الأحداث الأخيرة في سيناء تؤكد: المشكلة الأكبر للعلاقات المتوترة بين الحكومة المركزية والبدو أشتباكات الأمن والبدو لا تنتهي قالت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية علي موقعها الإلكتروني أمس إن سيناء، هذه البقعة الثمينة، بدت مزعجة في الآونة الأخيرة بسبب المشاكل التي تصاعدت علي نحو مفاجئ من مظاهرات البدو المناوئة للحكومة والاشتباكات مع المهربين، والرصاص القاتل الذي تصوبه الشرطة تجاه اللاجئين، إضافة إلي إطلاق الصواريخ من سيناء علي إسرائيل والأردن. واشارت المجلة إلي الصواريخ الخمسة التي استهدفت مدينتي العقبة الأردنية وإيلات الإسرائيلية الاثنين الماضي، وأسفرت عن مصرع أردني وإصابة خمسة آخرين، لافتة إلي أن هذا الهجوم هو الثاني من نوعه منذ أبريل الماضي. وأضافت المجلة أن قوات الأمن المصرية تبدو عاجزة عن وقف تسلل من يعتقد بأنهم جهاديون إلي سيناء، ذهبوا بمعدات إطلاق الصواريخ تلك علي بعد نحو ثلاثة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية مع مصر. كما لفتت المجلة إلي إطلاق الشرطة نيرانها بشكل متكرر علي اللاجئين الأفارقة المتسللين عبر حدودها إلي إسرائيل، مؤكدة أن السلطات المصرية قتلت منذ بداية العام الجاري نحو 21 مهاجراً أفريقيا. وتابعت المجلة أن مصر، تحت ضغوط إسرائيل للحد من تدفق المهاجرين، وخطر وقوع اشتباكات مع المهربين المسلحين، لم تبال بضغوط جماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة للبحث عن وسائل أكثر إنسانية لإيقاف المهاجرين. وقالت المجلة إن إطلاق الصواريخ وقتل المهاجرين يؤكد المشكلة الأوسع للعلاقات المتوترة بين الحكومة المركزية وبدو سيناء الذين ترتفع أعدادهم بسبب ارتفاع معدلات الخصوبة. وأضافت المجلة أن قبائل البدو في شمال سيناء تشكو من تهميش الحكومة لها والفقر. وتابعت المجلة: إن التهريب، النشاط القديم للبدو، أصبح في الآونة الأخيرة أكثر ربحاً وضرورة لكسب العيش رغم أنه أكثر خطورة. وأشارت إلي أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة خلق سوقاً كبيرة عبر الأنفاق، وأضافت أن البشر والمخدرات وجميع الأسلحة تمر عبر التضاريس الجبلية الوعرة في سيناء بمساعدة البدو الذين يتمتعون بالمهارة ولهم علاقات متعددة. وأكدت المجلة أن شكوك الحكومة المصرية منذ فترة طويلة في البدو دخلت منعطفاً جديداً بعد تفجيرات منتجعات طابا وشرم الشيخ ودهب . ومؤخراً سعت وزارة الداخلية المصرية لتهدئة الاضطرابات، بعد اجتماعات مع زعماء القبائل، والإفراج عن عشرات من المعتقلين البدو.