكاميرات سينما وعرضت فى التليفزيون مثل «الدوامة» و«الأفعى» لمديحة كامل ومحمود المليجى، لكنها كانت مكلفة، لذلك ابتعدوا عنها فيما بعد، وأتذكر منذ عامين أننى شاهدت سباعية للنجمة ميريل ستريب والنجم ال«باتشينو»، وكانت مثل السينما، وقد حققت هذه السباعية نجاحا كبيرا على مستوى العالم وحصلت على العديد من الجوائز.
ليلى ترى أن دخول السينمائيين لم يضف كثيرا إلى الدراما، وقالت: السينما شهدت تطورا واضحا منذ منتصف التسعينيات، لكن التليفزيون لم يتطور كثيرا حتى مخرجو السينما، الذين قدموا تجارب تليفزيونية لم يضيفوا كثيرا فى الفترة الماضية لأنهم استخدموا نفس الآليات التقليدية، ولكن بدأ الآن الانتباه للدارما التليفزيونية وبدأت تستفيد من تطور السينما من حيث الشكل، وتبقى طريقة تسويق الدراما التى مازالت تحتاج إلى نقلة أخرى.
وعلقت على من يضعون الحبكة الدرامية فى الحلقات الأولى من المسلسل قائلة: «منطق خطف المشاهد فى الحلقات الأولى غير أمين من الناحية الفنية».
وعن رقابة التليفزيون قالت: أعتقد أن الرقابة تغيرت منذ منتصف التسعينيات، خاصة مع عرض مسلسل «العائلة»، ومسلسل «تعالى نحلم ببكره» عام 2003، الذى كان فيه رقص وخمر وسجائر، لكنه لم يواجه أزمة فى الرقابة، وأعتقد أن فكر الرقابة اختلف كثيرا، وأصبح سقف الحرية مرتفعا، خاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وتحدثت عن شخصية «هالة» التى قدمتها فى جزء «هالة والمستخبى» فقالت: منذ التحضير لشخصية «هالة» فى مرحلة قراءة نص السيناريو على الورق، كان لدى شعور بأننى أحمل عبء قضية كبيرة، وهو نفس إحساسى قبل تصوير فيلم «المغتصبون»، وأحيانا كنت أخفق فى التعبير عن إحساس أم تبحث عن أولادها بعد بيعهم، لأن الدور صعب، ويحتاج إلى إحساس خاص، وأعتقد أن الشخصية فيها صعوبة وتحد فى الوقت نفسه.
واعترفت ليلى بأنها بدأت التصوير قبل الإلمام بكل جوانب الشخصية فقالت: بدأت التصوير دون أن أستوعب تفاصيل كثيرة فى الشخصية مثل صوتها، طريقتها، مشيتها، وتفاصيل أخرى عديدة، وكانت معايشتى لها وليدة اللحظة، وبعد أن مسكت خيوط الشخصية فى الأيام الأولى أكملت بها المشوار حتى خرجت بهذا الشكل، وأتذكر فى أحد المشاهد عندما علمت «هالة» أن أولادها تم بيعهم بدأت أنطق بكلام لم يكتب فى السيناريو وهو «إحنا مش هنموت من الجوع»، وقد خرج هذا الكلام من داخلى بشكل تلقائى من مدى اهتمامى بالقضية، وأحيانا كثيرة كنت أفاجئ فريق العمل بتصرفاتى فى المشهد، ولم أكن أحضر له بنفس الطريقة، أى أن الانفعالات كانت عفوية جدا نتيجة اهتمامى بالتجربة.
ليلى أكدت أن المسلسلات التوجيهية والتعليمة موجودة فى العالم كله ولها مواعيد عرض محددة، وهذا لا يمنع أن العالم كله ملىء بأعمال تليفزيونية لا تقل فى جرأتها وتشويقها عن الأعمال السينمائية ولكن لكل من هذه الأعمال توقيت عرض محدد، والدراما لابد أن تقدم بشكل كامل فى حدود واقع المجتمع،
وقالت: الدراما التليفزيونية تشهد تغييراً وتطوراً ملموساً، وعلينا أن نعرض ونواجه المألوف بكل ما هو جديد حتى نتعرف على العقبات سواء فى طريقة العرض أو تلقى الجمهور لموضوع ما، ثم نضع حلولا مناسبة ونجعل الجمهور يتشبع بمثل هذه الأعمال ونجعله يجتهد ويفكر وهو يجلس فى البيت ونحن مسؤولون عن ذلك حتى لو تحقق بعد خمس سنوات أو عشر، وأعتقد أن ذلك التطور ليس فى مصر وحدها، بل فى المنطقة العربية بالكامل لأن شباب الخليج أيضا يدرس ويفكر ويريد أن يطور نفسه وهذا يبعث على التفاؤل.
