سفير مصر في أوغندا: إمكاناتنا ضعيفة في منطقة منابع النيل ولا تمكننا من القيام بدور في حل الأزمة الجالية المصرية في أوغندا 200 شخص من مبعوثي الأزهر ومهندسي شركة المقاولون العرب الحكومة الأوغندية تبني أول سد لحجز مياه النيل عن مصر بتكلفة 2 مليار دولار ممثلوا دول المنابع في مؤتمر عنتيبي بأوغندا أثناء توقيع الاتفاقية الاطارية تلقيت دعوة من وزارة الزراعة لزيارة أوغندا ضمن الوفد المصري المشارك في معرض منبع النيل الزراعي في دورته الثامنة عشرة والذي اختتم فعالياته الجمعة الماضية، بمدينة جنجا الأوغندية، وذلك بدعوة الوزير أمين أباظة، وكانت المشاركة المصرية هذا العام هي الأولي، لم أتردد في قبول هذه الدعوة لسببين رئيسيين هما أن زيارة أوغندا في هذه المرحلة التي تشهد تصاعداً في أزمة مياه النيل هي فرصة للالتقاء بالمسئولين الأوغنديين ومناقشتهم في هذه الأزمة التي تهدد أمن مصر المائي، وخاصة أن أوغندا تمد مصر بنحو 15% من حصتها من مياه النيل، وكذلك فإن الزيارة فرصة للتعرف علي الشعب والأرض في أوغندا، ذلك المجهول بالنسبة لغالبية المصريين، التي سبق وأن وصفها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل بجوهرة أفريقيا، ورغم الخوف الذي انتابني بعد حصولي علي التطعيمات التي تعطي للمسافرين إلي أوغندا من تطعيمات ضد الملاريا والحمي الصفراء والالتهاب السحائي، تحذيرات الطبيب الذي قام بإعطائي هذه التطعيمات من عدم ارتداء القمصان النصف كم وعدم التعرض لأشعة الشمس، فإنني ازددت إصراراً علي السفر إلي أوغندا، وفيما يبدو فإن الرحلة في البداية كانت عبارة عن اختبارات لمخاوفي، حيث إن الطائرة التي كانت تقل الوفد المصري المسافر إلي أوغندا للمشاركة في المعرض، وغيره من المسافرين من المصريين والسودانيين والكينيين والأوغنديين والأوروبيين، ما أن انطلقت الطائرة المتوجهة إلي كينيا، من مطار القاهرة حتي انتابني إحساس عميق بالخوف، هذا الخوف مرجعه إلي أن عقلي الباطن كان يشكك في قدرات مواطني دولة أفريقية من دول حوض النيل علي قيادة الطائرة بنا والوصول بنا إلي أوغندا بسلام، كان هذا الإحساس هو المسيطر عليّ حتي وصلت الطائرة إلي مطار جومو كينياتا بالعاصمة الكينية نيروبي وهو المطار الرئيسي في كينيا ويحمل اسم الزعيم الكيني الراحل قادماً من الخرطوم التي وقفت فيها بساعة ترانزيت في مطارها، تلاشي هذا الاحساس بعد أن هبطنا إلي مطار جوموكينياتا، والذي قضينا به ساعة ونصف الساعة ترانزيت، ذلك لروعة هذا المطار، رغم بساطته، كيف أن الكينيين يديرون هذا المطار بهيكل كامل من الكينيين ودون الاستعانة بكوادر أجنبية. وبعد أن قضينا مدة الساعة والنصف في مطار جوموكينياتا بكينيا أقلعت الطائرة منه متوجهة إلي مطار عنتيبي الأوغندي وهو المطار الوحيد في أوغندا ويقع في مدينة عنتيبي الأوغندية وهي المدينة التي لن ينمحي أثرها من ذاكرة المصريين، حيث شهدت هذه المدينة في شهر مايو الماضي، توقيع 4 من