كشفت تحقيقات النيابة التي جرت بإشراف المستشار محمد غراب- المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة-حول حريق سوق الجمعة بمنطقة التونسي بالخليفة أن ضحايا الحريق هم: فادي سمير جرجس «19 سنة»- طالب بمعهد السياحة والفنادق بالحجاز- وفاروق إليوت فاروق «21 سنة»- طالب بمعهد اللاسلكي- ورامي كرم «19 سنة»- طالب بمعهد سياحة وفنادق- وأنهم من سكان منطقة حدائق المعادي وأن «فاروق» توجه منذ شهر تقريباً إلي معرض السيارات بالمعادي واستأجر منه السيارة التي تسببت في الحريق ماركة «كيا سيراتو» موديل 2010 لمدة شهر كامل مقابل مبلغ 4 آلاف جنيه دفعها لصاحب المعرض، وأثناء عودتهم في الطريق إلي حدائق المعادي أدي اختلال عجلة القيادة بين يدي السائق والسرعة الشديدة إلي انحراف السيارة واندفاعها تجاه سور الكوبري لتحطم حوالي 8 أمتار منه وتسقط فوق مقهي وينفجر تانك الغاز ويتسبب في انفجار اسطوانات غاز أخري كانت موجودة داخل المقهي. وقال رفعت سعيد- محامي الضحايا-: إن الأهالي توجهوا أمس الأول ليلة الحادث إلي المشرحة وتعرفوا مبدئياً علي الجثث في الوقت الذي كان فيه الأمر صعباً جداً عليهم نظراً لتفحم الجثث كلياً وانفصال أجزاء منها، وأشار إلي أن التعرف علي الجثث كان من خلال أطوالها وأحجامها، بالإضافة إلي عدد من العلامات المميزة لكل منها أو الملابس التي كانوا يرتدونها، وأضاف أنه في حالة عدم التأكد من هويتهم سيتم إجراء تحليل الحامض النووي «DNA» لزيادة التأكيد. من ناحية أخري استمعت النيابة أمس إلي أقوال عدد من شهود العيان من التجار بالمنطقة الذين أكدوا أنهم فوجئوا بالسيارة تسقط منفجرة وتسببت في اندلاع النيران وساعد علي انتشارها أسطوانات الغاز الموجودة بالمكان وأيضاً كمية الأخشاب والبلاستيك الكبيرة الموجودة علي «الفرش» وأن محاولات الإطفاء استغرقت وقتاً طويلاً لأن الحريق كان ممتداً بطول 2 كيلومتر تقريباً، وأن هناك تجاراً كثيرين خسروا أموالاً طائلة بعد أن ابتلعت النيران بضائعهم.. كما استمعت النيابة إلي أقوال صاحب معرض السيارات الذي قام بتأجير السيارة للضحايا وأكد أمام محمد عبدالمنعم- رئيس النيابة- أنه قام بتأجير السيارة لهم لمدة شهر واحد بعد أن حصل منهم علي ضمانات كافية ورفض الحديث عن طلب الحصول علي التعويض المادي مقابل إتلاف السيارة الخاصة به والتي استأجرها بدوره من شخص يدعي وائل سعد حسنين مقابل مبلغ شهري. وأضافت التحقيقات أنه تم التوصل إلي هوية الضحايا من خلال رقم موتور السيارة الذي تم إرساله إلي الشركة التي أفادت باسم مالك السيارة حتي تم اكتشاف أن صاحبها قام بتأجيرها إلي معرض السيارات وأن صاحب المعرض أجرها للمتوفي «فاروق» وأشار التقرير المبدئي للجنة المشكلة بواسطة النيابة العامة من مهندسين بمكتب الاستشاريين العرب ومهندس من المقاولون العرب ومهندس الإسكان بحي الخليفة إلي أن الكوبري أصابته بعض التلفيات نظراً لسقوط بعض أجزائه الصغيرة بسبب تدفق المياه أثناء الإطفاء وأيضاً تلف حوالي 100 متر من خط السكك الحديدية. وأوصي التقرير الذي تسلمته النيابة بعمل ترميمات بالكوبري فوراً لمنع تعرضه للانهيار. وتجمع عدد من أهالي الضحايا الثلاثة الذين لقوا مصرعهم في الحادث أمس أمام نيابة جنوبالقاهرة الكلية للمطالبة بإنهاء إجراءات تصاريح دفن الجثث وطلبت منهم النيابة التوجه إلي مشرحة زينهم للتعرف علي ذويهم تمهيداً لاستلامهم ودفنهم. من جهتها واصلت لجان المعاينة التابعة لمحافظة القاهرة أمس عملها للتوصل إلي أسباب الحريق، كما قامت اللجان التي شكلها المحافظ بمعاينة الكوبري لبيان حجم الأضرار التي لحقت به جراء الحريق وما إذا كان يستلزم استمرار إغلاقه أمام السيارات النقل الثقيل والسماح فقط بمرور السيارات الصغيرة عليه أم غلقه أمام الجميع وقد أكد الفحص المبدئي أن جسم الكوبري لا يتحمل مرور السيارات الثقيلة ويسمح فقط بمرور السيارات الخفيفة وحتي الآن لم يتم تقدير قيمة خسائر الحريق من بضائع، نظراً لصعوبة تحديد عدد العشش الموجودة به كما يصعب حصر عدد البائعين والتجار الموجودين به، وهو ما أكده عاطف مجاهد- رئيس حي الخليفة- حيث قال إن السوق عشوائي وغير وارد فيه حصر ولأنه سوق يعمل بنظام اليوم الواحد لذا فمن الصعب حصر كل البضائع الموجودة به.