في خطوة أعرب الكثيرون عن احترامهم لها واعتبروها دليلا علي احترامه لمبادئه ليس فقط لكونه مسلماً بل أيضا احتراماً لمبادئ الإنسانية والاحترام المتبادل بين الشعوب ، أعاد الصحفي الأمريكي المسلم فريد زكريا جائزة منحتها له رابطة مكافحة التشويه (إيه. دي. ال) التي تعد إحدي أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية بعد أن رفضت المنظمة في بيان أثار جدلا مشروع إقامة مركز إسلامي في موقع هجوم 11 سبتمبر بنيويورك. وكانت المنظمة قد قدمت لزكريا الذي يعد وجهاً مألوفاً علي شاشات التليفزيون الأمريكية جائزة قيمتها 10 آلاف دولار عام 2005 لمواقفه في مناهضة التمييز الديني والعرقي، إلا أن زكريا رأي في بيان المنظمة بشأن المركز الإسلامي بنيويورك سبباً يحتم عليه إعادة الجائزة. وقال زكريا في بيان أصدره في واشنطن «قبل 5 سنوات شرفتني رابطة مكافحة التشويه بجائزة الدفاع عن البند الأول من الدستور وقد كان ذلك أمراً مشجعاً لي للغاية، إذ جاء من منظمة طالما أعجبت بها. ولكنني لا أستطيع أن أشعر بارتياح الضمير إذا ما واصلت الاحتفاظ بقيمة الجائزة، ولذا فقد أعدت الدرع التذكارية وقيمة الجائزة. وإنني أحث المنظمة علي إعادة النظر في موقفها من مشروع إقامة المركز الإسلامي وأعتبر أن الاعتراف بالخطأ هو ثمن بسيط للحفاظ علي السمعة». فريد زكريا مواليد 1964 أمريكي الجنسية مسلم من أصل ومولد هندي ويعد واحدا من أشهر الصحفيين والإعلاميين المهتمين بالشأن العراقي والعلاقات الدولية والسياسات الخارجية الأمريكية. يكتب زكريا أسبوعياً صفحة ثابتة عن الشئون الخارجية الأمريكية في النيوزويك -الطبعة الدولية- وينشر المقال بشكل نصف شهري في صحيفة «واشنطن بوست». منحت النيوزويك زكريا لقب «المحرر» عام 2000 تم نشر أول كتاب له عام 2003 وكان بعنوان «مستقبل الحرية: الديمقراطية اللاليبرالية في الوطن والخارج» قال فيه: إن الديمقراطية ليست جيدة دوماً وإنها تنجح بشكل خاص في الدول التي تسبقها الليبرالية حيث أشار إلي ابتعاد حكومات منتخبة عن الحقوق والحريات الأساسية، وأكد أن علي الولاياتالمتحدة جعل أفغانستان والعراق ليس مجرد بلدان ديمقراطية بل أن تجعلها حرة أيضا. وفي عام 2007 انضم فريد زكريا لشبكة «سي إن إن»، حيث يستضيف برنامج يتعلق بالشئون الدولية التي تستحوذ علي انتباه العالم. البرنامج يدعي: «فريد زكريا جي بي إس - المربع الوطني الدولي -»، وقد استضاف فيه مؤخراً الدكتور محمد البرادعي. أما عن سيرته الذاتية فقد ولد زكريا في مومباي بالهند لوالدين مسلمين عملا وارتبطا بالسياسة طوال حياتهما، حيث كان والده رفيق زكريا من السياسيين المرتبطين بالمؤتمر الوطني الهندي، كما عملت والدته فاطمة زكريا كمحررة في الصانداي تايمز الهندية لفترة من الزمن، والتحق زكريا بجامعة هارفارد للحصول علي درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، تتلمذ وقتها علي يد كل من ستانلي هوفمان وسأمويل هانتنجتون. وفي بداية حياته المهنية، أدار زكريا أحد المشروعات البحثية وتدعي: السياسة الخارجية الأمريكية، بعدها عمل لفترة كمدير تحرير لمجلة الشئون الخارجية، وذلك قبل أن ينضم لنيوزويك. درس زكريا مناهج العلاقات الدولية والفلسفة السياسية، وذلك بجامعات هارفارد، كولومبيا وكايس ويسترن. نشرت مقالاته في العديد من الصحف الرائدة مثل: نيويورك تايمز، وأل ستريت جورنال، نيويوركر ونيوريبابلك، وأصدر فريد زكريا كتابه الشهير «عالم ما بعد أمريكا» في العام الماضي.