دول منابع النيل علي الاتفاقية الإطارية لمياه النيل دون موافقة كل من مصر والسودان، انضمت إليهم في أقل من أسبوع كينيا. واستمراراً لتشكيك عقلي الباطن في قدرات دول منابع النيل وهل هم يعيشون في أكواخ القرون الوسطي هو التشكيك الذي يشترك معي فيه أغلب أو كل المصريين، فإنني وجدت واقعاً مغايراً تماماً فمدينة عنتيبي التي تبعد عن العاصمة كامبالا بنحو 20 كيلومتراً جوها معتدل ويشبه جو مدينة الإسكندرية في هذه الفترة من العام، كما أن عدداً من عماراتها قائم علي الطابع الإنجليزي وآخر حديث وبه محال تبيع كل المنتجات سواء المصنوعة في أوغندا أو المستوردة بأسعار لا تزيد علي الأسعار المصرية. وأيضاً الشيء نفسه وجدته في مدينة جنجا التي تبعد عن كمبالا بنحو 90 كيلو متراً فالمنازل الموجودة بها مبنية علي الطراز الإنجليزي، يوجد بها سوق كبير يضم كل المنتجات سواء المصنوعة في أوغندا أو المستوردة. ولكن ماذا عن أوغندا وعن طبيعتها ومناخها وشعبها وقبائلها وعملتها ووضعها الاقتصادي؟ تعتبر أوغندا واحدة من أهم دول هضبة البحيرات الاستوائية، تبلغ مساحتها بحسب التقارير الرسمية الأوغندية نحو 236 ألف كيلو متر مربع، تتميز بجوها المعتدل المطير طوال العام، حيث ترتفع أوغندا عن مستوي سطح البحر بحوالي 1132 متراً ويسقط عليها في المتوسط 1200 متر من الأمطار سنوياً.. ربما يمكنها أن تكون بلداً زراعياً يعتمد علي الزراعات المطيرة مع وجود ثروة حيوانية كبيرة، يوجد في أوغندا موسمان للأمطار الأول يبدأ في شهر مارس من كل عام وينتهي في مايو، أما الموسم الثاني للمطر فيبدأ من شهر سبتمبر حتي شهر ديسمبر. ويوجد في أوغندا عدد من البحيرات والأنهار الاستوائية أهمها بحيرة فيكتوريا والتي يطلق عليها باللغة المحلية الأوغندية اسم «بحيرة نالوبالي» هي ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم، من حيث المساحة الأكبر في أفريقيا، كما أنها أكبر بحيرة استوائية في العالم تبلغ مساحتها نحو 69 ألف كيلو متر مربع، تقع علي ارتفاع يبلغ نحو 1134 متراً فوق سطح البحر ومتوسط العمق يبلغ نحو 40 متراً، وأقصي عمق لها هو 79 متراً، تطل بحيرة فيكتوريا علي ثلاث دول هي أوغندا وكينيا وتنزانيا، كما تضم البحيرة حوالي 3000 جزيرة، يصل معدل التبخر في البحيرة إلي1380 متراً سنوياً. ومن جولتي في بحيرة فيكتوريا في أوغندا فإن البحيرة مازالت غير مستغلة الاستغلال الأمثل فهي لا تضم سوي ميناء نهري صغير في مدينة جنجا الأوغندية يضم ثلاث سفن صغيرة تنقل البضائع بين أوغندا وتنزانيا. أما البحيرة الثانية فهي بحيرة كيوجا وهي عبارة عن مجمع كبير من البحيرات الضحلة ويبلغ أقصي عمق به نحو 7.5 متر، أما البحيرة الثالثة فهي بحيرة ألبرت وتبلغ مساحتها نحو 5300 كيلو متر مربع، متوسط عمقها حوالي 25 متراً، معظم مياه الأمطار الساقطة عليها تفقد بالتبخر، حيث يصل معدل التبخر بها إلي 1240 ملليمتراً سنوياً ولا يتبقي في البحيرة سوي المياه التي