حازم الحديدى: فوجئت بعدم حذف أى مشهد من «هالة والمستخبى»
بدأ الكاتب حازم الحديدى حديثه خلال الندوة عن بداية تنفيذ الفكرة فقال: عندما بدأت الكتابة، لم أشغل ذهنى بطبيعة الوسيط، وكنت أعتمد على إحساسى فى الكتابة، لذلك كان يعنينى رد الفعل، وكانت الأزمة بالنسبة لى فى كتابة الحلقات الثلاث الأولى، فهى المحك الأساسى لاستمرار المشروع والقانون الذى سنسير عليه، وكان أول مبادئ هذا القانون أن أكون مستمتعا أثناء الكتابة، وقد دفعتنى ليلى بشكل كبير لحب التجربة،
وهذا ما جعلنى أتحمس لها حتى تخرج بهذه الصورة، وكنت أرى أن المتعة تأتى من الإيقاع والتشويق وطبيعة الشخصيات والمشاعر وهذا ما كنت أهتم به، ولم أضع حدوداً رقابية فى ذهنى أثناء الكتابة، بل كنت أطلق خيالى وتركت مهمة الرقابة للمسؤول عنها، واهتميت بالحدوتة حتى لا أفقد تركيزى، وفوجئت بأن السيناريو لم يتعرض لمقص الرقيب على خلاف ما توقعت.
وعن موقف ليلى علوى من شخصية «هالة» قال حازم: ليلى كانت فى حيرة من شخصية «هالة»، ولكنها ظلت تلتقط تفاصيل صغيرة حتى اكتملت لديها الشخصية بعد أن بدأنا التصوير.
حازم نفى فكرة أن المجتمع المصرى أصبح مضطربا، بل بدا متفائلا حين قال: «لا أعتقد أن المجتمع مسوس بالكامل وإلا كان من الصعب العيش وسط هذا المجتمع، ولكن هناك صراعا أبديا بين الخير والشر، والواقع أن هناك أشخاصاً خيرين، ولكن هناك أشخاصاً فاسدين أيضا، وفى «هالة» كانت الأسرة طيبة باستثناء الزوج، وهو الشخص الفاسد الذى تسبب فى العديد من الأزمات وهذا يخلق نوعاً من التوازن فى المجتمع، وهذا الشخص ليس شريرا بشكل مطلق، ولكن يظهر ذلك فى نوبات محددة وأحيانا يصعب عليك، ولكن السلوك السيئ هو الغالب فى شخصيته.
ومن الدوافع التى دفعت الزوج لعمل جريمته.. إلى دوافع الجريمة بشكل عام قال حازم: الفقر قد يكون أحد الدوافع التى تدفع الإنسان إلى الجريمة، ولكن لن يحدث ذلك إلا إذا كان جوهر الشخصية فاسدا، وليس كل فقير سيسلك سلوك الزوج بدليل أن شقيقه فقير ولم يسلك نفس السلوك، وقد يكون قلة الإيمان أو فقدان القدوة أحد الأسباب الرئيسية للجريمة، وأرى أن المجتمع لابد أن يكون فعالا ومواجها للقضايا بدلا من فكرة الخضوع والاستسلام لها، لأن ذلك لن يصلح أى شىء فى المجتمع.
محمد رفعت: حاولت تقديم تشققات المجتمع فى «مجنون ليلى»
بدأ الدكتور محمد رفعت مؤلف جزء «مجنون ليلى» حديثه خلال الندوة بالكلام عن حسابات النجوم وعلاقتها بتوزيع مسلسلاتهم، فقال: «التوزيع مرتبط بأسماء النجوم وحين عرف المنتجون أن ليلى موجودة كل يوم خلال رمضان اطمأنت قلوبهم، لكن لو فكرنا فى تقديم 15 حلقة فقط ربما كان الأمر سيختلف، فالمنتجون أصبح لهم معايير خاصة فى السيناريو أبرزها أن تقوم بخطف المشاهد فى الحلقات الأولى حتى يستكمل معك باقى الحلقات،
ولكن هذا يسبب العديد من المشكلات أهمها أنك تضطر فى باقى الحلقات أن تستخدم نظرية الفلاش باك وهى حيلة غير جيده مع المشاهد، كما أن هذه الطريقة قد توقعك فى مطب كبير لأن المشاهد الذى جذبته فى الحلقة الأولى واستمر معك فى الحلقة الثانية إذا لم يجد ما يتوقعه فسيترك العمل، ويكون قد تعرض لعملية خداع».
