أحد منفذي تفجيرات القاهرة والإسكندرية: حاورت سيد قطب خلال فترة سجني وقال لي إنه يقدر الاستيطان اليهودي في فلسطين روبرت دسه: قمت بمعالجة قادة الإخوان أمثال الهضيبي وسيد قطب وتدريجيا بدأ الإخوان المسلمون يقدرون مساعدتي
قالت صحيفة «معاريف» العبرية إن وثيقة خاصة بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية أدت إلى كشف العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الإسرائيليين، الذين قاموا بتفجير المكاتب الأمريكية والبريطانية فى القاهرة والإسكندرية فى يوليو 1954، القضية المعروفة باسم فضيحة لافون. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه بعد 60 عامًا من هذه الفضيحة ونشر هذه الوثيقة، اعترف أحد منفذى التفجيرات ب«التحالف مع الإخوان المسلمين الذين خرجت من صلبهم حركة حماس الفلسطينية»، مضيفة أن «القصة بدأت فى صيف عام 1951 عندما أقامت الوحدة 131 التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية شبكة مصرية مكونة من خليتين، وأرسلتها لمصر». وأشارت إلى أن الوثيقة تعود إلى 20 يناير 1957، أى بعد عامين من محاكمة منفذى التفجيرات، وتتضمن أحوال السجناء، حيث جاء فيه إن «أسرى صهيون، الاسم الذى أطلقته تل أبيب على منفذى العمليات المسجونين فى مصر، يعاملون كسجناء جنائيين، ولهذا فحقوقهم محدودة، ويعملون فى المحاجر، وسلطات السجون المصرية تتعامل معهم بقسوة وتحرمهم من حقوقهم العادية، بينما السجينة مارسيل نينو، إحدى أفراد الشبكة، تحظى بمعاملة أفضل نسبيًّا». وجاء فى الوثيقة، التى أوردتها معاريف، إن «عائلات السجناء يعيشون حالة خوف من الاضطهاد المستمر من قبل السلطات، فى الوقت الذى تبذل فيه جهود كثيرة لتسهيل فترة احتجازهم»، لكنها أشارت فى الوقت نفسه إلى أنه «لا تتوفر معلومات عن حالة السجناء وسلامتهم، وكل المحاولات لإقامة اتصال معهم باءت بالفشل». وذكرت الصحيفة أنه لم يبق من أعضاء الشبكة على قيد الحياة إلا 3، هما مأرسل نينو وروبرت دسه ومائير زفران، لافتًا إلى نينو هى السيدة الوحيدة التى كانت بالشبكة ويبلغ عمرها الآن 85 عامًا، وتصف ذكريات مكوثها فى السجن المصرى بأنها كانت كالكابوس. ونقلت معاريف عن روبرت دسه (81 عامًا) إشارته إلى تحالف جرى مع الإخوان المسلمين خلال وجوده فى السجن بمصر، قائلاً «لقد كان هناك أصدقاء لنا التقيتهم فى السجن المصرى، لقد تفاجئنا بذلك، إلى أن دخلت السجن لم أكن قد التقيت أو صادفت الإخوان، كانوا معروفين بنشاطهم السياسى، لكنهم لم يقوموا بمضايقات حقيقية وفعلية ضد اليهود، المرة الأولى التى التقيتهم بشكل شخصى كانت فى فترة احتجازى وانتظارى للمحاكمة بالسجن العسكرى، فى هذه الفترة تم القبض على المئات من رجال الإخوان المسلمين فى أعقاب محاولة اغتيال الرئيس المصرى جمال عبد الناصر». وأضاف «كما قاموا بتعذيب الإخوان، عذبونا نحن أيضًا، ولحسن حظى كنت مريضًا وكانت درجة حرارتى مرتفعة، لهذا صنعوا معى معروفًا، واستطعت الخروج من الزانزانة وأحد الحراس جعلنى أقوم بمساعدة باقى السجناء، فى هذه الفترة أخرجت العديد من رجال الإخوان المسلمين بما فيهم قياداتهم من زنازينهم لتنظيفها، ومعالجة المصابين، لقد سألونى عن اسمى وفهموا أننى يهودى الديانة، وتدريجيًّا عرفوا أننى المسؤول عن مساعدتهم، قمت بمعالجة قادتهم أمثال سيد قطب والهضيبى». ولفت إلى أنه «تدريجيًّا، بدأ الإخوان المسلمون يقدرون مساعدتى لأعضاء جماعتهم، وفى إحدى الأيام حينما كنت فى سجن طره، جاؤوا إلى وسألونى (هل أنت روبرت؟)، واتضح لى أنهم يعرفوننى، وأن قيادة الإخوان أصدرت تعليمات للمئات من رجالها بالتعامل مع السجناء اليهود كما لو كانوا جزءا من جماعة الإخوان». وقال «فى إطار علاقات الأخوية بين اليهود والإخوان المسلمين دارت أحاديث بين الجانبين، كما نظمت أنشطة ثقافية ورياضية بينهما وكان هناك فريق كرة سلة فى السجن مكون من اليهود والإخوان»، لافتا إلى أن أحد محاوريه كان سيد قطب، الذى عبر عن تقديره الشديد للاستيطان اليهودى فى فلسطين ومواجهته للانتداب البريطانى، وفهمت منه أن الإخوان يرون فى صراع اليهود فى إسرائيل نموذجًا يحتذى». ونقلت الصحيفة عن روبرت قوله «كنت أريد دائمًا العودة لمصر، واستغللت الفرصة حين سافر رئيس الحكومة الأسبق مناحيم بيجن للإسكندرية لإجراء محادثات بشأن اتفاقية السلام، لقد سمح لى بيجن بالذهاب معه، وهناك سمح لى الرئيس السادات بلقاء أفراد عائلتى الموجودين بمصر، كما أتاح لعائلتى السفر لزيارة تل أبيب»، مضيفا أنه «يرى فى اغتيال السادات اغتيالاً للسلام».