تأتيها من نيل فيكتوريا ونهر السمليكي والذي يصب في البحيرة من ناحية الجنوب الغربي. أما البحيرة الرابعة فهي بحيرة إدوارد وتبلغ مساحتها نحو 2200 كيلو متر مربع وتتصل ببحيرة جورج من خلال قناة كازنجا أما البحيرة الخامسة فهي بحيرة جورج وتقع علي خط الاستواء وتبلغ مساحتها نحو 300 كيلو متر مربع، تفقد هذه البحيرة معظم مياهها في المستنقعات الموجودة بالشمال، الرافد الرئيسي لبحيرة جورج هو نهر الموبوكو، وأخيراً يقع نهر السمليكي في أوغندا ويصل هذا النهر فيما بين بحيرتي إدوارد وبحيرة ألبرت ويبلغ طوله نحو 250 كيلو متراً. وفيما يتعلق بالسكان فإن عدد السكان في أوغندا يصل إلي نحو 30 مليون نسمة، كما يقول ياسر سامباتيا منسق العلاقات المصرية الأوغندية فإن الشعب الأوغندي ينقسم إلي عرقين أساسيين وهما النيلو تكس ويعيش في شمال أوغندا والعرق الثاني هو البانتو ويعيش في الجنوب، لكل عرق صفات مميزة فعرق النيلوتكس يتميز من ينتمون له بطول القامة ولون الوجه داكن وطول الذراعين،أما البانتو فأهم ما يميزهم أن بشرتهم بنية، فضلاً عن أنهم متوسطو القامة مع صغر حجم الأذن والشفاه والأنف. ويضيف سامباتيا أن داخل هذين العرقين توجد أعداد كبيرة من القبائل لعل من أهمها قبيلة الباجندا وهي تمثل الأغلبية من حيث عدد السكان في أوغندا، حيث يبلغ عددهم نحو 12 مليون نسمة، ويعيشون علي منطقة شاسعة من الأراضي تعرف باسم «بوجندا» ويتكلمون لغة محلية تعرف باسم «أوجندا» وهي لغة من بين 16 لغة محلية في أوغندا فضلاً عن كون اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية. ويشير سامباتيا إلي أن الرئيس السابق لأوغندا والذي أطيح به في أواخر السبعينيات عيدي أمين، كان ينتمي لقبيلة اتشولي التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد قبيلة الباجندا، أما الرئيس الحالي لأوغندا يوري موسيفيني فينتمي لقبيلة أنكولي. ويعد الشلن هو العملة الرسمية في أوغندا والدولار الواحد يعادله 2300 شلن، كما تعد الزراعة هي النشاط الأول في أوغندا التي يسقط بها من الأمطار نحو 550 مليار متر مكعب، تجعلها لا تحتاج إلي أي مياه، كما أكد لنا خبير مصري مقيم في أوغندا، وفضل عدم ذكر اسمه، فإن هذه الكمية التي تسقط من الأمطار علي أوغندا سنوياً والتي تقدر بنحو 550 مليار متر مكعب لا يصل منها إلي بداية السودان سوي 30 مليار متر مكعب. وأشار الخبير إلي أن إنشاء أوغندا لسد كبير تبلغ تكلفته 2 مليار دولار يستطيع أن يؤثر في حصة مصر من مياه النيل. وأضاف أن هناك أصواتاً أوغندية وخاصة في الصحافة الأوغندية وتحديداً صحيفتي «نيو فيجن» و«الدالي مونيتور» واللتين تعدان من أهم الصحف الأوغندية تحرض الشعب الأوغندي ضد مصر ويتهمونها بأنها تحصل علي نصيب الأسد من مياه النيل، ويطالبون بإنشاء سدود علي النيل لتمكين أوغندا من الحصول علي حصتها العادلة من مياه النيل، التي تذهب إلي مصر سنوياً علي حد وصفهم. وأشار إلي أنه إلي جانب التفكير