علي طريقة الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الذي تفرغ خلال الأيام الماضية للدفاع عن تصرفاته في الوزارة، والتي وصلت إلي حد قيام مستشفياته ومراكزه العلاجية التي شارك فيها أو قل له النصيب الأكبر فيها بالتعاقد مع التأمين الصحي التابع لوزارته بطريقة أفضلية.. غير أرض مدينة نصر التي حصل عليها لتوسعات مستشفياته الخاصة وغيره.. لتجده يحمل أوراقه أي أوراق ويظهر في التليفزيون وبرامج «التوك شو» المسائية التي يسبونها في الصباح ويجري حوارات مع الصحف هكذا يتصرف هذه الأيام صديقه الوزير أحمد المغربي وزير الإسكان والتعمير التي جاءها من وزارة السياحة ومن ضمن مجموعة رجال الأعمال، الذين تم تزويرهم علي يد أمانة سياسات «جمال مبارك» لكي ينعموا بالمنصب والجاه وليحدث التزاوج بين السلطة والمال. فبدأ المغربي الوزير حملة علاقات عامة للدفاع أيضاً عن تصرفاته في الوزارة التي حولها كغيره إلي عزبة خاصة.. واستمروا في ذلك ما دام لا أحد يحاسبهم.. مادام يرضون الكبار.. وبدأ الوزير المغربي الظهور في البرامج التليفزيونية ويجري حوارات مع الصحف والمجلات.. في حملة علاقات عامة. لم يكتف الوزير المغربي بذلك إنما كلف مكتبه بإعداد مذكرتين علي اتهامه بمحاولة السيطرة علي أرض جزيرة آمون ومنحه ابن خالته رجل الأعمال ياسين منصور شقيق الوزير السابق محمد منصور عقداً بمليون متر مربع في القاهرةالجديدة بقيمة 241 مليون جنيه، في حين أن قيمتها السوقية تتجاوز ال 5 مليارات جنيه.. وبالطبع أرسل المذكرتين إلي الحزب الوطني الذي نشرهما علي موقعه.. ليتناغم كلام قياداته في أنهم يحاربون الفساد.. ولتبرئ الوزير المغربي من الفساد، كما هو يبرئ نفسه الآن من شركة «بالم هيلز» التي تشكل الشركة الحاكمة لمصر الآن.. اللهم إلا من بعض الأسهم من خلال شركته التي يمتلكها مع ابن خالته. الطريف أن المذكرتين تافهتان لا تنفيان أبداً تورط الوزير المغربي بنفوذه في محاولة السيطرة علي أرض جزيرة آمون.. وأوراقها موجودة بالكامل لدي اللجنة الاقتصادية في مجلس الشعب.. وياريت الحزب الوطني ينشرها أيضاً علي موقعه.. الأمر الذي وصل إلي أن يطلب الرئيس مبارك من محافظ أسوان سحب الأرض من شركة المغربي وإعادة طرحها بحق الانتفاع من جديد في إجراء بدا كحماية للمغربي وشركاه. أما عن المليون متر في القاهرةالجديدة والدفاع بحجج واهية من قبيل أنها كانت مخصصة قبل توليه الوزارة من قبل الوزير السابق محمد إبراهيم سليمان «دعكم من ظهور شبهات كثيرة في قرارات تخصيص الوزير السابق، والتي مازالت محل تحقيق» فإن المغربي هو الذي وقع علي العقد مع ابن خالته..وهو لا ينكر ذلك في الوقت نفسه الذي كان يمكنه بسهولة إلغاء ذلك وإعادة طرح الأرض من جديد. الغريب في حملة المغربي للعلاقات العامة أن يستخدم أسلوب التهديد والوعيد، وأنه سيحط صوابع إيديه في عين منتقديه الذين لن يسكتوا عن الفساد في وزارته.