تعليقاً علي الإفراج عن الناشط الحقوقي والروائي البدوي مسعد أبو فجر قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها أمس إن هذه الخطوة التي قامت بها الحكومة المصرية جاءت كمحاولة لتهدئة الأجواء المتوترة بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة بين البدو الثائرين من ناحية والحكومة من ناحية أخري، وهي الخطوة التي جاءت بعد 3 سنوات من اعتقال أبو فجر البالغ من العمر 41 عاما. وقالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها إن الحكومة اعتقلت أبو فجر بمقتضي مواد قانون الطوارئ وذلك بعدما اتهمته بتحريض البدو علي الاحتجاج ضد الحكومة بسبب تمييزها ضدهم، ورفضت الإفراج عنه بالرغم من صدور أكثر من 20 حكماً قضائياً يقضي بالإفراج عنه، ناقلة عن أبو فجر قوله إن الإفراج عنه محاولة لاسترضاء البدو الذين يزداد سخطهم بسبب الأحداث العنيفة التي وقعت في سيناء مؤخراً. وقال أبو فجر في تصريحات للصحيفة الأمريكية: إن الحكومة تحاول تبرئة نفسها من خلال الإفراج عني، فالوضع سييء حقا في شبه جزيرة سيناء وأصبح حرجا للغاية وقد حان الوقت أخيراً لكي تستجيب الحكومة لمطالب البدو خاصة بعد قيام مجموعة من مواطني سيناء بحمل السلاح ضد حكومتهم للمرة الأولي في تاريخهم. وفي رصدها للعلاقات المتوترة بين البدو والحكومة المصرية أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلي أن العلاقات دائما ما كانت متوترة بين قبائل بدو سيناء - الذين يشكون من التمييز ضدهم وإهمالهم- والحكومة، في نفس الوقت الذي تتهمهم فيه السلطات بأنهم مهربون ويعملون علي عمليات التهريب المربحة بين مصر وقطاع غزة وإسرائيل، معتبرة أن العلاقات بين الطرفين وصلت إلي «الحضيض» منذ خمس سنوات عندما اعتقلت السلطات المئات منهم في أعقاب سلسلة تفجيرات في سيناء. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن حدة الاشتباكات زادت بين الطرفين في الأسابيع الأخيرة بين رجال القبائل في وسط سيناء والحكومة بعدما حاولوا تفجير خط أنابيب الغاز الطبيعي المعروف باسم الخط العربي بالقرب من الحدود بين مصر وإسرائيل، إلي جانب بعض المواجهات المسلحة بين مجموعة من البدو الهاربين والأمن بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وكانوا يطالبون بالإفراج عن المعتقلين. ومن جانبها قالت مجلة «بيزنس ويك» الأمريكية في تقرير أمس إن وزارة البترول المصرية تدرس حاليا إنشاء شركات نفطية جديدة في سيناء بغرض إيجاد فرص عمل جديدة لأبناء شبه جزيرة سيناء من البدو الذين زادت التوترات معهم في الفترة الأخيرة لإهمال الحكومة التام لهم وعدم منحهم أي خدمات أو توفير أي فرص عمل لهم، معتبرة أن هذه الخطوة قد تكون خيطا لبداية التهدئة مع بدو سيناء. وأضافت المجلة الاقتصادية الأمريكية الشهيرة أن الاشتباكات التي كانت قد وقعت بين بعض قبائل البدو والحكومة علي مدي السنوات الأربع الماضية كانت احتجاجاً علي ما يعتبرونه تمييزاً ضدهم من جانب الحكومة التي لا تحاول أن توفر لهم أي فرص عمل، مشيرة إلي تصريحات وزير الداخلية حبيب العادلي في يونيو الماضي بأن حملات الشرطة لا تستهدف حالياً سوي المخدرات وتجار السلاح والمهربين الذين يختبئون في وسط وشمال سيناء.