من جانب البعض لإنشاء سدود لتخزين المياه، فإن هناك أفكاراً شبيهة تطالب بإقامة سدود لتوليد الكهرباء، هذه السدود تؤثر بالسلب في حصة مصر من مياه النيل وإن كان ضررها بشكل أقل من سدود تخزين المياه، بالفعل تم ترشيح عدد من المناطق الأوغندية التي تقع علي نهر النيل لإنشاء سدود لتوليد الكهرباء لعل من أهمها موقع شلالات بوجا جالي الذي يقع مباشرة بعد خزان أوين، ولكن ماذا عن السدود المقامة بالفعل علي مخرج بحيرة فيكتوريا ونيل فيكتوريا، هي بحسب تقرير رسمي صادر عن الإدارة العامة لخزان أوين التابعة لوزارة الموارد المائية والري المصرية عبارة عن سدين وتم إنشاؤهما بموافقة مصر، الأول هو سد أوين القديم وأقيم هذا السد علي مخرج بحيرة فيكتوريا بجنجا، وذلك بناء علي اتفاقية تم توقيعها بين كل من مصر وبريطانيا ممثلة عن أوغندا التي كانت تحتلها، بهدف توليد الكهرباء لصالح أوغندا، تخزين المياه لصالح كل من مصر والسودان، يبلغ طول السد نحو 762 متراً وارتفاعه نحو 30 متراً، تتكون وحدة توليد الكهرباء الملحقة بالسد من عشرة توربينات قدرتها الحالية 18 ميجاوات لكل تربين. أما السد الثاني فهو سد كيرا، وهو السد الذي اتفقت كل من مصر وأوغندا علي إنشائه، وهو امتداد لسد أوين، تم افتتاح السد رسمياً في عام 2000، الهدف الأساسي من إنشاء السد هو توليد الكهرباء. ويقول المهندس عمرو فوزي أحد أعضاء بعثة الري المصرية بمدينة جنجا الأوغندية، أنه تم بموجب اتفاقية عام 1949 إنشاء إدارة مصرية لخزان أوين بأوغندا، مشيراً إلي أن الإدارة تقوم بعدة أعمال تتعلق بالشأن المائي لنهر النيل ولعل من أهمها قياس مناسيب المياه يومياً ببحيرة فيكتوريا أمام سد أوين علي مدار الساعة، إرسال هذه القراءات إلي قطاع مياه النيل بمصر، كذلك متابعة أي مشروعات تتعلق بالمياه قد تؤثر سلباً في وصول حصة مصر من مياه النيل، أيضاً إعداد تقارير التنبؤ بالفيضان كل عام، وذلك من خلال مراقبة كميات الأمطار المتساقطة علي الهضبة الاستوائية ومراقبة مناسيب البحيرات العظمي وهي فيكتوريا وألبرت وكيوجا وإدوارد. ولعل توقيع أوغندا علي الاتفاقية الإطارية لمياه النيل مع 4 دول أخري ودون موافقة مصر والسودان طرح سؤالاً مهماً وهو هل يكره الأوغنديون مصر؟ والإجابة عن هذا السؤال هي بالطبع لا، فالشعب الأوغندي من خلال التعامل معه تحس بطيبة شديدة، فضلاً عن تمتع الأوغنديين بالأدب الجم والتحدث بصوت غير مرتفع، بالنسبة لمصر فإن الأوغنديين يحبون مصر جداً فما إن يعرفوا أنك مصري يحيطونك باهتمام كبير وبثناء لا ينقطع عن مصر، منهم مثلاً جون ايزيك الذي يعمل بأحد البنوك بمدينة جنجا الأوغندية والذي قال ل«الدستور»، أنا أحب مصر وأعرف الكثير عنها، كنت أشجع المنتخب المصري خلال منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بأنجولا وخاصة حسن شحاتة المدرب المصري وجدو، وكنت أتمني مشاهدة المنتخب المصري في كأس العالم لأنه منتخب جيد. وهو ما أكده أيضاً