وأشار رفعت إلى أهمية إيقاع الأحداث لأنه الترمومتر الحقيقى للعمل، وهناك حيل عديدة من الممكن أن تستخدم بدلا من مشاهد الفلاش باك، وقال: هناك أشياء تؤثر على مستوى الدراما ومنها الفضائيات الأجنبية المفتوحة التى خلقت ذوق مشاهدة مختلفاً وقد بدأ ذلك منذ خمس سنوات مما جعل المتفرج أكثر حدة فى تقييمه وبدأ يقارن بين الأعمال المصرية والأجنبية،
وكان من المفترض أن يؤثر ذلك على صناع الفيديو أيضا، ولكن الكثيرين منهم لم يستفيدوا من ذلك، أما بالنسبة للمقارنة بين الأعمال السينمائية والتليفزيوينة فأنا مهووس بفكرة السقف الأعلى للرقابة دائما وأبحث عن الحرية لذلك أحيانا من الممكن أن يسيطر على السينارست فكرة الخروج عن المألوف والخروج عن السقف العادى ولكن لابد أن تختار اللغة المناسبة التى تقدم فيها رسالتك.
وعن دخول السينمائيين لعالم الفيديو قال رفعت: أرى أن هناك تربصاً من التليفزيونين للسينمائيين خاصة عندما يقوم السينمائى بتقديم عمل تليفزيونى، وأشعر أن تجربتنا جاءت بشكل مختلف ولم يقل أحد إنه قدم فتحاً عظيماً، وهناك سينمائيون وقعوا فى فخ البحث عن سقف أعلى لإبداعاتهم وقرروا البحث عن آخر السقف دون أن يقدموا أى معطيات لذلك، والنتيجة كانت تصادمهم المستمر مع الرقيب دون أى مبررات، فهم يكرسون جهدهم فقط للبحث عن سقف رقابى أعلى.
ويرى رفعت أن المجتمع أصبح مهموماً فى كل طبقاته بمأساة الواقع وأصبحنا عبارة عن جزر متناثرة، وكل جزيرة لها عادتها وتقاليدها، وكل واحدة تتعامل مع الخير والشر بشكل مختلف وتفسيرات مختلفة، فلا توجد ثقافة عامة موحدة بيننا وهذه النتيجة تؤكد أن هناك تشققات فى المجتمع، ولا توجد أفكار محددة،
وقال: «دائماً ما تستوقفنى أشياء كثيرة أهمهما أننا نضع قضايا فى موقع مهم رغم أنها فى جوهرها لا تتساوى مع هذه المكانة التى وضعت فيها، ولكنها مهمة لفئة محددة وهذا دائما يجعلك تنظر لمصر بأنها أصبحت جزر مختلفة ويجعلك دائما لا تشعر بارتياح، والمفاهيم مختلفة بين الأجيال،
وقد ظهر ذلك فى حوارات ليلى مع والدتها فى جزء (مجنون ليلى) عندما قالت لها والدتها (يابنتى ما تتكلميش عن الطلاق كده ده الجواز برضه ستر)، فردت ليلى: (الستر مش فى الجواز ولكن الستر أنك تعيش مطمن)، وهذا الحوار يؤكد اختلاف المفاهيم داخل الأسرة الواحدة وهذا هو الواقع». ونفى رفعت تعمده تمرير تصحيح المفاهيم الخاطئة من خلال الدراما، وقال: أطرح قضايا واقعية كما هى، وأترك الناس تحكم وترى الصورة كما تريد.