أحد المواطنين الأوغنديين ل«الدستور» ويدعي سيمور بين جيمس ويعمل في مجال التدريب علي إدارة المشروعات، من حبه لمصر، إشارته إلي أن توقيع أوغندا علي الاتفاقية الإطارية لمياه النيل مع 4 دول من دول منابع النيل بشكل منفرد لا يعبر عن كراهية الشعب الأوغندي للمصريين، بل إن التوقيع علي هذه الاتفاقية هو تحرك من جانب الحكومة الأوغندية، أما الشعب الأوغندي فهو يحب مصر ويقدرها. ولكن ماذا عن الوجود المصري في أوغندا؟ يقول السفير صبري مجدي صبري سفير مصر في أوغندا أن حجم الجالية المصرية في أوغندا لا يزيد علي 200 مصري موزعين بين مبعوثين للأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية، بالإضافة إلي 30 مهندساً فنياً من شركة المقاولون العرب، بالإضافة إلي 3 أطباء وممرضة. ودعا السفير المصري في أوغندا المستثمرين المصريين إلي الاستثمار في أوغندا، واصفاً الاقتصاد الأوغندي بأنه من أفضل الاقتصادات الأفريقية. وانتهي السفير بتأكيده أن إمكانيات سفارات مصر في دول منابع النيل متواضعة ولا تمكنها من القيام بدورها في أزمة مياه النيل، مدللاً علي ذلك أن السفارة المصرية في أوغندا لا يوجد بها أي عربات من نظام الدفع الرباعي (4 *4) والتي تناسب طبيعة أوغندا. ومن جانبه، قال المهندس جمال شاكر رئيس بعثة الري المصرية في أوغندا أن بعثة الري المصرية بدأت منذ عام 1999 تنفيذ المشروع المصري الأوغندي للتخلص من ورد النيل والحشائش المائية بتمويل من مصر يقدر بنحو 20 مليون دولار. ومشيراً إلي أنه وبداية من عام 1998 أدي سقوط الأمطار الغزيرة علي البحيرات الاستوائية إلي ارتفاع مناسيب المياه ببحيرة فيكتوريا 100 مليار متر مكعب، وقد أدت هذه الكميات من المياه الخارجة من بحيرة فيكتوريا إلي تحرك كميات هائلة من جزر الحشائش العائمة، مما أدي إلي انسداد مخرج بحيرة كيوجا لمسافة 18 كيلومتراً، مما أدي إلي ارتفاع منسوب المياه بالبحيرة وغرق العديد من القري الواقعة علي البحيرة ومقتل العديد من سكان هذه المنطقة. وأضاف أن أوغندا قامت بتوجيه دعوة إلي كل دول العالم لتخليصها من مشكلة ورد النيل، بالفعل استجابت مصر وتم تنفيذ هذا المشروع منذ عام 1999 وحتي الآن بما قيمته 20 مليون دولار، نجح هذا المشروع في إزالة آلاف الأطنان من ورد النيل والحشائش المائية. وكذلك قامت بعثة الري المصرية في أوغندا بتنفيذ ما يقرب من 16 مرسي لصيد الأسماك أهمها مرسي جابا بالعاصمة كمبالا والذي كان قبل تحويله إلي مرسي عبارة عن مقلب للزبالة، آخرها مرسي مسيسي. إذن فالوجود المصري في أوغندا ضعيف باستثناء الدور الذي تقوم به بعثة الري المصرية، لكن ماذا عن الوجود الأجنبي من الدول الأخري في هذه المنطقة المهمة بالنسبة لمصر؟ يقول ياسر سامباتيا إن هناك وجوداً قوياً في أوغندا من جانب كل من الصين وإسرائيل وليبيا وإيران، بالإضافة إلي الهنود. وفيما يتعلق بالصينيين فيقول سامباتيا إن الصينيين لم يكن لهم وجود قوي في أوغندا، ولكن منذ عام تقريباً تزايد وجودهم، والدليل علي ذلك أن المسافة تبلغ نحو 40 كيلومتراً من العاصمة كمبالا وحتي مشارف مدينة جنجا إحدي المدن الرئيسية بأوغندا تم إنشاء عدد كبير من المصانع الصينية في هذه المناطق. أما فيما يتعلق بإسرائيل فيشير سامباتيا إلي أن شركة المياه الوطنية الأوغندية التي تتولي توصيل مياه الشرب للمنازل في أوغندا ويديرها إسرائيليون، كذلك فإن إسرائيل تقوم حالياً بإنشاء سدود صغيرة لحصاد مياه الأمطار، ذلك لمنافسة مصر التي تقوم هي الأخري بإنشاء سدود لحصاد الأمطار للأوغنديين. أما إيران فتتواجد بقوة في أوغندا، حيث تقوم بإنشاء العديد من المستشفيات في أنحاء أوغندا. وكذلك وبحسب سامباتيا فإن ليبيا توجد بقوة في أوغندا وذلك في مجالات الصناعة والسياحة والأنشطة المصرفية، وحرص الرئيس الليبي معمر القذافي علي زيارة أوغندا منذ عامين لافتتاح المسجد الذي قامت ليبيا بإنشائه ويحمل اسم القذافي في العاصمة كمبالا. أما الهنود فيسيطرون علي الاقتصاد الأوغندي، فهم يتحكمون في سلاسل المحال التجارية الكبري في كل المدن الأوغندية، يتواجدون في كل أوغندا من الشمال إلي الجنوب ومن الشرق إلي الغرب، ولكن هناك أشياء عديدة تلاحظها عند زيارتك لأوغندا ومنها عدم وجود أعمدة إنارة في الطرق العامة إلا باستثناءات قليلة حيث توجد هذه الأعمدة في محيط السفارات والمباني التابعة للدول الأجنبية، كذلك قلة أجهزة التكييف، حيث إن عدد أجهزة التكييف الموجودة في أوغندا كلها لا يتجاوز 200 جهاز، تستعين بدلاً من ذلك بمراوح الهواء، فضلاً عن أن جو أوغندا معتدل طوال العام، يرجع قلة أعداد أعمدة الإنارة وأجهزة التكييف إلي ارتفاع أسعار الكهرباء والطاقة نظراً لأن أوغندا تستورد المواد البترولية من الخارج، لكونها دولة حبيسة،حيث لا تطل علي أي شواطئ بحرية، كما يقول أحد المواطنين الأوغنديين ل«الدستور» إن سعر أسطوانة الغاز الطبيعي تصل في بعض الأحيان إلي 40 دولاراً. أما ما يلفت نظر زوار أوغندا فهو الانضباط المروري الشديد، رغم حدوث بعض الاختناقات المرورية في أوقات الذروة. وتميل أوغندا للخصخصة والاعتماد علي القطاع الخاص لدرجة أنه تم استحداث وزارة جديدة تعرف باسم «وزارة الخصخصة»، وتتولاها وزيرة أوغندية مسلمة. ومن اللافت للنظر كذلك في أوغندا أنه علي الرغم من كون أوغندا دولة ذات نظام جمهوري منذ استقلالها في ستينيات القرن الماضي، عن الاحتلال البريطاني فإنه يوجد بداخلها عدد من الممالك التي يدين لها سكان المناطق التي توجد بها هذه الممالك بالولاء التام، كما تمتلك هذه الممالك الأراضي التي تتواجد بها ولكل مملكة برلمان ووزراء بعيداً عن وزراء دولة أوغندا، ولكن هذه الممالك لا تتدخل في القرار السياسي لدولة أوغندا وليس لها سفارات في الخارج، توجد في أوغندا نحو 32 مملكة أهمها مملكة البوجندا مملكة البوسوجا ، أما المملكة الثالثة فتدعي مملكة البونيوريا وتوجد في منطقة شمال أوغندا ويسمي ملكها باسم «كاباكا» .