محمد على: الواقع أشد قسوة.. ونحتاج إلى منتج مغامر
«أعتقد أن وجود اسم واحد للعمل كان حيلة لتسويق مسلسل مكون من 30 حلقة».. بهذه الكلمات بدأ المخرج محمد على حديثه عن تجربة «هالة والمستخبى» خلال ندوة «المصرى اليوم»، وقال على: «كلنا رحبنا بالفكرة لأنها جديدة من حيث الشكل والمضمون وزادت ثقتنا بعدما رأينا ردود الأفعال الإيجابية تجاه الجزأين، وعرفنا أن المجتمع لديه القدرة على تقبل الجديد».
وأرجع محمد على تطور الذوق العام وتقبله للجديد إلى تطور صناعة الفن نفسها منذ التسعينيات، وقال: «حدث فى تسعينيات القرن الماضى تطور كبير فى السينما على المستوى التقنى لم يقابله تطوير على مستوى الموضوعات أو الأفكار بنفس الدرجة، ولكن كان هناك هامش بسيط للتغيرات التى قادها بعض المؤلفين بأفلام كان هدفها التسلية فقط، ثم أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية مؤخرا على السينما وأصبحت الأفلام الحديثة مقصورة على نوعية معينة من الأفلام التى يضمن المنتجون تسويقها، ولهذا اضطر بعض المخرجين إلى الاتجاه للدراما التليفزيونية لأنها تسمح بتقديم نوعية موضوعات لا تستطيع أن تقدمها فى السينما».
وعن مشكلته مع الدراما التليفزيونية قال: الأزمة بالنسبة لى أننى دخلت على وسيط له أعراف وتقاليد خاصة به، ولكن المخرج لا يهتم إلا بعنصرين فقط هما: التكلفة والوقت، فلابد أن يحصل على وقت كاف وميزانية معقولة لتنفيذ المشروع بالشكل المناسب، ولكن معظم المنتجين يتعاملون بشكل مختلف لأن تقاليد العمل فى التليفزيون تحتم عليك تصوير 700 مشهد فى 10 أسابيع، بينما نقدم فى السينما ال100 مشهد فى 8 أسابيع، وهذا يوضح مدى الإرهاق الذى يتعرض له المخرج فى التليفزيون،
وأعتقد أن الوضع سيختلف فى الفترة المقبلة بعد أن يظهر الفرق بين الدراما فيما قبل، والدراما المصنوعة بطريقة سينمائية وفى شكل مبتكر، وبصراحة نحن ينقصنا فى الفترة المقبلة المنتج المغامر الذى يستطيع أن يقدم نوعيات مختلفة من الأعمال مثلما حدث فى منتصف الثمانينيات عندما ظهر العديد من الأعمال الجديدة التى تحمل قدراً من التجريب والتى خرجت عن السائد.
ويرى محمد على أن الواقع أصعب من الدراما مهما قدمنا من أعمال واقعية، وقال: «الواقع أصعب وأكثر غرابة من السينما وهناك أشخاص الآن يبيعون أعضاءهم، ولكن البعض لا يريد أن يقبل ما نعرضه لأنه أحيانا يتطلب منك أن تأخذ موقفا، والكثيرون منا لا يريدون ذلك».
وعن تحسن مناخ الرقابة قال محمد على: «رقابة التليفزيون تختلف من مكان لمكان ومن بلد لبلد، وهناك تحسن ملحوظ لا ننكره، ولكن المشكلة هى فرض الوصاية على الآخرين،
ولابد أن يكون لذلك حدود ولا يجوز أن نقول إننا سننقل جرأة السينما إلى التليفزيون لأننا بذلك سنحمل التليفزيون أكثر مما يحتمل لأن هذا الوسيط له متلق محدد، والدراما فى حد ذاتها تسجيل لأحداث المجتمع وطبيعته خلال فترة لأننا عندما نريد أن نعرف أحداثاً عن ثورة 19 نلجأ إلى الأعمال الدرامية سواء السينمائية أو التليفزيونية، ولكن الدراما التليفزيونية ظلت لفترة طويلة بعيدة عن قضايا المجتمع، وأصبحت ترصد نوعا معينا يبتعد تماما عن واقع المجتمع.
محمد على لم يتوقع رد الفعل الإيجابى تجاه المسلسل، بل كانت توجد جزئيات معينة كان يشك فى وصولها للجمهور، ولكنه فوجئ بأن الجمهور تفاعل مع كل التفاصيل وفهمها بطريقته الخاصة، بل تعاطف مع ليلى فى الحلقات الأولى، وهذا يشجع أى صانع دراما على الاقتراب من الواقع أكثر وأكثر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.